طباعة هذه الصفحة

استقطبت 200 ألف مشارك في السنوات الست الماضية

الجزائر ثالثة في مسابقة «لحظات» للتصوير الفوتوغرافي

أسامة إفراح

اكتفى المصورون الجزائريون، إلى غاية اللحظة، بالمرتبة الثالثة على مستوى شمال أفريقيا من حيث عدد المشاركات في مسابقة «لحظات» للتصوير الفوتوغرافي، التي تتمحور هذه السنة حول موضوع «الأسواق». وكانت القناة المنظِّمة «ناشونال جيوغرافيك أبوظبي» قد أعلنت عن تضاعف الإقبال على الاشتراك في المسابقة في شمال أفريقيا. وحلّت مصر في المرتبة الأولى كأكثر دول المنطقة مُشاركة، تليها المغرب ثم الجزائر، وذلك قُبيْل انقضاء آجال المسابقة بأيام قليلة.
يتواصل استقبال صور الراغبين في المشاركة في مسابقة «لحظات Moments» التي تنظمها «ناشونال جيوغرافيك أبوظبي»، حيث تقرّر تمديدها إلى غاية يوم السبت المقبل، الموافق للعاشر من شهر أوت الجاري، بعد أن كانت محدّدة بـ27 جويلية المنقضي.
وتُعدّ هذه المسابقة واحدة من أكبر مسابقات التصوير الفوتوغرافي وأكثرها شعبية في المنطقة العربية، حيث توفر للمواهب منصة مُميزة لعرض أعمالهم وتُتيح لهم فرصة استكشاف عالم التصوير في رحلة استثنائية مع خبراء «ناشونال جيوغرافيك». وتعتمد القناة على رؤية مُشتركة مع شريكها الاستراتيجي الممول، من أجل دعم المصورين العرب الناشئين، حيث أتيحت الفُرصة، منذ عام 2014 إلى اليوم، لأكثر من 200 ألف مُشارك لعرض إمكاناتهم التصويرية واكتشاف مواهبهم من خلال هذه المنصة.
وتتضمن جائزة فئة الكبار رحلة تصويرية مع «ناشونال جيوغرافيك» بقيمة 10 آلاف دولار، بالإضافة إلى معدّات تصوير تبلغ قيمتها 5 آلاف دولار، ونشر الصورة الفائزة في مجلة «ناشونال جيوغرافيك عربية»، وكذا حضور حفل توزيع الجوائز.
أما جائزة فئة الأطفال فتتمثل في معدّات تصوير تبلغ قيمتها 5 آلاف دولار، مع نشر الصورة في مجلة «ناشونال جيوغرافيك عربية»، وحضور حفل توزيع الجوائز.
وقد أعادت نسخة هذا العام الفئة المُخصّصة للمصورين الناشئين، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، ويعكس ذلك التزاما «بتنمية مواهب المصورين الشباب في جميع أنحاء الوطن العربي».
وقد شهدت مُسابقة هذا العام، التي انطلقت تحت شعار «أسواق»، مُشاركة كبيرة من شمال أفريقيا بشكل عام، وأتاح اختيار هذا الموضوع للمصورين فرصة تقديم مجموعة واسعة من الصور الفوتوغرافية التي تركز على الأسواق باعتبارها «جزءً لا يتجزأ من النسيج الثقافي في منطقة الشرق الأوسط منذ فجر التاريخ، لتعكس حجم التلاحم بين مجتمعنا العربي وثقافتنا الغنية وتراثنا النابض بالحياة».
والتقطت عدسات المصورين الجزائريين صورًا «استثنائية تُبرز مدى تنوع الثقافات في الجزائر نظرًا لمساحتها الكبيرة، حيث تُعد عاشر أكبر دولة في العالم»، وبدا هذا التنوع واضحًا في سوق وهران حيث «المنتجات المتنوعة والتوابل مختلفة الألوان والحركة التي لا تتوقف، الأمر نفسه يحدث في مدينة ورقلة حيث يتدفق الزوار لشراء احتياجاتهم من سوق المدينة المحلي».
ومن جمهورية مصر العربية، صاحبة عدد المشاركات الأكبر لحدّ الآن، التقط المصورون صورا من سوق خان الخليلي ومنتجاته المحلية والحرف اليدوية، وسوق أطفيح ومتاجر الدُمى المُتحركة، والسوق المحلي السنوي المقام في واحة سيوة تحت شعار «مهرجان السلام» احتفالًا بنهاية حرب دامت لمدة 160 سنة. فقد التقط المصورون في المغرب صورًا متميزة من سوق شفشاون حيث المباني الزرقاء تحتضن المتاجر المحلية التي تبيع المنتجات المصنوعة يدويًا، وكذا صورا من واد لاو حيث تشتهر أسواق تلك البلدة الصغيرة ببيع التوابل التي تكون بألوانها المتداخلة لوحة فنية متفردة.
أما في تونس فقد عمل المصورون على إظهار أصالة «الخضراء»، ويتجسد هذا في صورة رجل عجوز يتجوّل على طول سوق الحنة القديم في مدينة قابس بجنوب تونس، ليعرض مجموعة من الأدوات والمنتجات المحلية والحنة.
بالمقابل، كان المصورون السعوديون الأكثر مشاركة في منطقة الخليج، وتنوعت صورهم بين تجار الفاكهة والخضروات في سوق باب مكة بجدة، وسوق القيصرية في الأحساء، وأسواق جزيرة تاروت وأسواق مدينتي جازان ونجران موطن الأسواق التقليدية لصناعة السمسم والجانبية.
وما تزال الأيام القليلة المتبقية سانحة لأن يرفع المصورون الجزائريون المتميزون، وما أكثرهم، من نسبة تمثيل العدسة الجزائرية وفرص نجاحها، من خلال مشاركتهم في مسابقة «لحظات»، خصوصا وأن التنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر قلّ نظيره في المنطقة، ويستحق الترويج له في مثل هذه المناسبات العالمية.