طباعة هذه الصفحة

ميهوبي بالعاصمة اليوم

مخاطبة السكان بلغة الصراحة

سعيد بن عياد

يحل المترشح للرئاسيات عزالدين ميهوبي، اليوم، بالعاصمة، في إطار خوض الحملة الانتخابية، حيث ينشط تجمعا بالقاعة البيضوية وهي أول خرجة بعد تلك التي قام بهابن قرينة عند نزوله إلى المركز البريدي في أول الحملة.
وكان ميهوبي قد خصص، نهار أمس، لالتقاط الأنفاس بعد تنقلات ماراطونية، مع إجراء استقبالات بمداومته، وكذا التحضير لنشاط اليوم في عاصمة البلاد، التي تعتبر، إلى جانب الإعداد لترتيبات المناظرة التلفزيونية، «المحرار» (تيرموميتر) الانتخابي لقياس مؤشر الدعم والتأييد من المواطنين.
يرتقب أن يضبط المترشح بدقة خطابه الموجه للساكنة بالعاصمة وضواحيها، بحيث يخاطبها من خلال التطرق لمختلف الجوانب المتعلقة بالحياة الاقتصادية والاجتماعية، في ضوء ما يعكسه الرأي العام من غضب لدى البعض وانشغال للبعض الآخر وإحباط في أوساط الشباب الذي تحول إلى لقمة سائغة لدى بارونات الفساد والإجرام ومروجي اليأس.
في هذا الإطار، تكون المناسبة لميهوبي لشرح برنامجه بجانبيه الوطني والمحلي، ومن ثمة يثير كافة المشاكل التي تلقي بظلالها على البيضاء مزغنة، خاصة قصبتها التاريخية المعرضة للضياع وتتآكل تحت وقع التهميش والبيروقراطية وغياب رؤية واضحة تنتشلها من الاندثار والتشوه العمراني الذي يبدو أن برامج الترميم لم تحقق الأهداف المرجوة. وتتحمل العاصمة تركة ثقيلة لعقود من سوء إدارة ورداءة أداء على أكثر من مستوى، سواء إداري أو من منتخبين لم يلتزم أغلبهم بإنجاز وعود سبق أن صدقها السكان لكن هيهات، خاصة في إطار تصنيفها محافظة كبرى خلال التسعينيات من القرن الماضي.
وتضاعفت معاناة الساكنة خلال الفترة السابقة، في ظل تولي العصابة مقاليد إدارة البلاد ومنها العاصمة، رغم برامج ترحيل يلفها غموض وتساؤلات أثارت انتقادات كثير من السكان الذين صرخوا في وجه التهميش وسطوة الإدارة الصماء، حيث هناك عمل كبير ينتظر القيام به لتخليص المواطن من قبضة الفساد بكل أشكاله وإعادة الروح لعاصمة لاتزال توصد أبوابها قبل غروب الشمس، لتستلم لوضعية غير مقبولة، بينما يمكنها أن تتحول إلى مدينة تتميز بالحيوية والمواطنة للتطور منها النظافة.
ولأهمية المنعرج في مسار الحملة والحرص على انتزاع ما أمكن من التأييد والمساندة والقناعة به مترشحا لتولي مقاليد الحكم، قد لا يتواني في توجيه النقد لمنتخبي حزبه - التجمع الوطني الديمقراطي - على مستوى المجالس البلدية والمجلس الولائي ولمَ لا البرلمان؟، لتحميلهم مسؤولية الانتكاسة التي ترتسم معالمها في المشهد، بالنظر للموقف الذي يطبع المدينة وضواحيها، حيث المجال اليوم للحقيقة أكثر من الوعود والحديث بلغة مباشرة حتى ولو كانت فيها عبارات مرة يجب أن تقال، تجاه المواطنين والعائلات الذين لم تتغير أوضاعهم الاجتماعية ولا يزالون تحت وطأة السكن القصدير والفوضوي والضيق دون أن تلوح بارقة أمل في الخلاص من كوابيس انتقلت من جيل إلى جيل نتيجة ترسبات إدارية بالية تجاوزها الزمن ولم يعد يتحملها المواطن.
لذلك، يجري المترشح ميهوبي في أول خرجة، يمكن وصفها المعتبرة، إلى العاصمة تشخيصا معمقا لكل الجوانب، فيخرج أوراقا يعتبرها رابحة ومؤثرة من دفاع عن أملاك الدولة والحبوس والعقار الفلاحي الذي يُنهب في وضح الناهر والبناء الفوضوي أمام صمت بلديات بعضها متواطئ من خلال منتخبين باعوا ضمائرهم فأصبحوا متورطين إلى العنق في جرائم تقع تحت طائلة مكافحة الفساد الذي يشكل خطرا على مستقبل البناء الوطني بمفهومه الشامل الاقتصادي والاجتماعي والأمني.