طباعة هذه الصفحة

مشاورات لاسترجاع أبخرة الوقود ورسكلة الزيوت المستعملة

«نفطـال» تطلــق مشروع تحويلهـا مـن محركـــات «الديــزل» إلى الغـــاز

وهران : براهمية مسعودة

 استمرار الدولة في تنفيذ التزاماتها بحماية البيئة والموارد الطاقوية

المشاورات مع الشريك الأجنبي لتفعيل المشروع بلغت مراحل متقدّمة  


أعلن جمال شردود، مدير خلية الإعلام والاتصال لشركة «نفطال» عن مجموع مشاريع هامة، تستهدف أساسا البحث والتطوير في مجالات استغلال غاز البترول المميّع وتوسيع شبكة توزيع «جي.بي.ال.سي»، مع تعزيز مجال استرجاع الزيوت المستهلكة وأبخرة الوقود المتصاعدة، ليؤكد استمرار الدولة في تنفيذ التزاماتها بحماية البيئة والموارد الطاقوية في الجزائر.

على ضوء ذلك، جدّد جمال شردود في تصريح حصري لـ»الشعب»، التأكيد على حرص المؤسسة الوطنية لتسويق وتوزيع المنتوجات البترولية «نفطال» على إدماج رهانات التنمية المستدامة والبعد البيئي في برامجها التنموية، من خلال الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة وتعزيز الشركات العالمية الرائدة في مجال المسؤولية البيئية.
كشف في هذا الصدد عن مشروع هام لاسترجاع الأبخرة المتصاعدة أثناء التعبئة وضخ  الوقود، وإعادة استغلالها بالخزانات، وذلك للتخفيض قدر الإمكان من المخاطر الناجمة عن المواد الكاربونية والمركبات العضوية المتطايرة (VOC’s) من جهة، وتعزيز قدرات السوق الوطنية من جهة أخرى، يضيف نفس المصدر،  لافتا إلى» أن المشاورات مع الشريك الأجنبي من أجل تفعيله بلغت مراحل متقدمة».
 أوضح شردود بأنّ القطاع، يسعى جاهدا إلى تعزيز عملية نقل التكنولوجيا ورفع الكفاءة ومستوى السلامة البيئية، وفق بنود خطته التطويرية الإستراتيجية، قائلا: «إننا نعمل دائما على تطوير محطات الخدمات التابعة لمؤسسة نفطال، وفق أحدث المعايير والمقاييس العالمية، على رأسها تقديم أفضل وأجود الخدمات ذات القيمة المضافة وضمان حماية البيئة والصّحة العامة...».
 كما أعلن محدّثنا عن مشروع آخر محل نقاش موسّع لاسترجاع الزيوت المستهلكة  وتمريرها على عمليات تصنيعية، تشمل الفلترة والهدرجة والمزج، بهدف استخراج المواد ذات القيمة وإعادة استخدامها، مشيرا إلى أنّ مساعي تبذل حاليا لتعزيز الشراكة في الجزائر مع المؤسسات المتخصصة.
 نوّه إلى أهمّية هذه الخطوة في خفض كلفة الإنتاج؛ باعتبار أنّ الطاقة اللازمة لإنتاج المواد المكرّرة أقلّ،  ناهيك عن مزاياها الخاصة في خفض النفايات الضارة للبيئة وصحة الإنسان ومنع وصول الزيوت المستهلكة إلى الأرضي الزراعيّة والمياه الجوفيّة، حيث إن جالون واحد من الزيوت المستهلكة قادر على تلويث مليون جالون ماء.

 خطة لتوسيع وتطوير شبكة «جي بي أل سي»

في رده على سؤال لـ»الشعب» عن تجربة تركيب خزانات الغاز في السيارات وخطتها المستقبلية، أوضح جمال شردود، أنّ «مشاورات ومناقشات هامة تقودها الشركة مع المتعامل الأجنبي «البولوني» من أجل تحويل السيارات التي تعمل بوقود «الديزل» إلى الغاز، كوقود بديل»، منوّها في هذا الصدد إلى التجارب التي أجرتها «نفطال» على  مركبات وسيارات «الديزل» للوزنين الثقيل والخفيف، وكانت النتائج جد ايجابية.
 أكّد أنّ الجزائر ممثلة في الشركة العمومية «نفطال»، رفقة المتعاملين الخواص، قطعت أشواطا مهمة في تنفيذ خطة الحكومة لتحويل المركبات التي تسير بـ «البنزين»  للغاز الطبيعي،  كبديل أقل تكلفة وأقل تلويثا للبيئة، متوقّعا وصول عدد السيارات المحوّلة لـ 30 ألف سيارة مع نهاية السنة، فيما أشار إلى تحويل 21 ألف سيارة في «نفطال» لوحدها منذ بداية جانفي إلى غاية نهاية شهر سبتمبر.
 أبرز نفس المسؤول، أنهم يطمحون لبلوغ 95 ألف سيارة، مع نهاية 2019، وذلك بالتعاون مع كافة المتعاملين الخواص، منوّها إلى أنه تم استبدال خزانات 80 ألف سيارة من البنزين إلى الغاز، خلال السنة المنصرمة، من بينها 24 ألف سيارة حوّلتها محطات تركيب أجهزة الغاز المسال سيرغاز التابعة لـ»نفطال».
 كشف في هذا الصدد، عن مشروع لتوسيع شبكة «جي بي أل سي» من  700 مركز حاليا لتحويل خزانات السيارات عبر القطر الوطني إلى 1700 مركز في آفاق 2030،  وذلك في إطار خطة عمل وزارة الطاقة الهادفة إلى بلوغ 500 ألف تحويل للمركبات من تقنية البنزين إلى الغاز بين سنتي 2018 و2020، وذلك في انتظار التجسيد الفعلي لمشروع تحويل المركبات التي تسير بـ «الديزل»، كما سبق وأن أشرنا إليه.
...ومساع  لرفع معدلات الاكتفاء الذاتي من الوقود إلى 30 يوما

 بخصوص قدرات تخزين الوقود بأنواعه، أجاب جمال شردود قائلا: «أن الحكومة، قرّرت رفع معدلات الاكتفاء الذاتي من الوقود إلى 30 يوما في آفاق 2020، بعدما قفزت قدرات المخزون الوطني من 12 يوما خلال السنتين الماضيتين إلى 17 يوما حاليا.
تطرق في هذا الصدد إلى خزان الوقود الذي تم إنجازه مع المجمع العمومي «إيميطال» بمدينة سيدي بلعباس، ودخل حيز الخدمة قبل 3 أشهر بسعة قدرها 18800 متر مكعب، معتبرا أنه من أكبر الخزانات على مستوى القارة الإفريقية، الذي سيضمن تدعيم قدرات تخزين الوقود.
 ختم المكلف بالإعلام لدى شركة نفطال بالتأكيد على أن رفع قدرات التخزين الوطنية وضمان استقلالية الجزائر من الوقود، من أهم الإستراتجيات القطاعية التي من شأنها أن تعزّز استقلالية الجزائر، مبينا أنّ الدولة الجزائرية، تسعى من خلال هذه الاستثمارات إلى مواكبة المعايير الدولية، والمضي قدما في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود.