طباعة هذه الصفحة

بتيارت.. السيارات غير مضمونة الحراسة

تيارت: عمارة . ع

 آخر موضة للتجارة بولاية تيارت كسائر مدن الجزائر، الحراسة الاجبارية دون إذن اصحاب السيارات وجميع المركبات، فمجرد ان يركن احد سيارته او شاحنته او حتى الدراجات النارية حتى يطل عليك احد الشباب لا تعرف  من اين نزل ويشرع في توجيهك كيف تركن السيارة ..قدم...اخر ..اتجه يمينا..حذار ان تخرج الى جهة اليسار وعندها تيقن انك تحت رحمة حارس اجباري لسيارتك دون اذنك ودون سابق انذار، وتكثر هذه التصرفات في الأماكن التي تشهد اكتظاظا والأسواق ولاسيما الأسبوعية.

ولمعرفة خبايا السوق المفتوحة غير المعلنة وغير القانونية تعمدنا ولوج احدى المحطات بتيارت قبل الزحام وامتطيت سيارة رفقة صديق لي والذي اخبرته مسبقا بأنني بصدد الكتابة عن الظاهرة ولا يتعرض للحارس المحتمل والصبر على تصرفاته لأنني لن اظفر بصيدي اذا تعاملنا معه بالقانون او المناقشة، وفعلا صبر مرافقي وبمجرد تشغيل صاحبي للضوء الجانبي الذي يوحي بأن السيارة ستركن في المكان المقصود حتى شرع احد الشبان في توجيهنا وامرنا بالتراجع الى الوراء حتى نترك مكان لزبون آخر، وفعلا استمعنا لإرشاداته حتى تم توقيف السيارة وبعد النزول بإدرته بأننا ربما سنطيل الغياب فطمأننا بأنه هنا بهذا المكان حتى منتصف النهار وبعدها لا خوف على سيارتنا لكون اخيه سيخلفه في المهمة وعندها سالته وكيف لأخيه ان يعرف بأن السيارة ملكنا ولم يأت أحد ويأخذ سيارتنا فقال حارس سيارتنا بأنه لا يحب الكلام الكثير و أنه في هذه (الخدمة) المهمة منذ سنوات ولم يسبق ان سرقت سيارة تحت حراسته وواصلت معه الدردشة كيف له ان يتحكم في هذه الجهة، وهو غير مرخص للعمل كحارس ففتح لنا قلبه، ولكن سألنا عن مهنتنا حتى يتأكد بأننا لسنا مراقبين أو من الأمن فطمأنته بأن لي قريب خارح الولاية ويريد امتهان حراسة السيارات فشرع في اعطائنا الوصفة المتمثلة في شراء بزة بلون ضوئي واقتناء عصا متوسطة الطول والوقوف في الأماكن التي يكثر فيها توقيف السيارات شرط معرفة جلب الزبون في أول مهلة وبوجه بشوش واضاف محدثنا انه وفي بداية الحصول على (العمل) يجب القبول بأي ثمن يقدمه الزبون وبعدها يصبح العمل سهلا. وعن سعر ركن السيارة فقد استقينا انه يتراوح بين 30 و50 دج اللّهم إذا أرد الزبون كما قال لنا مصطفى ان يتكرم بالزيادة على الحارس الذي يتحمل الحرّ والقرّ وان الحارس يتحمل اتعابا كبيرة تتمثل في الوقوف لساعات طويلة وفي بعض الأحيان ينافسه البعض فيها.
وبحكم اننا نبحث عن خبايا تجارة حراسة السيارات (الباركينغ) فقد سألنا احد السواق الذي اخبرنا بأن مذياع السيارة قد سرق منها وهي بين ايدي حارس في ولاية اخرى ولما توجه الى الحارس المفترض اجابه بأنه يضمن له مكان لسيارته، وليس لحراستها من السرقة لكون 30 دج ليست ثمن التأمين عن السرقة وغيرها رغم ان السيارة كانت مركونه امام احد المستشفيات، واستقينا انه من اسباب استفحال الظاهرة أولا صمت السلطات المحلية بسبب عجزها عن توفير مناصب عمل للشبان فهي تغض البصر عن ظاهرة حراسة السيارات او ركنها فقط، وثاني سبب هو خوف السواق الذين يسافرون بعيدا ويخافون عن سياراتهم ويجهلون اماكن التوقف وقد روي ان احد السائقين سلبت منه سيارته منذ سنتين بعد ان دخل للصلاة في احد المصليات ومن بين اسباب تواجد مواقف السيارات وجود اماكن فارغة لم تستغل في الاستثمار وكذلك عدم تنظيم سوق التوقف لدى السائقين زيادة على ترك الغارب للشباب حتى يحصلون على قوت يومهم وعلى الملا وهي تجارة مربحة، حيث ذكر صاحبنا مصطفى بأنه يجني بين 800 و1000 دج كل مرة يتوجه فيها الى عملة ويمكن ان يحقق هذا المبلغ خلال ساعات ورغم كل ما قيل، فإن الحرفة او المهنة الجديدة تقدم خدمة معتبرة سواء للزبون او الحارس لكن تنظيمها يحتاج الى قوانين وأسعار والمساهمة في تنمية الاقتصاد ونشير ان هناك بعض المواقف للسيارات التي تقدم خدمات جيدة كالحراس الذين يعتمدون من طرف البلديات ولا سيما في الأسواق الشعبية في جنوب ولاية تيارت ومهم من تؤمنه على سيارتك و يستحق ان تضاعف له السعر وتبقى الكرة في مرمى السلطات التي من شأنها خلق مناصب عمل للشباب الراغبين في امتهان حراسة العربات.