طباعة هذه الصفحة

بريطانيا تطوي صفحة إخفاقات ماي

بوريس جونسون يفوز برئاسة الوزراء ويعد بإتمام البريكست نهاية أكتوبر

فاز وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، أمس الثلاثاء، بزعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، خلفا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، ليصبح بذلك رئيس الوزراء البريطاني الجديد، وتعهد باستكمال مسار الخروج من الاتحاد الأوروبي في الموعد الجديد المتفق عليه مع الأوروبيين.
وأعلن حزب المحافظين عن فوز جونسون بما يوافق التوقعات، حيث نجح في نيل ثقة حزبه بمواجهة منافسه وزير الخارجية جيرمي هنت، وذلك بعد حملة استمرت شهرا طغت عليها قضية خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي (البريكست).
وأظهرت نتائج الانتخابات الداخلية حصول وزير الخارجية السابق على 92 ألفا من أصوات أعضاء حزب المحافظين مقابل 46 ألفا لمنافسه وزير الخارجية الحالي.
وفور إعلان فوزه، قال جونسون أمام أعضاء الحزب في اجتماع بلندن «شعبنا يثق بنا وسنقوم بتحقيق الخروج من الاتحاد الأوروبي» في الموعد الجديد الذي تم الاتفاق عليه مع الاتحاد الأوروبي وهو 31 أكتوبرالمقبل.
وسبق أن تعهد جونسون بسحب عضوية بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مهما كلف الأمر وفي الموعد الذي حدده الاتحاد نهاية أكتوبر، وهو ما رجح كفته على منافسه هنت.

تهان ودعم

وتلقى خليفة تيريزا ماي في رئاسة وزراء بريطانيا التهاني من قادة ومسؤولين من عدة دول، وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقدمة المهنئين، حيث كتب في تغريدة بتويتر إن جونسون سيكون رئيس وزراء عظيما، كما قال ترامب الأسبوع الماضي إن جونسون سيقوم «بعمل رائع» كرئيس لوزراء بريطانيا.
كما تلقى جونسون التهاني من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي كتب في تغريدة «أهنئ نظيري السابق (بوريس جونسون) الذي أصبح رئيس وزراء لبريطانيا، مضيفاً «لدينا سواحل بطول 1500 ميل على الخليج ..هذه مياهنا وسوف نحميها»، وذلك في في ظل الأزمة القائمة بين البلدين حول احتجاز ناقلتي نفط..
ومن جهتها، هنأت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خليفتها في زعامة حزب المحافظين الحاكم بوريس جونسون، وحثته على « العمل معا لتنفيذ خروج من الاتحاد الأوروبي بصورة تفيد المملكة المتحدة بأكملها».

تنصيب رسمي اليوم

كما طالبت ماي، التي من المقرر أن تسلم رئاسة الوزراء لجونسون، اليوم الأربعاء، خليفتها بضمان «إبعاد المحافظين لزعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن عن الحكومة».
وأضافت» سوف تحظى بدعمي الكامل من المقاعد الخلفية للبرلمان».
وهنأ وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت منافسه بوريس جونسون على فوزه بزعامة حزب المحافظين الحاكم خلفا لرئيسة الوزراء تيريزا ماي.
وكتب هانت «سوف تكون رئيس وزراء عظيما لبلادنا في هذه اللحظة الحرجة».
هذا وهنأت المفوضية الأوروبية من جهتها جونسون وقالت إنها ستعمل معه بأفضل ما يمكن.

في سطور... من عمدة لندن إلى رئاسة الوزراء

لمن لا يعرف الكثير عن الرئيس الجديد للوزراء في بريطانيا، فإن جونسون البالغ من العمر 55 عاما من أصول شركسية عمل صحفيا بريطانيا وعمدة لندن السابق منذ عام 2008.
ولد بوريس جونسون يوم 19 جوان 1964 في مدينة نيويورك، مما منحه الجنسية البريطانية والأميركية معا، وهو ينحدر من عائلة تركية مسلمة، حيث كان جده الأكبر علي كمال بك تركيًّا مسلما.
جونسون من خريجي مدرسة إيتن الفاخرة وجامعة أكسفورد المرموقة، ومثل العديدين في حزبه هو من المشككين في جدوى المشروع الأوروبي.
دخل جونسون العالم السياسي العام 2001، وفي العام 2008 فاز في سباق ساخن ليصبح عمدة لندن.. انتصار اعتبر نقطة فارقة للحزب المحافظ الذى كان خارج السلطة لمدة عشر سنوات، وفي العاصمة البريطانية التي تاريخيا أيدت حزب العمال.
عين وزيراً للخارجية البريطانية في 13 جويلية عام 2016، غير أنه استقال في 2018 احتجاجا على سياسة ماي في ما يتعلق بإدارة ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

صحافي و مؤلف

تلقى تعليمه في مدرسة بريمروز هيل الابتدائية، ودرس في كامدن المدرسة الأوروبية في بروكسل وكلية إيتون وكلية باليول في أكسفورد، وبدأ حياته المهنية في مجال الصحافة مع صحيفة التايمز، وانتقل لاحقا لصحيفة الديلي تلغراف حيث أصبح مساعدا لرئيس التحرير.
كتب العديد من الكتب بينها واحدا عن حياة رئيس الوزراء البريطاني السابق، ونستون تشرتشل، وكتاب عن تاريخ روما، وآخر عن مدينة لندن.
تزوج جونسون زوجته الأولى، أليغرا موستين أوين، عام 1987، وانفصل عنها عام 1993، ليتزوج المحامية، مارينا ويلر، وينجب منها ثلاث بنات.

مثير للجدل

يعتبر رئيس وزراء بريطانيا الجديد مثيرا للجدل بسبب تصريحاته بشأن قضايا شائكة من بينها بريكست والتي ذهب إلى المحكمة بسببها قبل أن تسقطة المحكمة تهمة الكذب عنه.
وكان جونسون قد أطلق عبارة كتبت بأحرف عريضة على حافلة جالت البلاد خلال حملة استفتاء 23 جوان 2016: ذكر فيها «ندفع كل أسبوع 350 مليون جنيه للاتحاد الأوروبي، الأجدى أن تذهب هذه الأموال إلى نظام الرعاية الصحية».
واعتبر بوريس جونسون أن القيمة المقدرة لتلك الأموال «معقولة»، مؤكداً أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يسمح «باستعادة السيطرة» على هذه المبالغ.
وبحسب بيانات المفوضية الأوروبية، ارتفعت قيمة الفاتورة التي تدفعها المملكة المتحدة أسبوعياً إلى الاتحاد الأوروبي إلى 135 مليون جنيه استرليني بين عامي 2010 و2014، أي أدنى بمرتين ونصف مما أكده جونسون.

معجب بترامب

قال بوريس جونسون إن أسلوب تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الشؤون السياسية «أثار خيال الناس في أنحاء العالم»، وأضاف مازحا أنه يريد أن تتاح له الفرصة لاستخدام تويتر كثيرا مثلما يفعل ترامب.
وأضاف جونسون المعروف بأداء دبلوماسي لا يخلو من زلات اللسان «في الحقيقة أعتقد أن النهج الذي اتبعه دونالد ترامب في السياسة أثار خيال الناس في أنحاء العالم».

منبهر باسرائيل منتقد للإسلام

وصف نفسه قبل أيام بأنه صهيوني حتى النخاع، ونقل عنه موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي قوله إنه صهيوني حتى النخاع، وإن إسرائيل هي البلد العظيم الذي يحبه.
اتهمه البعض بأنه معاد للإسلام والمسلمين، خاصة بعدما كتب مقالا في مجلة الشاهد في 16 جويلية 2005 -عقب الهجمات الإرهابية في لندن- ينتقد المسلمين.
وتعددت تصريحات جونسون المسيئة للإسلام، وقال في إحدى المرات إن العقيدة الإسلامية «غريبة وغير جذابة»، كما شبّه المسلمات اللائي يرتدين البرقع بلصوص البنوك.