طباعة هذه الصفحة

تسير على خطى «الخضر»

الأندية الجزائرية تتألّق قاريّا وتطمح لمواصلة المسيرة النّاجحة

محمد فوزي بقاص

تسير الأندية الجزائرية على خطى المنتخب الوطني الجزائري الذي توّج بكأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، حيث تمكّنت عشية السبت ثلاث فرق من العودة بتأشيرة التأهل إلى الدور الثاني، يتعلق الأمر بشبيبة القبائل التي حققت ريمونتادا تاريخية ضد نادي المريخ السوداني، وكذلك شباب بلوزداد الذي تأهل بسهولة على حساب القطن التشادي، فيما دخل أشبال أكاديمية بارادو تاريخ منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية بضمانهم أول تأهل في التاريخ إلى الدور الثاني في أول مشاركة في المنافسات القارية، والتي كانت عنوانا لمواصلة ممثلي الجزائر المنافسة القاريا.

حقّق فريق شبيبة القبائل تأهّلا ثمينا إلى الدور الثاني من منافسة رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، بعدما تمكّن من تسجيل ريمونتادا تاريخية على نادي المريخ السوداني بعقر داره بملعب المريخ، بعدما كان منهزما في اللقاء بثلاثية نظيفة، لكن أشبال المدرب الفرنسي «هوبرت فيلود» لم يستسلموا وبقوا مركّزين إلى غاية الأنفاس الأخيرة من عمر اللقاء، وتمكّنوا من تقليص النتيجة عن طريق المهاجم «بانوح» ليهدي الرائع «عدادي» التأهل للكناري من ركلة جزاء في الوقت البدل الضائع رغم هزيمة الفريق بثلاثة أهداف لهدفين، معيدا هيبة الشبيبة في المنافسات القارية التي ابتعدت عنها لسنوات طويلة، وهو التأهل الذي سيكون بمثابة الانطلاقة الحقيقية للفريق محليا وقاريا، خصوصا أن إدارة الفريق بقيادة الرئيس «ملال» تعتزم على الذهاب إلى أبعد دور ممكن في رابطة الأبطال، وإنهاء الموسم بتتويج في إحدى المنافسات المحلية.
شباب بلوزداد هو الآخر أكّد علو كعبه، وأعرب عن نواياه الكبيرة في تحقيق نتائج باهرة هذا الموسم في مختلف المنافسات المحلية والقارية، بعدما تمكن ظهيرة السبت من العودة من التشاد بالتأهل إلى الدور الثاني من كأس الكاف بعدما تمكّن من الفوز على نادي القطن المحلي بنفس نتيجة الذهاب بهدفين نظيفين، محقّقا بذلك فوزه الثالث على التوالي في كل المنافسات، وهو الفوز الذي سيرفع من ثقة أشبال «عمراني» لتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية، خصوصا مع الدخول الناجح في البطولة والمنافسة القارية التي لم يتذوّق فيها أبناء لعقيبة طعم الهزيمة في أربع مباريات كاملة، وهو ما يؤكّد بأن مشروع الشركة المالكة لغالبية أسهم الفريق «مجمّع مدار» يسير في الطريق الصحيح، بعدما أنقذت الفريق الموسم الفارط من النزول إلى المحترف الثاني وقادته إلى التتويج بلقبه الثامن، وعوّلت هذا الموسم على إعادة هيبة الفريق ومواصلة التنافس على الألقاب.
في نفس السياق، أشبال أكاديمية بارادو هم كذلك كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ النادي في أول مشاركة للطواحين في المنافسة القارية، حيث تمكنوا من العودة بورقة التأهل إلى الدور الثاني من كأس الكاف رغم الهزيمة التي تكبّدوها ضد نادي أندوستريال دو كامسار الغيني بهدف دون مقابل، لكنهم استفادوا من الفوز الساحق في مباراة الذهاب بملعب 5 جويلية الأولمبي حين دكوا شباك منافسهم بثلاثية نظيفة، وهو ما سيسمح لهم من مواصلة المغامرة القارية التي سيواجهون فيها الشهر المقبل نادي الصفاقسي التونسي المخضرم في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والذي يلعب له ابن مدينة الأربعاء والمهاجم السابق لوفاق سطيف «إسلام بكير» في امتحان أصعب في ثالث لقاء لأصحاب البذلة الصفراء والزرقاء في تاريخ المنافسات القارية.
تأهّل الأندية الجزائرية إلى الأدوار المقبلة من المنافسات القارية، سيرفع معنوياتهم ويجرهم نحو التألق أكثر في الأدوار المقبلة التي قد يبلغون فيها أدوار متقدمة، وقد يتمكنون فيها من العودة إلى منصة التتويجات التي غابت عنها الأندية الجزائرية منذ سنة 2014 الذي توج فيه وفاق سطيف بطلا لأعرق منافسة في القارة السمراء رابطة الأبطال الإفريقية على حساب نادي فيتا كلوب الكونغولي بعدما أقصى كبار القارة، وعجز بعده إتحاد العاصمة في نفس المنافسة ومولودية بجاية في كأس الكاف من التتويج باللقب بعد انهزامهم ضد العملاق الكونغولي «تي - بي - مازامبي» في النهائي.