طباعة هذه الصفحة

أقامت مأدبة إفطار على شرف الأسرة الإعلامية

سفيرة أندونيسيا: ليالي الجزائر العاصمة تسحرني

فنيدس بن بلة

مهرجان «سوكارنو» يؤرخ لعلاقات الصداقة بين البلدين

سهرة رمضانية مميزة عاشتها الأسرة الإعلامية، ليلة الأحد، بسفارة اندونيسيا التي دأبت على إقامة مأدبة إفطار للصحافيين كل شهر رمضان إلى درجة باتت تقليدا متبعا يحظى بالإشادة الدائمة طالما أن المبادرة تجمع أهل مهنة المتاعب حول مائدة رمضان وتمنحهم فرصة التلاقي والتواصل وتجاذب اطراف الحديث.

جرى هذا في جو رمضاني تقاسمت خلاله السفيرة الاندونيسية السيدة سفيرة محروسة مأدبة فطور مع الإعلاميين من مختلف العناوين المكتوبة ،المسموعة والمرئية في مقدمتهم «الشعب» مذكرة الحضور بطقوس شهر التوبة والغفران وعادات مرسخة في الذاكرة الجماعية الاندونيسية وتكاد تكون نفسها بالجزائر التي تحتفظ دوما بعلاقات صداقة تاريخية مع جاكرتا بوابة القارة الاسيوية وملتقى الطرق البحرية العالمية وإحدى كبريات نمور آسيا والقوة الاقتصادية الصاعدة 15 في الكرة الأرضية المؤهلة لانتزاع مكانة تليق بها في مجموعة العشرين.
قالت السفيرة محروسة في إجابتها على أسئلة «الشعب» عن كيفية قضاء الشهر الفضيل بالجزائر وعما يميزه بلدها، أنها تشتاق دوما إلى هذا الشهر الذي تجد فيه بالجزائر نكهة خاصة وتآزر اجتماعيا بارزا للعيان.  قالت إن ما يعجبها أكثر الحرية التي تشهدها الجزائر العاصمة ليلا. وهي حركية زادتها انتعاشا المدينة التي يلفها الضياء ليلا وتزيدها متعة السهرات التي تتوافد عليها العائلات للاستمتاع بعروض ثقافية وأنغام موسيقية أبدع فيها شباب وشيوخ.  ان هذه الحركية هي التي تحفزها دوما إلى الخروج للتنزه ليلا مستمتعة بنسيم المتوسط ليلا وعذوبة المناظر التي تجعل العاصمة إحدى المدن العالمية الأكثر جمالا وسحرا وعذوبة خاصة وهي تجمع بين زرقة البحر واخضرار الطبيعة وبياض العمران.
على هذا الدرب تسير السفيرة وتنظم مأدبة إفطار لأبناء الجالية الاندونيسية في الجزائر كل خميس تحسسهم بالدفء العائلي وحرارة التلاقي وتبقي صلة الرحم بينهم قوية، متلاحمين متآزرين لا يشعرون بديار الغربة.
على هذا المنوال تستمر السفيرة محروسة في تعزيز الروابط بين اندونيسيا والجزائر وتروج للعلاقات البعيدة الممتدة في أعماق التاريخ، مستمدة أسسها وقوتها من روح باندونغ الذي أعطى للقضية الجزائرية أيام الكفاح التحرري متانة وساهم في إسماع صوت الجزائر إلى أصقاع المعمورة مكسرا التعتيم السياسي الإعلامي الاستعماري الفرنسي.
نتذكر مرافعة قائد الحركة الافروأسياوية وعدم الانحياز بعدها احمد سوكارنو، وهو يدعو بأعلى صوت بضرورة مساندة الثورة الجزائرية لانتزاع السيادة الوطنية واستجابة الوفود الحاضرة في المؤتمر 1955 بلا تردد مع هذا الموقف المدرج في سياق سياسة دعم حركات التحرر ومساندة الشعوب الواقعة تحت نير الاستعمار في الاستقلال.
هكذا أعطى سوكارنو إضافة إلى حركة النضال الوطني ووضع أسس علاقات صداقة مع الجزائر التي تحتضن هذا الشهر مهرجان عن القائد الاندونيسي الرمز.
 وقالت السفير محروسة ان مهرجان سوكارنو الذي ينظم لاول مرة بالجزائر من 15 الى 23 جوان الجاري بقصر الثقافة وقصر المعارض الصنوبر البحري، محطة هامة لتعريف الجمهور الجزائري. بهذه الشخصية البارزة التي تركت بصماتها على مسار النضال لأمم الجنوب التواقة لعالم آخر أكثر اعتدالا وتوازنا غير الذي أرسي أسسه لقاءات يالطا وبوتسدام وسان فرانسيسكو.
مهرجان سوكارنو المتضمن معرض صور عن مؤتمر باندونغ ، يسلط الضوء على فلسفة القائد التاريخي ونظرته الاستشرافية في اعلاء شأن اندونيسيا وجعلها قاطرة التغيير والبناء تكسب قوتها بعلاقات خارجية وروابط مع قوى تتقاسمها المبادئ والخيارات في صدارتها الجزائر.