طباعة هذه الصفحة

عنابة في الموعد

إقبال على صناديق الاقتراع وهدوء يطبع شوارع المدينة

عنابة: هدى بوعطيح

 كانت السّاعة تشير إلى تمام الثامنة والنصف صباحا، حين بدأت جولتنا عبر بعض بلديات وأحياء ولاية عنابة، للوقوف على سيرورة الانتخابات الرئاسية، حركة عادية وهدوء يطبع المكان، انتشار أمني مكثّف لعناصر الأمن الوطني عبر مختلف الشوارع الرئيسة بوسط المدينة، تؤدّي مهامها على أحسن وجه لتوفير الأمن للناخبين، ومنع أي انزلاقات قد تحدث، فضلا عن تجنيد أعوان من الحماية المدنية للمساهمة في إنجاح هذا الموعد الانتخابي الهام في تاريخ الجزائر، واختيار الرجل الأنسب لاعتلاء كرسي المرادية.
في حدود الساعة التاسعة، الإقبال على صناديق الاقتراع كان محتشما، الا لبعض الأفراد يعدون على أصابع اليد الواحدة، حيث أدلوا بأصواتهم وغادروا مراكز الاقتراع بصفة عادية، دون تسجيل أي تجاوزات.
ومع مرور الساعات بدأت نسبة الإقبال لسكان بونة تتزايد مقارنة بالساعات الأولى من الصباح، لتشهد بعض مراكز الاقتراع مع بلوغ الساعة الحادية عشرة والنصف توافدا لأبناء بونة، الذين أبوا إلا أن يكونوا في الموعد لأداء واجبهم الانتخابي، حيث سجلت عنابة في هذا التوقيت مشاركة 31078 ناخب من مجمل 442493 ناخب أي  بنسبة ٠٢ ، ٧ ٪.
فئات من مختلف الأعمار ومن الجنسين، منهم الشباب والشيوخ والنساء والعجائز، وحتى الأطفال رافقوا أولياءهم للمشاركة في هذا الحدث الهام، حيث أن بعضهم قاموا بوضع الظرف الذي قد يحمل رئيس الجزائر المقبل في صندوق الاقتراع بدل ولي أمره.
أغلب مديري مراكز الاقتراع أكدوا على السير الحسن للعملية الانتخابية، حيث لم تسجل أي تجاوزات، وبأن سكان عنابة صوتوا في ظروف حسنة وفي أجواء سلمية.
وللوقوف على سير العملية الانتخابية بعنابة، كانت لـ «الشعب» جولة عبر بعض مراكز التصويت، على غرار ابتدائية مدرسة «الكرمة» ببلدية الحجار، والتي فتحت أبوابها على غرار باقي الابتدائيات باكرا لاستقبال الناخبين، حيث وصلت نسبة التصويت بها إلى 15 ٪ في حدود الساعة 10:30، حسب مسؤول المركز، أين تمت العملية في ظروف حسنة، وهو الشأن بالنسبة لمركز «يوسفي رابح» والذي يضم 09 مراكز، 04 منها مخصصة للرجال و05 للنساء، حيث أحصى المركز 4150 مسجل، وعرف إلى غاية الساعة العاشرة صباحا إقبال 246 مصوت، بنسبة 06 ٪.
أما ابتدائية «باي عبد الوناس» المتواجدة بالمقاطعة الإدارية الجديدة «ذراع الريش»، فقد شهدت بدورها إقبالا لا بأس به لقاطني الحي، والذين توافدوا على المركز تباعا لاختيار من يرونه الأنسب لتقلد زمام الحكم في الجزائر، مع العلم أن عدد المسجلين بهذه المقاطعة قدّر بـ 3564 ناخب، موزعين على 08 مكاتب اقتراع.
تتجنّد  جماعي لإنجاح الحدث التّاريخي
سعت عنابة لأن تكون في مستوى الحدث، حيث تجنّدت ضمن عمل جماعي مع مختلف الهيئات الفاعلة، لتوفير الظروف الملائمة، من خلال التحضير اللوجيستيكي لاستحقاقات رئاسية ناجحة، حيث وفّرت السلطات الولائية مختلف الوسائل المادية والبشرية اللازمة، كما عملت المندوبية الولائية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بعنابة على تفتيش ومراقبة مستلزمات العملية الانتخابية، على غرار صناديق الاقتراع، المادة الخاصة بتشميع الصناديق، مكاتب ومراكز الاقتراع، والوقوف على مختلف النقائص لتفاديها وتسهيل عملية الانتخابات على سكان بونة.
تطلّع الساكنة إلى وطن يسوده السّلم والأمان
من جهة أخرى، كان لـ»الشعب» وفي إطار جولتها عبر مختلف مراكز الاقتراع، حديث مع بعض الناخبين من مختلف الأجناس والفئات العمرية، والذين أكّد معظمهم على ضرورة الانتخاب، لا سيما في هذا الوقت الحسّاس والظرف الصعب الذي يمر به وطننا، مشيرين إلى أنه يمثل منعرجا حاسما في تاريخ الجزائر التي يتطلّع أبناؤها إلى وطن يسوده السلم والأمان، وهو ما سيتحقّق ـ حسبهم ـ من خلال مشاركة كل مواطن في الإدلاء بصوته، ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.
أول من أثارت انتباهنا، الحاجة «زوليخة ـ ع»، عجوز في 80 من عمرها، لم يمنعها عكازها من الالتحاق بمركز الاقتراع للإدلاء بصوتها واختيار رئيس لبلادها، في حديثها معنا، وبنبرة يملؤها الخوف ـ إن صح التعبير ـ على الجزائر وعلى هذا الوطن، والذي قالت بأنه لا يستحق منّا أن نهمله أو أن نختلسه، هو يحتاج إلى أياد أمينة للحفاظ عليه، وعلى رجل أمين يخدم هذا الوطن بكل أمانة، ويخدم شبابه ونساءه وأطفاله، مضيفة بأن ذلك لن يكون إلا من خلال التصويت على الرجل المناسب، والذي سيعزّز الأمن والسلم والطمأنينة لبلد الشهداء.
أما «أمين سلامي»، أستاذ الفيزياء في الطور الثانوي، ويبلغ من العمر 39 عاما، فأشار إلى أنه من واجب كل مواطن أن ينتخب، وذلك بالنظر إلى الظرف الحساس الذي تمر به الجزائر، والتي هي اليوم مطمع العديد من الدول الأجنبية، قائلا بأنه من غير المعقول أن تبقى بلادنا بدون رئيس للجمهورية.
وأضاف محدثنا بأنّ الانتخابات اليوم هي بمثابة تشييد صرح ديمقراطي وتنموي، وهي مهمة أكثر من أي وقت مضى، بحيث ستشكّل منعرجا حاسما في تاريخ الجزائر، متمنيا أن لا ينساق المواطنون وراء دعاة المقاطعة، ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار، ومنح فرصة للرئيس المنتخب لقيادة البلاد نحوبر الأمان، وبعدها ـ يقول ـ «لكل حادث حديث».
من جهتها «سمية ـ ن»، طالبة جامعية، تبلغ من العمر 19 سنة، قالت لنا بأنها لأول مرة تنتخب، وهو شرف لها بأن تدلي بصوتها لاختيار رئيس الجمهورية، مشيرة إلى أن الجزائر في الوقت الراهن بحاجة ماسّة لرجل قيادي، رجل أمين يعتلي كرسي المرادية، حيث اعتبرت الاستحقاقات الرئاسية واجبا وطنيا، ومحطة تاريخية وجب المشاركة فيها.