طباعة هذه الصفحة

«ايغل أزور» تختفي من سوق الطيران اليوم

9 سبتمبر آخر أجل لعروض شراء الشركة المفلسة

فضيلة بودريش

 1150  عامل بينهم 350 جزائري تهددهم البطالة

تتوقف، اليوم، نهائيا رحلات شركة «إيغل أزور» للطيران بسبب إفلاسها، وأوضحت مصادرنا أن الشركة أودعت حساباتها المالية للتصفية القضائية، وينتهي أجل عرضها للبيع يوم 9 سبتمبر بالنسبة للمهتمين الذين ينبغي إيداع ملفاتهم لشرائها، وقد كشفت مصادر إعلامية فرنسية أن الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس»، أبدت اهتمامها بشراء أصول هذه الشركة الفرنسية، إلى جانب تسجيل اهتمام أحد المساهمين فيها، والذي يملك 19 بالمائة من أسهم الشركة، ويعتزم هذا المتعامل الفرنسي ضخ سيولة تقدر حسب ذات المصادر بـ 15 مليون أورو.
الجدير بالإشارة أن زبائن شركة «إيغل أزور» للطيران، الذين اقتطعوا تذاكر في السابق ورحلاتهم مبرمجة بعد يوم 6 سبتمبر الجاري، عملية تعويضهم غير مضمونة وليست أكيدة، حيث أكدت مصادر عليمة لـ»الشعب» أن آخر رحلات هذه الشركة الفرنسية كانت أمس الجمعة، ولن تنظم أي رحلة بعد ذلك، بل ولن تقلع أي طائرة تابعة لهذه الشركة بعد اليوم، ومن تداعيات إفلاس هذه الشركة وتوقفها عن نشاطها والتي وصفت بالمالية والأمنية، أنها ستحيل على البطالة ما لا يقل عن 1150عامل من بينهم يسجل نحو 350 عامل جزائري.
يذكر أن أسطول «إيغل أزور» الجوي يتشكل من 11 طائرة، ووجهة خطوط رحلاتها تقتصر على فرنسا والجزائر، بل أن نسبة 60 بالمائة من هذه الرحلات الجوية تربط بين مدن فرنسية والجزائر.
يتوقع أن يسفر توقف نشاط شركة «إيغل أزور» عن تسجيل نقص في العرض بخصوص الرحلات الجوية التي تربط الجزائر بفرنسا، علما أن هذه السوق كانت تغطيها ثلاث شركات طيران، ويتعلق الأمر بكل من الخطوط الجوية الجزائرية والخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس» و «إيغل أزور»، التي كانت تقل في رحلاتها سنويا ما لا يقل عن 2 مليون مسافر، ويمكن القول أن 50 بالمائة منهم زبائن جزائريون.
وحول مستجدات الوضعية الحقيقية للشركة فإنها أشهرت إفلاسها، وسيكون يوم 9 سبتمبر آخر أجل لكل مهتم بشرائها لإيداع ملفه بفرنسا، لأنها خاضعة للقانون الفرنسي، وتصنف شركة «إيغل أزور» المؤسسة الثانية ضمن أهم شركات الطيران في فرنسا بعد الخطوط الجوية الفرنسية «إير فرانس»، التي تحدثت الصحافة الفرنسية مؤخرا بأنها مهتمة بشرائها والحفاظ على خدماتها في السوق، هذا من جهة ومن جهة أخرى تم تسجيل اهتمام أحد المساهمين بها، والذي يملك 19 بالمائة من أصول الشركة، لاقتنائها وينوي ضخ 15 مليون أورو لاستئناف نشاطها مرة أخرى.
وردا على انشغالات الكثير من الزبائن خاصة أولئك الذين اقتنوا تذاكر الرحلات ما بعد تاريخ 7 سبتمبر، ويوجدون في الجزائر أو فرنسا، أوضحت ذات المصادر أنه استنادا إلى الوضعية المالية للشركة، فإنه من الصعب تعويض زبائنها الصغار للرحلات التي يتعذر تنظيمها في الأيام المقبلة.
ويتساءل متتبعو سوق الطيران خاصة زبائن هذه الشركة عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا المصير للشركة وعمالها، علما أنه في ظل وجود صاحبها «إجرويدن» قبل أن يتوفى، سجلت نجاحات كبيرة من خلال التركيز على السوق الجزائرية الجذابة، ولا يخفى أن صاحبها كان حيويا وحريصا على أن تكون من أهم شركات الطيران العاملة على خط «فرنسا- الجزائر»، وفعلا كانت الشركة المفضلة للآلاف من الزبائن من حيث جودة عالية في الخدمات ومنضبطة في مواعيد رحلاتها حيث لا تسجل اي تأخر من شأنه أن يزعج المسافرين ويعطل مصالحهم.
وعلمنا في آخر مستجدات القضية أن «جان باتيست جيباري» وكيل وزارة النقل الفرنسية أكد أن إلغاء الرحلات يعني أن الآلاف من الزبائن لن يتمكنوا من العودة إلى فرنسا بعد قضاء عطلتهم الصيفية في الخارج.
وقال جيباري إن الحكومة الفرنسية تساعد هذه الشركة، التي تقدمت بطلب للحماية من الإفلاس هذا الأسبوع، بهدف العثور على مستثمرين جدد وإبعاد شبح اختفائها، مما يعني أنه يحتمل تمديد أجل عروض شراء أصول الشركة، ويذكر أن مجموعة «إتش إن إيه» الصينية تعد أكبر مساهم في هذه الشركة بحصة 49 بالمائة.