طباعة هذه الصفحة

يرددها ناشطون عبر مواقع التواصل

# سنحتفل ــ على ــ الأقدام، #لا ــ لموت ــ شبابنا»

فتيحة كلواز

# مبادرة__فرحة__بدون__سيارة «:نحن الشعب الجزائري نعلن أن الاحتفالات باللقب القاري ( إن شاء الله) ستكون على الأرجل ... بدون سيارة و بدون دراجة ولا شاحنة ... نحن نحتاج لشبابنا . # سنحتفل _على _الأقدام، #لا _ لموت _ شبابنا».

هو شعار حملة أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لتفادي المجزرة المرورية بجيجل إثر خروج شباب للاحتفال بتأهل الفريق الوطني للدور النهائي من كأس أمم افريقيا 2019 .والمدقق في عمر الضحايا الأربع يجد  ثلاثة منهم لم يتعد الواحد منهم سن  16سنة، اعلم ان الفرحة كانت كبيرة ولكن الأرواح أغلى والأكبر لذلك جاءت هذه الحملة لمنع حدوث او لنقل تكرار هذا السيناريو الجمعة المقبل موعد لقاء النهائي بين الجزائر والسنغال.
دون سابق إنذار توفي من خرجوا للاحتفال وفقدت عائلة اثنين من أبنائها، في لحظة عابرة كنا نظن فيها اننا خرجنا عن إطار الزمان والمكان عدنا الى رشدنا على وقع حادث مرور ضحاياه أربع وجرحاه 14، وعلى وقع خبر وفاة شاب لم يتجاوز سنه الـ17 سنة اثر ازمة قلبية مباشرة بعد هدف محرز الأسطوري، ربما هو جنون الكرة التي اسماها بعض الفلاسفة بعفيون الشعوب الذي يذهب عقل الامة لحظة الفوز والنصر.
لكن هل نستطيع الاحتفال بعيدا عن تلك السياقة المجنونة والحركات البهلوانية التي يقوم بها بعضهم بسياراتهم وكأني بهم يريدون من تلك المعدنية أن ترقص فرحا بالفوز، لكن الحادث يجعل سائقها يتأكد متأخرا انها معدن بلا روح.
 أحد جيراننا مقعد منذ 2009 بعد خروجه للاحتفال بفوز الجزائر على مصر في ام درمان بالسودان ،انقلبت عليه سيارة من نوع «هاربين» كانت تحمل أعدادا كبيرة من المراهقين ما أدى إلى انقلابها في احدى المعرجات ببرج البحري ما أدى الى بتر ساقي هذا الشاب الذي لا يتعدى 15 سنه.
قصص كثيرة نسمعها هنا وهناك هم جنون الاحتفالات التي كثيرا ما توقع ضحايا ذنبهم الوحيد أنهم أحبوا الكرة وعشقوها حتى الثمالة، والغريب في الآمر أن بعض الأولياء يخرجون مع أبنائهم للاحتفال في سياراتهم مع السماح لهم بالجلوس على أبواب السيارة أو الوقوف في الصندوق الخلفي للسيارة طبعا دون أن ننسى قيادة مجنونة قد تتسبب في سقوط أحد أطفالهم.
وجه رياض محرز بعد مقابلة النصف النهائي رسالة على «التويتر» داعيا فيها كل المناصرين للاحتفال باحترام سواء على ارض الوطن وخارجها خاصة في فرنسا التي أسفرت المواجهات فيها بين أنصار الخضر والشرطة إلى توقيف 282 شخص، وأرسل مع زملائه رسالة مصورة رفقة زملائه يعزون فيها عائلات ضحايا الحادث الأليم بجيجل مجددين دعوتهم الى احتفال بلا موت، لأنهم يلعبون ويحاربون على ارض الملعب ليصنعوا فرحتهم لا أحزانهم.
هاشتاغ # سنحتفل__على__الأقدام، #لا__لموت__شبابنا» سيعطينا الفرصة للتفكير مليا في الطريقة الأمثل للاحتفال، الفرح بعيدا عن حوادث المرور والاقراص المهلوسة التي أصبحت في السنوات الأخيرة الوسيلة لجنون بلا حدود، الفرح مع العائلة بعيدا عن الخطر مع التزام مكلي للأولياء بمسئولياتهم اتجاه أطفالهم الذين سيكونون نسخة طبق الأصل عنهم في المستقبل، لما لا نجعل من فرحنا و فريقنا الوطني دروس واقعي و تطبيقي عن الوطنية و التشبث  بالحلم و المحاربة بإرادة فولاذية لتحقيقه هذا هو الأهم لان الحياة دروس اللبيب فقط من يعي معانيها.