طباعة هذه الصفحة

رغم الازدحام المروري

 إقبال على المشاوي والمثلّجات في السّهرات الرّمضانية بالبليدة

البليدة: لينة ياسمين

تتغير سلوكيات الناس في رمضان، وتتبدل يومياتهم، خاصة إذا ما صادف الشهر المبارك يوما طويلا، فتجد الناس يسهرون ويفضّلون السمر إلى الفجر وميقات السحور، ثم ينصرفون للنوم قليلا أو كثيرا، وفي البليدة على غرار بقية مدن الوطن تجد العائلات والشباب،  ينزلون على السّاحات والشوارع العامة، وكل وجهته، .


لكن اللافت في رمضان الجاري أن الكثير حولوا بوصلتهم على مطاعم ليلية، وقاعات الشاي التي توفر المثلجات والعصائر، في وقت لم يتخلف متطوعون عن ربح الجزاء، في تقديم وجبات ساخنة لعابري السبيل، وأيضا للمعوزين ككل سنة.
تشهد الشوارع العامة في هذه الأيام زحمة سير خانقة، خاصة في أوقات الليل، تجد عائلات بعد ميعاد الإفطار والفراغ من صلاة التراويح، تتجه صوب الساحات العامة والعناوين التي تزخر بالمطاعم وبيع المثلجات، وهو ما أنعش التجارة في رمضان 2019 بشكل ملحوظ.
يقول «فؤاد»، صاحب مطعم بقلب ساحة باب السبت وسط المدينة، أن نشاطا مكثفا ميز هذا الشهر الفضيل، اقبل فيه زبائن وعشاق تناول المشاوي في الساعات المتأخرة من الليل للسحور في الخارج بدل تناوله في بيوتهم، ويضيف ان الكثير يفضل تناول «سندويشات» مشكلة من لحم الطيور والديك الرومي لسعرها المنخفض مقارنة بسعر اللحم والكبد، وأن هذا النشاط كان منذ الأيام الأولى من شهر رمضان ولا يزال مستمرا، بل هو يرى انه تضاعف في هذه الأيام الأخيرة بسبب خروج العائلات بحثا عن اقتناء ملابس العيد لأطفالهم، وهو ما يجعل هذه العائلات تستغل الليل لأجل التبضع، خاصة وأن ربات البيوت في النهار ملزمات بتحضير وجبة الإفطار، فضلا عن تجنبهن التعب والتعرض للحرارة والشمس في النهار.
والحال أيضا شهدته مدينة أولاد يعيش، أين تشهد المحلات التجارية خصوصا بعد الإفطار إقبالا وإنزالا غير مسبوق، بعد أن أصبحت أحياء هذه المدينة قبلة بامتياز للزبائن كل رمضان وعيد، للعروض المشكلة التي تضمنها تلك المتاجر الفاخرة، وأيضا للأسعار التنافسية، والتي مكنت أصحاب الدخل المتوسط وحتى الضعيف من أن يقتني ألبسة لأطفاله بأسعار معقولة جدا، في وقت تعرف مدينة بوفاريك إلى الشمال الأمر نفسه، تجد العائلات تقبل على المطاعم والمتاجر، وأيضا على محلات بيع «الزلابية» المصنوعة بطرق مشكلة جديدة ابتدعها الباعة، فأصبحت تصنع بالفول السوداني، وحتى بـ «الشكولاطة»، وحتى بحلوى الشامية أو ما تعرف بحلوى «الترك»، فيما اجتهدت جمعيات نشطة، أحياء ليالي رمضان بسهرات في الإنشاد واكرام اليتامى وتقديم لهم الهدايا، مثل ما أقدمت عليه جمعية «قوافل الخير لرعاية الأرملة واليتميم»، على تنظيم إطعام جماعي على شرف أكثر من 1200 يتيم وأرملة مطلع الأسبوع، حيث قاموا بتوزيع الهدايا وتكريمات وألبسة العيد.
وعلى العموم تجند في سياق الشهر المبارك متطوعون لإطعام عابري السبيل والعائلات المعوزة، فضلا عن قيام أمن ولاية البليدة بحلمة تحسيس ضد أخطار حوادث الطرق، حملت شعار «معا لرمضان بدون حوادث» لتحسيس السائقين بضرورة التحلي باليقظة والرزانة خلال القيادة من أجل ضمان سلامة مرورية وقضاء شهر صيام بعيدا عن الحوادث المأساوية القاتلة.———