طباعة هذه الصفحة

ولايات الشرق رائدة في إنتاج الحبوب

تقليص فاتورة الاسيتراد والتبعية للأسواق العالمية

استطلاع/ خالد العيفة

الأمن الغذائي رهان يجب كسبه

يصنف الدعمالذي توفره الدولة الجزائرية للفلاحين وللراغبين في  زراعة المحاصيل الكبرى من الحبوب، والإقبال الكبير للمستثمرين على هذا النشاط الذي تترجمه الزيادة المحسوسة في المساحات المزروعة في إستراتيجية تحقيق الأمن الغذائي وتقليص فاتورة الاستيراد في الولايات الشرقية المعروفة بإنتاجها الكبير، على غرار سطيف، ميلة، قالمة دخلت هي الأخرى دائرة الانتاج النوعي على غرار ولاية سكيكدة التي اختصت بإنتاج البذور ذات النوالأعية العالية.
ويشتكي فلاحو الولايات الاكثر انتاجا للحبوب من ضعف إمكانيات التخزين، بعد حملة الحصاد والدرس لتتولّد عنها الطوابير الطويلة التي أقلقت كثيرا الفلاحين هذا الموسم، على غرار قالمة وميلة، حيث مع انطلاق حملة الحصاد والدرس في ولايات شرق الوطن ظهرت اشكالية تخزين محاصيل الحبوب المتوقّع أن تفوق أرقامها هذا الموسم ما تم تحقيقه خلال نظيراتها السابقة، ويبقى المشكل مطروحا في العديد من الولايات، الأمر الذي اضطر المصالح الفلاحية لهذه الاخيرة، في ظلّ هذه الأزمة إلى نقل الحبوب إلى مناطق أخرى نحو الولايات المجاورة.
وتجري حملة الحصاد والدرس في ميلة في ظلّ توقعات بتحقيق ارقام غير مسبوقة بأزيد من 3 ملايين  قنطار، حيث أكد مسؤولو الغرفة الفلاحية على أن مشكل التخزن قد حل هذا الموسم من خلال كراء مستودعات لدى الخواص وهو ما سمح باحتواء كل الكميات، الا ان التخوفات مستمرة في هذا الشأن.
وكان ان اقدم في وقت سابق العشرات من الفلاحين من مختلف البلديات المجاورة لبلدية الشريعة بتبسة، بغلق الطريق الوطني رقم 83 الرابط بين ولايتي تبسة وخنشلة، أمام  تعاونية الحبوب والبقول الجافة، باستخدام شاحناتهم المحملة بمحاصيل القمح والشعير احتجاجا على عدم قدرة المؤسسة استقبال الكم الهائل من البذور.
وقد عرفت هذه الحركة تشكّل طابور طويل من الشاحنات، امتد إلى أنحاء بلدية بئر مقدم التي تبعد عن بلدية الشريعة بنحو 9 كيلومترات، وهو ما أثار غضب الفلاحين الذين يأتون من أماكن بعيدة ويتكبدون بعد المسافات وحرارة الجو والمبيت في العراء لبيع محاصيلهم.
وإثر ذلك، التقى عطاء الله مولاتي والي الولاية بفلاحي ومزارعي المنطقة، الذين نقلوا إليه انشغالاتهم مركزين خاصّة، على طلب توفير نقاط التّخزين وتهيئة المسالك الريفيّة وإمكانيّة تعزيز الرّفع من الطّاقة الكهربائيّة الريفيّة بالجهة، حيث أفاد المسؤول، أنّ برنامجا يجري تنفيذه للغرض على مراحل، بغية توفير الظّروف الملائمة للفلاّحين لتحقيق الأهداف المسطّرة، موصيا بالعمل على إطلاق حملة تحسيس واسعة في أوساط الفلاحين بالتّنسيق مع أعوان الغابات، لحماية المساحات من الحرائق.
وبغرض توفير وسائل نقل الحبوب المنتجة بالولايات الشرقية، خصصت وزارة الفلاحة، 50 شاحنة، من أجل نقل المحصول عبر 6 ولايات شرقية، من أجل امتصاص الكميات الزائدة في الولايات التي تعرف ضغطا وتخزينها في ظروف حسنة بالولايات التي لديها طاقة تخزين كبيرة، وبذلك إزالة تخوّف الفلاحين.
وقد انطلقت هذه الشاحنات في العمل، لتعزيز النقل البري لتضاف إلى  السكك الحديدية، الذي يربط بين العديد من تعاونيات الحبوب والبقول الجافة، مضيفا أن الولايات المعنية بهذه الخطوة وإضافة إلى قسنطينة،  ميلة، أم البواقي، قالمة، تبسة وسوق أهراس.

ما بين ميلة، قالمة وتبسة

تتوقع مديرية المصالح الفلاحية لولاية ميلة، أن يتجاوز حجم انتاج المحاصيل الكبرى في حملة الحصاد والدرس أكثر من 3 ملايين
و300 ألف قنطار من الحبوب، والتي ستمس قرابة 115 ألف هكتار يفوق إنتاج العام المنقضي الذي احتلت فيه الولاية المرتبة الثالثة من حيث الإنتاج والتجميع بأكثر من 140 ألف قنطار، وقد توجّه غالبية الفلاحين بالولاية الموسم الحالي إلى إنتاج القمح الصلب، حسب المصالح الفلاحية، حيث تجاوزت المساحة المزروعة منه 69 ألف هكتار، فيما بلغت المساحة الخاصة بالقمح اللين حوالي 19 ألف هكتار وتخصيص أكثر من 22 ألف هكتار لإنتاج الشعير والمساحة المتبقية لزراعة الخرطال.
وينتظر أن تتوّج حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي الحالي بولاية قالمة، تحقيق إنتاج بـ2 مليون و786 ألف و425 قنطار من الحبوب، حسبما أفادت المصالح الفلاحية بالولاية، على مساحة خصصت لذات الغرض قدرت ب90505 هكتار، حيث يمثل القمح الصلب ما يقارب منها 2 مليون و121 ألف و265 قنطارا من الإنتاج الكلي المتوقع خلال الموسم الحالي. أما الإنتاج المتوقع في باقي أنواع الحبوب الأخرى خلال يتوزع على 381075 قنطارا قمح لين و279180 قنطارا شعير و4905 قنطار خرطال.
ولإنجاح حملة الحصاد والدرس، تمّ تسخير 498 حاصدة دارسة أغلبها متطورة إضافة إلى تخصيص مراكز وهياكل التجميع اللازمة من قبل تعاونية الحبوب والبقول الجافة التي قامت بتجهيز ما مجموعه 14 نقطة وهيكل بقدرة تخزين نظرية بـ900 ألف قنطار.
كما تعرف ولاية تبسة استعدادات حثيثة تباشرها السّلطات المحليّة، لاستلام المحصول الزّراعي الوفير من مادتيّ القمح والشّعير وتوفير مراكز التّخزين الملائمة للغرض، كما تمّ اتّخاذ جميع الاحتياطات اللاّزمة بإضافة فضاءات تخزين جديدة تستجيب للشّروط المطلوبة، ببلديات «الكويف، العقلة، العوينات، الماء الأبيض، الحمّامات» بهدف تخفيف الضّغط على الفلاّح وتيسير العمليّة ، حيث حققت الولاية برسم الموسم الفلاحيّ الحالي، انتاج فاق 1.9 مليون قنطار من القمح الصّلب ذي النّوعية الجيّدة، وأزيد من900 ألف قنطار من مادّة الشّعير، بنسبة تفوق الثّلاث مرّات قياسا بالموسم الفارط.
المساحة المزروعة بولاية تبسة، تقدر بحوالي 110 آلاف هكتار، منها 56 ألف هكتار من القمح الصلب، و50 ألف هكتار من الشعير، وحوالي 4 آلاف هكتار من القمح اللين، كما وفرت مديرية المصالح الفلاحية للولاية كافة الامكانيات المادية والبشرية لإنجاح الموسم الحالي للحصاد والدرس على غرار آلات ومعدات الحصاد واليد العاملة على مستوى كافة المناطق التي انطلقت بها العملية خاصة منها المنطقة الجنوبية، فضلا على أكياس ونقاط تجميع المحاصيل.

ولايات ناشئة في المنتوج.. سكيكدة والطارف

توقّعت مصالح مديرية الفلاحة بسكيكدة، تحقيق إنتاج من الحبوب يصل إلى 755292 قنطار عند اختتام حملة الحصاد والدرس، وذلك بتوقّع انتاج 590 ألف قنطار من القمح الصلب بمردود 22 قنطارا في الهكتار، وانتاج اكثر من 58 الف قنطار من القمح اللين، بمردود وصل الى 20 قنطارا في الهكتار، اما الشعير فيصل الانتاج الى 100 الف قنطار بمردود 19 قنطارا في الهكتار، والخرطال بأكثر من 7 قناطير، مع تسجيل مردود في الهكتار بـ12 قنطارا.
 ويعدّ الإنتاج للموسم الجاري مرتفعا إلى حدّ ما، حسب ذات المصادر، نظرا للمساحة المخصّصة لزراعة الحبوب بمختلف أنواعها هذه السنة، والتي تقدّر بـ35600 هكتار، مع تخصيص مساحة 26822 هكتار للقمح الصلب، 2913 هكتار للقمح اللين، 5224 للشعير، و641 للخرطال، وقد تمّ اتخاد تدابير وإجراءات عملية واسعة، وإمكانات تقنية ومادية كبيرة، إلى جانب التأطير التقني والبشري المتابع للحملة، وخصّصت بمناسبة مباشرة انطلاق حملة الحصاد والدرس، التي ستدوم قرابة شهر كامل، 09 نقاط على المستوى الولائي، وذلك من أجل تجميع وتخزين منتوج الحبوب في أحسن الظروف، وبالتزامن مع ذلك قامت بتوفير 133 آلة حاصدة ودارسة، من بينها 28 تابعة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة، في الوقت الذي يتوقّع فيه تخزين 500 ألف قنطار من الحبوب، وتمّ في إطار هذه الحملة، تنصيب لجنة ولائية تضم مختلف الفاعلين المعنيين بشعبة الحبوب تسهر على متابعة العملية.
تعرف شعبة الحبوب بسكيكدة رغم أنها تختص في انتاج بذور الحبوب تحسنا مستمرا، وحسب مصادر من مديرية المصالح الفلاحية، فإنه من أصل المساحة الإجمالية المخصصة لإنتاج الحبوب بولاية سكيكدة تمّ تخصيص أكثر من 35 الف هكتار لإنتاج البذور، يعمل على إنتاجها 70 فلاحا وهي ميزة تختص بها ولاية سكيكدة على مستوى شرق البلاد، حيث تقوم بتموين اكثر من 15 ولاية عبر الوطن بهذه الحبوب.
كما تتوقع المصالح الفلاحية بولاية الطارف، إنتاج تشير إلى ما يقارب 610 ألف قنطار، على مساحة خصصت لهذه الشعبة الفلاحية 26500 هكتار، منها 22 ألف هكتار قمح صلب و3500 هكتار شعير والباقي للقمح اللين، ولإنجاح عملية الحصاد والدرس، تم تسخير50 حاصدة دارسة مخصصة ضمن هذه الحملة تم أيضا توفير 5 نقاط للجمع
والتخزين عبر الولاية بقدرة تصل إلى 205 آلاف قنطار زيادة على مخزن جديد بسعة 500 ألف قنطار تم إنجازه ببلدية شبيطة مختار،
وكذا إنجاز مستودع جديد مخصص لمنتجي بوحجار موجه لتعزيز قدرات التخزين وفقا لذلت المصادر.
وذكرت المصالح الفلاحية في ذات السياق، أنه يتوقع تسجيل مردود بـ25 قنطار في الهكتار، والإنتاج مرشح للزيادة مقارنة بالموسم الأخير الذي تم خلاله تحقيق محصول بأكثر من 514 الف قنطار،
 ومن أهم العوامل التي أسهمت في تحسن المردود الفلاحي تعدد الحملات التحسيسية والإرشاد الفلاحي، وكذا عمليات المعالجة النباتية وتسميد تربة المساحات المزروعة.

محاولات مشجّعة بجيجل

بالرغم من أن ولاية جيجل،  ليست من الولايات المتخصصة في زراعة الحبوب، إلا أنها عرفت هذا الموسم قفزة كبيرة في هذه الشعبة بمساحة تقدر 1512  هكتار وبمردود يمكن أن يتعدى 30 قنطارا في الهكتار، وتوقع انتاج اكثر من 45 الف قنطار في الهكتار من الحبوب في مقدمتها القمح الصلب. وقد تمّ تخصيص من بين المساحة الكلية للحبوب، 162 هكتار لإنتاج الشعير، الذي يصل مردود الهكتار الى 20 قنطارا، أي بتوقع انتاج يصل الى اكثر من 03 الاف قنطار، زيادة على تخصيص مساحة للبقوليات، من العدس، الحمص، والفول، بـ450 هكتار.
وقد ساهمت مختلف التسهيلات المقدمة خلال هذا الموسم الفلاحي، لفائدة فلاحي هذه الشعبة بجيجل، من رفع المساحات المزروعة بالبقوليات والحبوب، مقارنة بالموسم الفلاحي الماضي، وهذا بفضل مزايا قرض الرفيق عبر 05 بلديات أغلبها بالجهة الشرقية من الولاية، على غرار سيدي معروف، قاوس، جيملة، الميلية، سطارة، حسب إفادة مديرية المصالح الفلاحية بالولاية، وجديد الموسم الفلاحي امكانية استفادة فلاحي الولاية من 03 حاصدات جديدة لمباشرة عملية الحصاد التي ستنطلق في الأيام القليلة المقبلة