غابت صور المترشحين لرئاسيات 12 ديسمبر المقبل، في اليوم الأول من انطلاق الحملة الانتخابية، عن الأماكن المخصصة لإشهارها على مستوى الأحياء والشوارع، رغم توفير الدعائم الحديدية، ويربط ملاحظون هذا الغياب بتركيز المتنافسين في الأيام الأولى من الحملة على اللقاءات المباشرة مع المواطنين سواء كان ذلك في شكل تجمعات شعبية أونشاطات جوارية.
باستثناء المترشح عبد القادر بن قرينة الذي ظهرت ملصقاته الإشهارية في الأماكن المخصصة لها بطريقة «محتشمة»، حيث اقتصر ظهورها في بعض الأحياء الراقية والكبيرة بالعاصمة فقط، غابت صور المترشحين الأربعة عن الدعائم الحديدية، تاركة المجال لكتابات حائطية في بعض الأحياء الشعبية شرق العاصمة وأخرى للفراغ الأبيض في مناطق أخرى.
ويبرر بعض الملاحظين هذا الغياب، بتركيز المترشحين للاستحقاق الانتخابي الهام في الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية على اللقاءات المباشرة مع المواطنين وضبط أجندة المواعيد بشكل يسمح بتوسيع دائرة اللقاءات والتجمعات، كونها القناة الأكثر فاعلية التي تسمح لهم بالتعريف بأنفسهم وبرامجهم الانتخابية، في حين تتأخر عملية إلصاق الصور الإشهارية في الأماكن المخصصة لها إلى أيام، لارتباطها بالمطابع والوكالات الإشهارية التي تتطلب توفير أموال ضخمة لطبع آلاف الصور وتوزيعها على جميع الولايات، وقد يتنازل بعض المترشحين على نشر صورهم بالمواقع الإشهارية نظرا لعدم حشد الموارد المالية اللازمة لذلك، والاكتفاء بتسجيل الحضور في وسائل الإعلام الوطنية التي تتولى نفس المهمة ولكن بدقة عالية حيث ترفق صورة المترشحين بخطابات تؤدي الغرض بشكل أفضل حسب رأيهم.
ولم يغفل المترشحون الدور الهام لمواقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا واستعمالا من قبل شريحة واسعة من الجزائريين، حيث سجلوا مبكرا إنزالا بالعديد من الصفحات والمواقع الرسمية بالفايسبوك والتي خصصت لتغطية نشاطاتهم المبرمجة طيلة أيام الحملة الانتخابية، حيث تداولت فيديوهات لنشاط جواري بالعاصمة للمترشح عبد القادر بن قرينة، وصور وتجمع للمترشح علي بن فليس بولاية تلمسان، في حين أظهرت مواقع أخرى لقاء «خاوة، خاوة» بين المترشحين عز الدين ميهوبي وبلعيد عبد العزيز بمطار أدرار حيث اختارا أن تكون بداية انطلاقتهما من هذه الولاية بعقد تجمعين شعبيين كل في منطقة في انتظار محطات أخرى يستعرض فيه كل مترشح مميزات برنامجه الانتخابي لإقناع أكبر عدد من الهيئة الناخبة بالتصويت لصالحه للوصول إلى سدة الحكم.