طباعة هذه الصفحة

في ملتقى علمي حول الحاسوبية الحيوية بجامعة بومرداس

الباحث بلحوسين يدعو إلى تشديد الرّقابة على استعمال المضادات الحيوية

بومرداس: ز. كمال

دعا الخبير الجزائري محمد بلحوسين، الباحث بمخبر العلوم الدقيقة والوراثية بدبي، «إلى ضرورة إعادة النظر في طريقة تعامل الأطباء والصيادلة مع أدوية المضادات الحيوية التي توصف للمرضى وخاصة فئة الأطفال، وعدم التساهل في عملية منح الدواء إلا عن طريق وصفة طبية وشرط إخضاع المريض للتحاليل الطبية لتحديد طبيعة المرض والتفريق ما بين الإصابة بالبكتيريا والفيروس، مقدّما مثالا بحملة التلقيح ضد الأنفلوزا الموسمية الواجب ضبطها.

قدّم الباحث الجزائري محمد بلحوسين مداخلة علمية في اليوم الدولي الأول حول موضوع الحاسوبية الحيوية بكلية الهندسة الكهربائية والإلكترونيك لجامعة بومرداس بالتعاون مع جامعة بروكسل الحرة تمحورت حول التقنيات الحديثة لعلم الوراثة والأجنة واحدث الطرق العلمية وأجهزة الكشف الطبية المستعملة في مخابر البصمة الجنائية عن طريق اختبار «أديان»، وكذا طريقة استعمال المضادات الحيوية وآثارها السلبية على جسم الانسان في حالة عدم احترام الجرعة ومدة العلاج المحددة من قبل الطبيب.
 آخر المبتكرات العلمية والتطور الطبي في هذا النوع من العلاج الذي دخل مرحلتي الجيل الرابع والخامس من أنواع المضادات المتكيفة مع نمط الحياة العصرية والأمراض الجديدة وطبيعة البكتيريا والفيروسات التي قد يتعرض لها المريض، مشيرا في هذا الخصوص إلى «أن موضوع المضادات الحيوية في الجزائر غير منظّم، ولا يخضع للمراقبة الصارمة من قبل القائمين على قطاع الصحة مقارنة مع ما يجري في الدول المتقدمة، حفاظا على حياة الأفراد ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية».
كما عرف اللقاء تقديم عدة مداخلات من قبل أساتذة باحثين من الجزائر وجامعات أجنبية تمحورت حول مواضيع ومحاور أساسية على علاقة بهذا التخصص العلمي الحديث والجديد على الجامعة الجزائرية، تقول رئيسة الملتقى الأستاذة خميلي طالبي سعاد التي أكدت في تصريح لـ  الشعب»، أنّ اليوم الدراسي الدولي يعتبر الاول من نوعه بجامعة بومرداس، وهو عبارة عن مشروع بحث يقوم به باحثون جزائريون وطلبة دكتوراه بالتعاون مع جامعة بروكسل الحرة، يسعى الى خلق قطب من الكفاءات عن طريق التكوين واكتساب الخبرة التي سيستفيد منها الطلبة لاحقا».
يذكر أنّ اليوم الدولي حول الحاسوبية الحيوية حمل في طياته عدة محاور طرحت للنقاش والمداخلات النظرية من قبل المشاركين وشملت مواضيع علم الجينوم، البروتيوميات والنمذجة الجزئية، الأنظمة البيولوجية والذكاء الصناعي، وكل هذا في إطار استراتيجية علمية تهدف الى تسليط الضوء على الأهمية الأساسية للحاسوبية الحيوية بالنسبة لعلوم الحياة وإعطاء نظرة موسعة لتطبيقات تقنيات «اوميك» في التكنولوجيا الحيوية والعلوم الطبية الحيوية والصناعية الغذائية ومواجهة تحديات الراهن والمستقبل المتعلق بقطاع الصحة والبيئة، كما خرج اللقاء بمجموعة من التوصيات، أبرزها طلب اعتماد إنشاء مخبر بحث في هذا التخصص الجديد وفتح ليسانس مهني وماستر لفائدة الطلبة، مع الدعوة إلى ربط كل هذه البحوث والمشاريع المبتكرة من قبل الطلبة بعالم المقاولاتية وتشجيع الطلبة على نشر أبحاثهم في المجلات العلمية المتخصصة.

ملتقى دولي حول شبكات الاتّصالات والهندسة التّطبيقية

قبل هذا احتضنت كلية التكنولوجيا لجامعة بومرداس ملتقى دوليا أولا حول موضوع شبكات الاتصالات، الهندسة البيوطبية وتطبيقاتها،وهندسة الكومبيوتر على مدى يومين بالتعاون مع مركز تطوير التكنولوجيات المتقدمة، وبمشاركة أساتذة جزائريين وباحثين قادمين من جامعات وطنية وأجنبية، منها جامعة فرساي بفرنسا ممثلة في الباحث عمار رمضان شريف، وطلبة الدكتوراه الحاملين لمشاريع بحث تم عرضها بتقنية الملصقات وورشات البحث المتزامنة مع المداخلات الشفهية في يومها الاول.
الملتقى جاء حسب الأستاذ كريم بعيش المكلف بالاتصال والتنظيم «بهدف خلق فضاء للاحتكاك والتواصل ما بين الباحثين والطلبة، خاصة منهم حاملي المشاريع الذين أعطيت لهم فرصة المشاركة لعرض مشاريعهم العلمية عبر الملصقات والورشات الثلاثة المفتوحة للنقاش متمثلة في شبكة الاتصالات، الهندسة البيوطبية وتطبيقاتها واخيرا ورشة هندسة الكومبيوتر»، في حين كشف الأستاذ رياحلة محمد امين نائب رئيس الملتقى في تصريح لـ «الشعب»، أن فكرة تنظيم مثل هذا الموعد العلمي الهام جاءت من قبل أساتذة من ذوي الخبرة في الميدان التطبيقي والمؤسساتي بهدف الاطلاع وتقييم نوعية المشاريع المقدمة من طرف الطلبة المشاركين بمجموع 74 مشروعا، واختيار الأحسن منها من أجل تجسيدها في المؤسسة الاقتصادية والصناعية، وأخرى سيتم مرافقتها في الميدان بغرض إنشاء مؤسسات مصغرة في إطار تشجيع المقاولاتية وخلق مناصب الشغل، كما يعتبر هذا اللقاء فرصة للتبادل والاستفادة من خبرات الباحثين الجزائريين في الخارج.
وشهد اللقاء تقديم مداخلات ونقاشات ثرية انصبت حول إشكالية الموضوع، أبرزها مداخلة الباحث الجزائري بجامعة فرساي عمار رمضان شريف، الذي عرض فيها تجربته البحثية في مخبر الجامعة منذ سنة 2009 عبر مشروع الأنظمة الذكية والروبوت التفاعلي، وغيرها من الأبحاث الأخرى التي كشف عنها أمام الحضور، مع تأكيده في الأخير عن وجود مشروع اتفاقية إطار مع جامعة فرساي والجامعة الجزائرية لفتح باب المساهمات العلمية للطلبة الجزائريين والاستفادة من خبرات الباحثين بهذه الجامعة العريقة.