طباعة هذه الصفحة

أستاذ السميولوجية البصرية والاتصاليــة بجامعــة وهران عبد الله قــدور لـ «الشعب»:

المترشحون يسوقون صورتهم عبر التلفزيون... وعــدم تعليـق الملصقـات لا يؤثــر

حاورته: فريال بوشوية

 من يخرج كل أسبوع في الحراك ليس بالضرورة ضد الانتخابات

انتقد أستاذ السميولوجية البصرية والاتصالية في جامعة وهران-1 (قسم علوم الإعلام والاتصال) عبد الله قدور، بشدة، الطرح القائل بالرفض الشعبي للانتخابات، متسائلا كيف يمكن إصدار حكم من هذا النوع، فيما ينشط المترشحون تجمعاتهم في قاعات مملوءة، جازما بأن المترشحين يعتمدون على التسويق عبر قنوات التلفزيون، وفي السياق جزم بأن الجزائر ستحتفل يوم 13 ديسمبر بانتصار الإرادة الشعبية.
«الشعب»: باعتبارك مختصا في السميولوجية البصرية والاتصالية، إلى أي مدى وفق المترشحون في هذا الجانب؟
عبد الله قدور: أولا عندما نتحدث عن الفضاء العمومي وتأثيره، نقصد الإشهار بكل أنواعه المتعددة من صور وكتابات ورموز وأشكال وتحليل الخطاب السياسي الذي يعتبر شكلا من أشكال الإشهار الذي يعطي لصاحبه هالة، خاصة عندما يتابع عبر وسائل الإعلام والاتصال السمعية البصرية، إذ يعطيه رؤية تترك لدى المتلقي أو المشاهد نوعا من التمييز بين جيد أو غير جيد. من هذا المنطلق، أؤكد أنه من المهم جدا إجراء المناظرات التلفزيونية، على اعتبار أنها تبرز التباين بين المتسابقين، هذا في حال قبولها من المترشحين الذين لديهم الحق في رفضها.
أما بالنسبة للدعائم الإشهارية، فرغم أن السلطة المستقلة عملت كل ما في وسعها لتنظيم العملية، لكن على مستوى البلديات والولايات لم يتحكموا بعد في عملية ضبط الأماكن التي يتم استغلالها للإشهار والحيز المخصص لها، التي ليست مستغلة بالشكل المطلوب. علما أن اختيارات الأماكن لابد أن تتم وفق مخطط للتمكن من تحقيق التأثير المطلوب على الشعب عموما وشريحة الناخبين على وجه التحديد وذلك خدمة للعملية الانتخابية.

- هل يؤثر عدم تعليق صور المترشحين سلبا على العملية؟
 نحن بعيدون عن حرب الصور أو الأيقونات، لكن على مستوانا بدأت باحتشام، ربما لأن الأعضاء الذين حول المترشح في تخوف من التململ وتمزيق الملصقات ما قد يفسر عدم تعليقها، غير أن التخوف لا مبرر له، خاصة وأننا في حملة انتخابية، إذا مزقت يتم استبدالها فورا.
لكن ينبغي أن نعلم أن المترشحين لا يعتمدون عليها كثيرا، وقد لا يكون لها أثر سلبي كبير على حملتهم، لأن المتسابقين يسوقون أنفسهم عبر قنوات تلفزيونية خلال الحملة الانتخابية، ما يقلل من أثر عدم تعليق الملصقات. علما أن الترويج التلفزيوني له بالغ الأهمية، فيما الملصقات والتي وإن كانت لها قيمة كبيرة، إلا أنها معوضة.
من الناحية السيميائية، عندما ننظر كسميائيين إلى الصور ندرك عدم النضج مقارنة بالغرب، أين يرافق المترشح أكثر من 30 أخصائيا يهتمون بأدق التفاصيل في الصورة وكذا حركاته، والسبب في انعدام الثقافة البصرية التي تنطبق على الجميع. علما أن السيميائية البصرية تنضج بالدراسة.

الرئاسيات ستكون ناجحة

- تجري الحملة الانتخابية في هدوء وفق تقييم السلطة، هل هو مؤشر يؤكد عدم رفض الانتخابات؟
 أول عامل قوي الذي أعطى دفعا للحملة الانتخابية وساهم في سيرها بشكل حسن، رغم أن الجميع توقع أن تكون صعبة، هو التوقيع على ميثاق أخلاقيات الممارسة الانتخابية من قبل كل الأطراف: سلطة ومترشحين ومسؤولي المؤسسات الإعلامية، الذي يعد قفزة كبيرة في الممارسة السياسية، عكس ما كان السابق، حيث لم يكن وجود أي وازع يتم مراعاته، وإن سمعنا كلاما بخصوص تجاوزات قد وقعت إلا أن السلطة لا تتحرك إلا على أساس تقارير مكتوبة. وإذا تجردنا من كل شيء، فان الحكم على الأسبوع الأول من الحملة، لا يكون إلا أنها ناجحة.
فيما يخص رفض الانتخابات، وجهة نظري تختلف عما يروج هنا وهناك. أعتقد جازما بأنه لا يوجد رفض شعبي للانتخابات، كيف يمكن إصدار حكم من هذا النوع؟ فيما ينشط المترشحون الخمسة تجمعاتهم الشعبية في قاعات مملوءة بالشعب، والذي يخرج كل أسبوع في حراك ليس بالضرورة ضد الانتخابات. كما أن الحراك الشعبي مر بعدة مراحل، أولها خروج الشعب ضد العهدة الخامسة وكل الشعب خرج دون استثناء، لكن عندما تبدّلت المعطيات وتم رفض الانتخابات والمطالبة بمرحلة انتقالية انسحبنا منه.
في التسعينات دفعنا الثمن غاليا، 200 ألف قتيل، عندما خرجنا من المسار الانتخابي إلى مرحلة انتقالية.
الدولة وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي الذي استطاع حماية الحراك الشعبي وضمان احترام تطبيق الدستور.
الانتخابات الرئاسية ستنجح وسنحتفل يوم 13 بإنجاز دستوري ناجح.. وسننطلق إلى الأهم ورئيس الجمهورية سيدخل إلى الواقع للخروج من الجمود الحالي.