نظم، صباح أمس، المجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة ملتقى جلسات المجلس الذي جاء تحت عنوان: «آفة المخدرات ومخاطر الأنترنت»، حيث أجمع الأساتذة المتدّخلون أن الظواهر السلبية التي انتشرت مؤخرا في المجتمع سببها الانتشار الرهيب للمخدرات والاستعمال غير الواعي للانترنت الذي له مخاطر تأتي في مقدمتها العزلة لتليها أمراض نفسية خطيرة لتنتج عنها تعاطي وإدمان، خاصة وأن الجهود الأمنية في الحد من الظاهرة لن تتحقق إلا بتضافر جهود الجميع بدءا من الأسرة التي تعتبر النواة الأولى لتتوالى المسؤوليات تباعا.
على هامش افتتاحه لملتقى جلسات المجلس الولائي، أكد الوالي «عبد السميع سعيدون» في كلمة له، أن ظاهرة تعاطي المخدرات تعرف انتشارا واسعا داخل الأوساط الشبانية، ذلك استنادا لما تسجله المصالح الأمنية من أرقام مخيفة، ما يدعو إلى دق ناقوس الخطر بضرورة تسليط الضوء على أسباب استفحالها والتركيز أكثر على دور الأسرة أولا والمجتمع ثانيا، فضلا عن إسهام كل الفاعلين وتنسيق الجهود لخلق اتصال مع الشباب وتوعيته إزاء مخاطر الإدمان على المخدرات وحتى على الانترنت الذي يتحوّل في حال سوء استعماله إلى بؤرة فساد.
من جهته، أكد الأستاذ والأكاديمي في علم الإعلام والاتصال، بجامعة قسنطينة، عن مخاطر الأنترنت بالنسبة للشباب، أن الأرقام المتعلقة بالجريمة الإلكترونية تعتبر أكثر خطرا، لأن فاعلها متخفي وراء شاشة الحاسوب سيما وأن التطورات التكنولوجية التي عرفها العالم أتاح للناس الاطلاع على المعلومات الشخصية.
ليختصر في ذات السياق أن الانترنت غيّر من نظم العالم لسهولة استعماله واختصاره للوقت، حيث قدم نسب مخيفة ومرعبة تفيد بما نسبته 75 ٪ من الشباب يقبلون على شاشة الأنترنت لا لسبب سوى للمتعة، وهو ما يثير المخاوف، ووفق دراسة عربية أجريت حول الانترنت والحياة الافتراضية التي تؤدي للعزلة أن ما يقارب 13٪ من مدمني الأنترنت هم من الأطفال الأقل من 03 سنوات وهو الأمر الأخطر، حيث تقول الدراسة بحسب ذات الأستاذ أن كل 2 مليون طفل هناك 400 طفل يتم استغلالهم إباحيا.
أكدت إحصائيات مصالح الدرك الوطني، أن عدد المستخدمين للانترنت يقدّر بـ 13 مليون جزائري، من بينهم 19 مليون فرد يملك حساب فايسبوك، يقضون ما بين ساعتين إلى 5 ساعات على شبكة الانترنيت .
كشف الرائد مراكشي محمد، عن المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بقسنطينة، أن إدمان الانترنت تسبب في وقوع بعض الجرائم الإلكترونية التي تعرف منحى تصاعديا، حيث خلال السنة الجارية سجّلت 16 قضية، اغلبها تتعلق بالسب والشتم في التعليقات أو عبر الخاص واستعمال وسرقة المعلومات الشخصية بعد الإطلاع عليها، نشر المعطيات والنصب والاحتيال عبر الانترنت وتكون أحيانا بواسطة سرقة وتخريب قواعد المعطيات الخاص بالمؤسسات أو استهداف رموز الدولة والدعاية الهدامة ونشر الشائعات إلى جانب قضايا الغش والتي تسببت في إضعاف المنظومة التربوية.
تحدث مراكشي عن دخول أفكار غريبة للمجتمع وأخرى كاذبة «الفايك نيوز» والتي انتشرت ويتم تصديقها حيث واصل في ذات السياق، أن الجريمة الإلكترونية وبفعل وجود تشريعات كثيرة تطورت مع الأحداث الوطنية، وتطور هذا الإجرام تكون صعبة مع تحديد الهيئة المختصة لمباشرة وفتح التحقيق.
كما ذكر المتحدث ووفق ذات الإحصائيات العالمية، فإن عدد مستعملي الهواتف النقالة في الانترنت يبلغون 19 مليون جزائري يقضون قرابة 3 ساعات عبر الانترنت في هواتفهم، وهو الوقت الذي يتصاعد بشكل دائم، ووفق ذات الإحصائيات العالمية فيتم إنشاء أزيد من 822 ألف موقع جديد كل يوم، وإرسال ما يعادل 144 مليار رسالة عبر البريد الإلكتروني بصفة يومية، لتؤكد ذات الإحصائيات، انه كل دقيقة يتم تنفيذ 4 ملايين عملية بحث عبر موقع «قوقل» وتقاسم أزيد من مليوني محتوى عبر «الفايس بوك» و أزيد من 347 صورة عبر»الواتس آب» وما بين 277 و 216 ألف صورة عبر»أنستغرام».