طباعة هذه الصفحة

بعد الفيضانات التي شهدتها ولايات البلاد مؤخرا

الأرصاد الجوية تعــزّز إمكانـات الرصـد والتنبـؤ لتفـادي الكــوارث

حياة. ك

أكدت الفيضانات التي شهدتها ولايات الوطن وكذا موجة الحرارة التي ميزت الصيف الفائت، أن الجزائر ليست محصنة ضد هذه الظواهر المناخية الخطيرة، ما يجعل التنبؤات والإنذار مبكرا أكثر من ضرورة، لأن ذلك يساهم في الوقاية من الكوارث والتخفيف من آثارها على الإنسان والبيئة.
نظرا لأهمية تطور ظواهر الأرصاد الجوية ‏وتأثيرها على حياة المواطنين أحيا الديوان الوطني للأرصاد الجوية أمس المصادف لـ 15 سبتمبر اليوم العربي للأرصاد الجوية الذي تحتضنه الجزائر لأول مرة، تحت ‏شعار»الأرصاد الجوية حماية الأرواح والممتلكات» هذا التاريخ الذي صادق عليه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العرب المعنيين بشؤون ‏الأرصاد الجوية.
وقد أظهرت التقلبات المناخية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة بشكل واضح تصاعد وتيرة وحدة الظواهر المناخية، إذ شهد شهر جويلية الفارط درجات حرارة مرتفعة ليلا ونهارا، حيث بلغت ارتفاعا قياسيا في العديد من مناطق البلاد، تجاوزت بـ 3،3 درجات مئوية معدل الحرارة العادية حسب ما أوردته مصالح الأرصاد الجوية.

خريطة اليقظة، إنذارات وتنبيهات ‏مبكرة... نشريات جوية خاصة في الوقت المناسب

‏أبرز إبراهيم احدادن المدير العام للديوان الوطني للأرصاد الجوية، الدور الهام للديوان في نشر الوعي من أجل تخفيف الخسائر، من خلال تحديث نظام الإنذار المبكر المتمثل في خريطة اليقظة وإصدار إنذارات وتنبيهات ‏مبكرة ودقيقة على شكل نشريات جوية خاصة في الوقت المناسب.
أكد المتحدث في مداخلته في هذا اللقاء على أن المركز قام بما يضطلع به من مهام في تقديم المعلومة للمواطن من خلال التنبؤات بحالة الطقس في مختلف المناطق من أجل أخذ الحيطة، وتفادي الكوارث، مشيرا أن مسؤولية الفيضانات الأخيرة لا تقع على المركز، لأن مسؤليته قبلية وليست بعدية.
وذكر في سياق متصل أن مصالح الأرصاد الجوية جندت مختلف الوسائل التقنية والبشرية لتنبيه المواطنين والسلطات العامة بحالة الطقس التي قد تشكل تهديدا مباشرا أو غير مباشر على سلامة الناس وممتلكاتهم، وذلك رغم اختلاف نوعية الاضطرابات الجوية وصعوبة التنبؤ بها خاصة تلك التي تظهر أثناء المرحلة الانتقالية والمعروفة بالأمطار الرعدية.
كغيرها من الدول كما سجلت الجزائر درجات حرارة قصوى أكثر من العادية، لكنها متغيرة من منطقة لأخرى لقد بلغت درجات الحرارة القصوى مستويات قياسية في العديد من ولايات الوطن وهي أدرار (50 د.م)، أرزيو (44،5 د.م)، بني صاف (40،9 د.م)، مستغانم (45،9 د.م)، تيارت (43 د.م) ومشرية (43،5 د.م). وكانت توقعات الأرصاد الجوية قد أفادت بأن درجات الحرارة ستكون خلال شهري جويلية وأوت أحيانا عادية وأحيانا فوق المعدل الشهري عبر مختلف مناطق البلاد.

إحدادن: مسؤولية الأرصاد الجوية قبلية وليست بعدية

في هذا السياق، قال إحدادن إن الديوان الوطني للأرصاد الجوية أدرك حجم التحديات المرتبطة بالظواهر الجوية، فعمل بشكل كبير على تطوير أنظمته الأرصادية لتتناسب مع التطورات الحالية والمستقبلية ودعم مرافقه بكل التقنيات الحديثة التي تساهم في رقي العمل الأرصادي، فضلا عن رفع كفاءة كوادره الوطنية، من أجل تحقيق تطلعاته الكبيرة في تعزيز دقة المعلومات وإيصالها للشرائح المستفيدة وذلك من خلال نشرات جوية خاصة، يتم بثها باستمرار توازيا مع تجديد خريطة اليقظة التي أطلقت في شهر مارس 2017.
كما جاء في مداخلات هذا اللقاء أن سكان البلدان العربية يتأثرون على نحو متزايد بالظواهر المناخية القاسية، مثل موجات الحر الشديدة والجفاف وكذا الفيضانات المدمرة وآثار تغير المناخ، لذا يتعين على هذه الدول إتخاذ التدابير اللازمة لتوفير خدمات مناخية عالية الجودة وموثوق بها، خدمات تدعم إتخاذ القرار وصنعه على السواء.
 ودعا المتدخلون إلى تسهيل الشراكة بين المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والمؤسسات الحكومية والقطاعات الوزارية ذات الصلة على المستوى الوطني على توفير مزيد من نوعية الخدمات المناخية.