طباعة هذه الصفحة

شواطئ قرباز تمنحها جاذبية وسحرا

عزابة..أزمة ماء تراوح مكانها وتهيئة مؤجّلة

بقلم: وليد بوعديلة

وجهة سياحية خانها أهله

من المناطق والمدن الجزائرية المقصودة في الصيف نذكر عزابة بسكيكدة وشواطئ قرباز القريبة منها، وهي من الشواطئ الساحرة التي تمنح الزائر جماليات البحر والجبل، لكن يلاحظ الزائر غياب ملامح المدينة العصرية، والكثير من المناطق الطبيعية لم تمسسها يد الاستثمار السياحي بعد، تابعوا هذا السفر الصيفي.

  أسهمت المدينة بقوة في الحراك الشعبي السلمي الجزائري، وهي تعاني من كثير المشاكل والأزمات. وقد شهدت مؤخرا أزمة الماء، كما شهدت حركة احتجاجية حول ملفات فساد كثيرة ومنها ملفات خاصة بتهيئة مقر البلدية القديم، وملف المؤسسة الاستشفائية العمومية التي تشهد تراجعا رهيبا في الخدمات ونقصا في التجهيزات والوسائل ولا يرضى الكثير من زوار المستشفى محمد دندان على الخدمات المقدمة....
وتشهد المدبينة انتشار الأوساخ والنفايات، في ظل محدودية إمكانات البلدية و إهتراء الشاحنات وغياب وسائل العمل، ولا ننسى الدور السلبي للمواطن...
يقدّم وسط المدينة صورة سلبية للتسيير، بعد أن تحول مقر البلدية لخراب وقبح على المباشر، والساحة العمومية لم تنه بها الأشغال، ولا مكان للراحة والجلوس، ولاحظنا  عدم تجديد لوحات التوجيه لضيوف المدينة وغياب إشارات المرور ولا أثر لإشارة قف بين الشوارع، ولا أثر للإشارات في مفترق الطرق، مثل المفترق المقابل لمدخل مصنع النسيج سابق(سيبا) في طريق عنابة، أو مقابل مدرستي الترقي والبنات، أو المفترق المقابل لقاعة الحفلات زنيوا…والساحات والحدائق العمومية غائبة عن المدينة، أو حاضرة بالاسم فقط مثل الحديقة العمومية المقابلة لمدرسة الترقي.
  تتوفر المدينة على دار للشباب ومركب جواري رياضي(الإخوة مخناش) ومكتبة عمومية في طور الانجاز، ومدرسة عليا للأساتذة في التعليم التكنولوجي…وقد اشتهرت مدينة عزابة وطنيا مؤخرا بفضل النشاط الفني المسرحي لجمعية الفنانين الأحرار التي أحيت ذكرى ومجد المسرحي عز الدين مجوبي ابن المنطقة.
 ومقاهي وسط المدينة تحتاج لمراقبة ومتابعة، لكي تعبر عن الهوية الثقافية للمدينة، حيث قليلا ما نجد صورا لمشاهد تاريخية عن المدينة، ولم لم نجد الصور التي تنقل ملامح من الشخصيات التاريخية و الفنية للمدينة إلا في مقهى التجارة لعائلة وشتاتي، وكذلك عند حلاق عائلة مدبو، حيث أنجز أصحابه ديكورا ينقل الزائرين لتاريخ عزابة والجزائر عبر الصور المعلقة.
 ويمكن للسائح التوجه نحو الحمامات المعدنية بواد حميمين، فالمنطقة جبلية ساحرة بخاصة في الشتاء والربيع، وفي الشتاء يتجه السواح نحو جبال بلدية السبت حيث الثلج، أو التوجه نحو المركز التجاري الكبير الذي شيد على أنقاض مصنع النسيج سيبا، فهو مقصد تجاري سياحي وفيه مساحة لألعاب الأطفال، كما ننصح بزيارة مقاهي وسط المدينة القديمة مثل مقهى وشاتتي ومقهى لحناش (فيه مجسمات قديمة لحيوانات) ومقهى لندن (في مخرج المدينة نحو جندل)، وتبقى شواطئ قرباز هي المقصد السياحي الأول في الصيف.

الطّريق إلى الشّاطئ..

 يستطيع السائح أن يصل لشواطئ قرباز عبر طرق متعددة، فله أن يأتي من وسط مدينة عزابة نحو الشاطئ في ظرف نصف ساعة فقط، وله أن يأتي من الطريق الوطني رقم44، في منطقة عين شرشار حيث بعد الخروج من مدينة عين شرشار نحو عنابة توجد إشارة توجه نحو بلدية جندل، ومنها يمكن الوصل للشاطئ، أو عبر طريق جبلي صعب انطلاقا من بلدية فلفلة الساحلية.
وكان من المفروض أن تستفيد من وجودها في منطقة جبلية وبحرية جميلة جدا، لكن لا أثر للفنادق والمركبات السياحية و السكان يعانون مشاكل اجتماعية كثيرة، فمتى التنمية السياحية؟     
 سيجد السائح كشكا للمأكولات الخفيفة والقهوة والشاي يقابل مباشرة الشاطئ وقد استحوذ بعض الشباب على أماكن لكراء الشمسيات الطاولات والكراسي، (1000 دج للشمسية والكراسي والطاولات) يبدو أنهم قد تحصلوا على ترخيص من بلدية جندل،لكن هناك أماكن يمكن للعائلات وضع شمسياتهم فيها دون إزعاج ، وأهل المنطقة يسمون أماكن الشاطئ بالأرقام (الشاطئ 1،الشاطئ 2…)، وصولا للشاطئ رقم 9 وهو الذي يسمى رسميا «شاطئ كاف فاطمة» (لا نعلم سبب هذه التسمية) وكلها شواطئ عبر طريق يؤدي نحو بلدية المرسى.
 في شاطئ قرباز توجد أكشاك خاصة ببيع لوازم المتعة الرملية والبحرية، وتأسفنا لغياب المراحيض والمرشات ومشاهد التنظيف والمتابعة في الشاطئ، ويبدو أن بلدية جندل لا تملك الإمكانات البشرية والمادية لتحويل قرباز لمنطقة سياحية رغم الثروات الطبيعية…
وتحضر أحيانا لجنة مراقبة من البلدية، لمتابعة ومراقبة فضاءات قرباز ومسائل النظافة والتنظيم في الشاطئ وفي موقف السيارات، نقترح على البلدية إنشاء مدارج لنزول الزوار في اقرب وقت والتفكير في إنشاء كورنيش صغير لمنح المشهد الرومانسي والسياحي للمكان، وكثيرا ما تساءل أهل المنطقة في سكيكدة عموما.