طباعة هذه الصفحة

مختصّون يدقّون ناقوس الخطر حول انتشار الأمراض المزمنة

5 ملايين مصـاب بالسكـري و10 مــلايين بارتفــــاع الضّغـــط الدمـوي

صونيا طبة

 اجتنــــاب المضاعفــــات يتطلّب الالـــتزام بالتّشخيــص المبكّر والوقايـة

دقّ أطباء مختصون ورؤساء جمعيات ناقوس الخطر حول انتشار داء السكري وأمراض مزمنة أخرى بشكل مخيف في الجزائر، كاشفين عن تسجيل 5 ملايين مصاب بالسكري وحوالي 10 ملايين مريض بارتفاع الضغط الدموي و1 مليون مصاب بالربو.
 أجمع المختصون على أهمية الالتزام بالتشخيص المبكر والحرص على الحصول على العلاج المبتكر من أجل تحكم أحسن بداء السكري واجتناب مضاعفات القلب والشرايين والكلى، مشيرين إلى فعالية الدواء الجديد «ليراقلوتيد» الذي يسمح بتأخير اللجوء إلى الانسولين والمتوفر في الجزائر منذ أكثر من 5 سنوات، ولكن هذا الدواء لا يزال في انتظار تعويضه من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، علما أنّ الدواء يتم صنعه محليا بمركب مدينة بوفاريك من طرف مخابر نوفو نورديسك بالشراكة مع مجمّع صيدال.
من جهته أكّد فيصل أوحادة رئيس جمعية السكري للجزائر العاصمة أن الأشخاص الذين يعانون من السكري هم عرضة للإصابة بارتفاع الضغط الدموي بأكثر من 80 بالمائة بسبب غياب المتابعة الصحية واستهلاك مأكولات غير صحية، مشيرا إلى أن الجزائر تسجل أرقاما مرعبة، حيث يتم إحصاء 5 ملايين إصابة بالسكري وحوالي 10 ملايين مريض بارتفاع الضغط الدموي و1 مليون مصاب بالربو ومليوني إصابة بالسرطان.
ودعا أوحادة إلى ضرورة تعويض الأدوية الجديدة المخصصة للمصابين بالسكري من طرف الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أو تحت إطار وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات باعتبارها الأكثر قربا من المرضى، وعلى دراية بالمشاكل التي يعاني منها المرضى أكثر من وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، مضيفا إلى أن الجميع معرّض للإصابة بالسكري والوقاية منه تتطلب مساهمة كل الأطراف لتجنب المضاعفات الناتجة عنه التي تكلف الدولة أموالا طائلة.
من جهتها أوضحت البروفيسور زكري أنّ النساء أكثر عرضة للسمنة أكثر من الرجال مشيرة إلى أن 13.4 باالمئة من المرضى يجهلون إصابتهم بالسكري، وأغلبهم أعمارهم من 35 فما فوق بالإضافة إلى السمنة التي تمس 44.1 بالمائة من المصابين بالسكري و36.1 لدى غير المصابين.
وقالت إن خطر الإصابة بالسكري يتزايد مع التقدم في العمر والكثير من الحالات لا يتم اكتشافها إلا بعد ظهور المضاعفات التي يصعب علاجها، مشدّدة على ضرورة القيام بالتشخيص المبكر وإتباع أساليب وقائية على غرار ممارسة التماريين الرياضية والتخلص من قلة الحركة.
وفيما يخص ارتفاع الضغط الدموي الذي هو الآخر يعد من الأمراض المزمنة الخطيرة التي تمس عددا كبيرا من الجزائريين، أوضحت البروفيسور أنّ الشباب يستهلكون مادة الملح أكثر من كبار السن، ولكنهم عرضة للإصابة بارتفاع الضغط الدموي، مشيرة إلى أن 11.8 بالمئة يعالجون الداء بتوازن، في حين أن 16,3 بالمئة من المرضى ضغطهم غير متّزن.
أما البروفيسور منذر من فرنسا، فقد دق ناقوس الخطر حول عدد المرضى المصابين بالسكري والمضاعفات المصاحبة للمرض، مضيفا أن السكري أول سبب للإصابة بالقصور الكلوي وأمراض أخرى خطيرة، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات وقائية والتكفل الجيد لمراقبة المضاعفات الخطيرة التي تنتج عن السكري.