طباعة هذه الصفحة

أطلقها صاحب المبادرة عبر صفحته بالفايس بوك

إطارات وشباب يتطوعون في حملة تنظيف مدينة بريكة

نورالدين لعراجي

 

 لم يكن تأخر عمال النظافة لمدينة بريكة يوم أمس نتيجة إضراب أو عطلة مدفوعة الأجر، بل كان يوم راحة استثنائية، منحتها حملة التضامن لهم، تحمل فيه أبناء البلدة من خيرة شبابها وإطاراتها، حملة تنظيف المدينة عبر شوارعها، نيابة عنهم، في صورة تضامنية تحمل دلالات انسانية كبيرة، منها مقاسمة هؤلاء معاناتهم ويومياتهم في رفع القمامة ولو ليوم واحد.

استجابة الشباب من محامين، أطباء، إعلاميين، حقوقيين، أساتذة، مهندسين، إطارات سامية بالدولة إلى النداء الذي رفعه الناشط الجمعوي لخضر مباركي، حيث دعا عبر صفحته بالفايس بوك إلى تنظيم حملة نظافة للمدينة، يقوم بها شباب متطوعون، يحملون على عاتقهم حملة كبيرة في رفع القمامة وتنظيف الشوارع من الشوائب والفضلات التي شوهت صورة الطرق، ولم تعد من مهام عمال النظافة لوحدهم، بل انها مسؤولية جماعية، يشترك فيها الجميع الساكنة والمصالح.
يقول صاحب المبادرة في تصريح لـ«الشعب» والدموع تسبق حديثه، ان حلمه صار حقيقة، وهاهي الاستجابة تلقي بظلالها، لينخرط الجميع في وقفة تضامنية، تعد الأولى من نوعها في البلدة قاطبة، ويضيف في هذا الصدد، بأن هذه الحملة سبقتها وقفة أخرى، تمخضت بعد تجربة الافطار الجماعي الذي خصصه لهذه الفئة في شهر رمضان المنصرم، ومن خلاله، تم منح عمرة لشخص «عامل نظافة»، بعد عملية قرعة لأصحاب المهنة، ومن ذلك التاريخ بدأت تراوده هذه الفكرة إلى غاية تحقيقها أمس.
في أقل من أسبوع بعد نشره الاعلان بدأت الحملة تلقى ترحيبا واستجابة واسعة النظير، من مختلف الشرائح، حيث أكدت على حضورها من جهة، وتحملها أتعاب السفر من ولايات الوطن، كما رافقتها وسائل الاعلام المسموعة والمكتوبة والمرئية، ونقلت تفاصليها عبر الأثير، في تدخلات أثبت أصحابها ان المواطنة ليست حكرا على أحد، وبإمكان الجميع المساهمة في حملة التوعية والتنظيف، كل من مكان عمله.
في الساعات الأولى من صباح أمس توافد المتطوعون يرتدون ألبسة وقفازات، وبدأت الشاحنات تجوب الشوارع، في نقل كل الشوائب وأثار القمامة، العملية لقيت ترحيبا كبيرا عند السكان وصارت حديث العام والخاص.