طباعة هذه الصفحة

بعد إقصاء «الفراعنة» من طرف «البافانا بافانا»

القاهــــــــــــرة تحــــــــــت وقــــــــــع الصّدمـــــــــــة والخيبـــــــــــة ...

عاشت الجماهير المصرية التي توافدت بقوة على الملعب الدولي بالقاهرة أو تلك التي فضلت متابعة المقابلة بالمقاهي والساحات العمومية والبيوت، كابوسا حقيقيا سهرة يوم السبت، عقب الاقصاء المفاجئ لمنتخب «الفراعنة» في الدور ثمن النهائي من كأس أمم إفريقيا 2019، على يد جنوب إفريقيا (0-1).

فقد بدت مظاهر الخيبة والحسرة جلية على وجوه المصريين، في كل المحافظات والأحياء، مثل ما كان عليه الحال بأزقة «خان خليلي» المشهورة بكثافة الحركة في كل الاوقات والواقعة على مقربة من مسجد الأزهر، وهي الخيبة المبررة بالنظر الى المعطيات والتوقعات التي كانت تضع المنتخب المصري على رأس الفرق المرشحة للتتويج بلقب الدورة ال 32 المقامة فوق أرضه.
فمباشرة بعد صافرة نهاية المقابلة التي أعلن عنها الحكم الغابوني إريك أرنو اوتوغو-كاستان، تغيرت ملامح الجمهور المصري الذي كان يبني آمالا كبيرة على هذه البطولة.
فبلهجة ممزوجة بالحزن والسخط، أكد أحمد، أحد باعة الأشياء التقليدية بخان خليلي، قائلا: «منذ بداية المنافسة، وجد منتخبنا الوطني صعوبة في اللعب بشكل جيد (...) فبالرغم من فوزه بالمقابلات الثلاث في الدور الاول، إلا أنه كان بعيدا كل البعد عن الاقناع. لقد كنت أتوقع الاقصاء لكن ليس في هذا الدور. أنا جد متأسّف وحزين خاصة على الشعب الذي يستحق احسن من هذا».
فخلال ال 90 دقيقة من عمر المقابلة، ركنت العاصمة المصرية القاهرة، أكثر مدن العالم حركة بالليل، إلى راحة اجبارية، لتستأنف حيويتها تدريجيا بعد نهاية «المقابلة الصدمة»، من خلال خروج جموع المصريين الى الشوارع والساحات والمقاهي في محاولة يائسة منهم لتجرع الخيبة التي سببها لهم رفاق النجم العالمي محمد صلاح.
وعقب هذا الاقصاء، قال مصطفى، أحد السائقين المعتمدين في شركة النقل الخاص «أوبار» النشيطة جدا بمصر: «أنا حزين طبعا ومتأسّف لمردود المنتخب في هذه الدورة، لكن في الحياة محطات وأولويات كثيرة تستحق منا الوقوف عندها (...) وفي النهاية كرة القدم لا تعدو أن تكون سوى لعبة تحتمل الفوز والخسارة».
منذ تتويج الفريق المصري بقواعده بلقب دورة 2006، لم تتمكّن منتخبات البلدان المستضيفة للبطولة من إحراز التاج فوق أراضيها. ففي سنة 2008، تمكّن المنتخب المصري تحت قيادة مدربه المعروف حسن شحاتة من الحفاظ على تاجه بالأراضي الغانية، ليتمكن بعدها في دورة 2010 من تأكيد قوته القارية من خلال احراز اللقب الثالث له على التوالي والسابع في تاريخه بأنغولا.
وخلال الدورات الست الاخيرة، فشلت الدول المستضيفة في التتويج، بل حتى في بلوغ المربع الاخير من المنافسة، باستثناء منتخب غانا في 2008 وغينيا الاستوائية في 2015.
ويبدو أن اللعنة وسوء الطالع لا يزالان يلازمان البلد المضيف في هذه الدورة ال 32 التي تنشط لأول مرة من قبل 24 منتخبا، والتي أسفرت عن اقصاء المنتخب المصري، بقيادة مدربه المكسيكي خافيير أغيري، المنتقد كثيرا من قبل الجماهير المصرية والمقال بعد الإقصاء، الامر الذي سينعكس سلبا على مجريات البطولة التي عرفت في الاساس إقبالا جماهيريا ضعيفا نسبيا منذ بداية الدورة.وقبل سويعات قليلة من اقصاء «الفراعنة»، كان المنتخب الكاميروني، حامل اللقب، قد خرج من المنافسة بعد انهزامه أمام نيجيريا 3-2 في مقابلة عرفت تنافسا شديدا بين الفريقين.
وقبل «الفراعنة» كذلك، كانت الكرة العربية قد تجرعت صدمة كبيرة بإقصاء المنتخب المغربي على يد نظيره البنيني في الدور ثمن النهائي بضربات الترجيح (4-1) بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل (1-1)، بينما تمكن منتخب السنغال بقيادة نجمه ساديو ماني من التأهل على حساب اوغندا بصعوبة (1-0).