طباعة هذه الصفحة

المـــرأة ومعادلــة المســـخ والعلمانيـــة

فتيحة كلواز

هي المرأة التي وضعت «الحايك» جانبا ولبست الزي العسكري فقط لتكون ممن يصنعون مستقبل بلد كتب عليه العيش بدماء شهدائه البررة، هي المرأة التي رفضت ان تكون ورقة ضغط لدى المستعمر لإحباط عزيمة وإرادة الرجل، هي المرأة التي طلت جسدها تمرغت في روث الحيوانات وطلت الفحم على وجهها فقط لتصون عرضها وشرفها من الدنس، هي المرأة التي قالت بلا وطن سنكون بلا امل ولا غد نعطيه لأبنائنا.

ما أشبه اليوم بالبارحة، المرأة اليوم أمام رهان المستقبل أمام خيارات صعبة لها فيها الكلمة الفاصلة والأخيرة لتحديد الأفضل، الوعي والاطلاع مطلوبان لأن الجزائر اليوم تستنجد بأبنائها لتبقى، لن أعدد الأسماء والقوائم الطويلة للمجاهدات والشهيدات منذ ان وطأت أقدام المستعمر ارض الجزائر، ولن أذكر أسماء النساء اللواتي ذبحن وقطعن وسلبن فقط لأنهن «امرأة» سنوات العشرية السوداء فإن كانت فاطمة أو عائشة أو زوليخة أو جميلة كلهن وهبن زوجهن للجزائر وكلهن لم يتذكرن ساعة اتخاذهن قرار رفض الاستعباد والعبودية أنهن «أنثى» بل نظرن الى المستقبل وتأكدن ان سواعدهن ستكون الفارق الذي سيصنع الانتصار.
كما تحارب فرنسا بشراسة من أجل كشف رؤوس المسلمات حفاظا على كاثوليتها وعلمانيتها، فعل اجدادهم المستحيل، بالأمس لتحويل المجتمع الجزائري الى مسخ فاقد لهويته ومعالمه الحضارية، لكن القرن وما يزيد لم يكن كافيا لذلك والسر في ذلك ان الأجيال التي تعاقبت منذ 1830 ربتها امرأة لا تعترف الا بالأصالة الجزائرية ولن تكون تشعر في غيرها انها هي، تلك المهمة التي يتباهى بها انريك زمور في مختلف البلاتوهات تجددت اليوم واكتست حلة جديدة المحور فيها المرأة الجزائرية لذلك أصبح الوعي ضرورة والحذر مطلوب لآن معادلة تقبل الاخر و الانفتاح عليه لا يعني أبدا الذوبان داخل.