طباعة هذه الصفحة

حاز على 58,15٪ من أصوات الناخبين

عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية

سهام بوعموشة

 الدستور، قانون الإنتخابات والحوار مع الحراك أولى ورشات  الإصلاحات
 دولة وطنية لا يظلم فيها أحد ولا مكانة للفساد
 «لا تهميش، لا إقصاء ولا انتقام» ثلاث لاءات للجزائر الجديدة

 

,حاز عبد المجيد تبون على ثقة الناخبين الجزائريين في اقتراع الخميس 12 ديسمبر، بحصد أغلبية الاصوات بنسبة 58,15٪.
عرفت الانتخابات الرئاسية مشاركة معتبرة بلغت 39,83٪.
مباشرة بعد إعلان رئيس السلطة المستقلة نتائج الاستحقاق، صبيحة أمس، عمت فرحة عارمة مداومة الرئيس الجديد، الذي يعتبر الثامن في تاريخ تعاقب الرؤساء منذ الاستقلال.
وفي أول خرجة لتبون، نظم في المساء ندوة صحفية كشف فيها أهم الخطوط العريضة لأولويات رؤيته المستقبلية بشأن ملفات ساخنة تنتظر المعالجة، موضحا أن أول ورشة يفتحها تتعلق بتعديل الدستور، وقانون الانتخابات، معلنا مد يده للحراك السلمي ضمن حوار يخدم الجزائر.
كما أظهر توجهاته بشأن مسائل حساسة تشكل محور حديث الشارع مثل التأكيد أن الفساد لا يقبل العفو، وفتح تشكيلة الحكومة لوزراء من الشباب أصحاب الكفاءة وأن لا أحد يمكنه ادعاء الوصاية على الجزائر.
جدد رئيس الجمهورية المنتخب عبد المجيد تبون، التزامه في المضي قدما لتكريس الالتزامات التي طرحها في برنامجه الانتخابي، وأنه سيعمل جاهدا على جمع الجزائريين وطي صفحة الماضي وفتح صفحة الجمهورية الجديدة بمنهج جديد وذهنية جديدة، شاكرا الجزائريين خاصة الشباب وأفراد الجالية على تأدية واجبهم الانتخابي.

قال عبد المجيد تبون في ندوة صحفية، أمس، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، إن الوقت حان للعمل لتجسيد الإلتزامات، والإندماج الفعلي للشباب في الحياة السياسية والإقتصادية وتمكينهم من استلام المشعل، شاكرا كل من صوت ومن قاطع الإنتخابات، كما توجه للحراك واعدا بمد يد الحوار الجاد لهم من أجل الجزائر، مضيفا أن الحراك انبثقت منه آليات الحوار وإنشاء السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات، مما أعاد الجزائر إلى السكة الشرعية وجنبنا انزلاقات كادت تعصف بالبلاد.
ولم يفوت الرئيس الجديد الفرصة للإشادة بحكمة قيادة الجيش الوطني الشعبي وكافة أسلاك الأمن وعلى رأسهم القيادة الرشيدة للفريق أحمد ڤايد صالح في تسيير المسيرة مدة عشرة أشهر دون إراقة قطرة من دماء الجزائريين الغالية رغم أنف الحاقدين الذين كانوا يخططون في الخفاء بالداخل والخارج للقضاء على الدولة الجزائرية وحلم شهدائها الأبرار ومجاهديها المخلصين، ببناء دولة وطنية لا يظلم فيها أحد.
وجدد تأكيده مرة أخرى بمواصلة محاربة العصابة وأذنابها، كما وجه شكرا خاصا لرئيس الدولة السابق عبد القادر بن صالح لتحمله التجريح وهو الذي كرس حياته بكل تواضع لخدمة هذا الوطن، وشكر أيضا رئيس السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات محمد شرفي ورجال الأعمال الشرفاء خالقي الثروة ومناصب الشغل والمدعمين لخزينة الدولة بدفع الضرائب، مؤكدا أنهم جزء لا يتجزأ من الجزائر الجديدة.
موازاة مع ذلك جدد التزامه بحماية المرأة وضمان حقوقها سواء كانت عاملة أو ماكثة في البيت، وإعادة الجامعة لمكانتها الرائدة وتكون هي القاطرة لقيادة كل نمو، والإهتمام أيضا بالطبقه الهشة والمتقاعدين، المعطوبين، أو المفصولين دون نسيان ذوي الإحتياجات الخاصة بتمكينهم من العيش الكريم، وإعادة الحقوق للمظلومين، منوها بالجالية الجزائرية بالمهجر الذين أبانوا عن حس وطني وتحملوا المعاناة.

تكريس حرية التعبير دون المساس بأعراض المواطنين

تعهد الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، في رده عن أسئلة الصحافيين أن أول قرار يتخذه في الأشهر الأولى لحكمه هو الذهاب بسرعة نحو تغيير عميق للدستور وهو الإتجاه الجديد للجمهورية الجديدة، كاشفا أنه عن قريب سيدعو العائلة الجامعية من أساتذة في القانون الدستوري والطبقة المثقفة لإثراء الدستور، ثم طرح المسودة للنقاش بالداخل وبالخارج، واستفتاء شعبي حين يوافق عليه نكون جمهورية جديدة.
ثاني قرار هو مراجعة قانون الانتخابات الذي لم يعد يؤدي ما عليه للوصول إلى مؤسسات فعالة في الميدان، ويفصل نهائيا المال عن الإنتخابات بمنح الشباب فرصة التقدم للإنتخابات قائلا: «إن وفقت ستكون مصاريف الحملة الإنتخابية للشباب على عاتق الدولة حتى لا يتم استغلالهم من أي كان».
ومن بين الأولويات أيضا هو رفع الظلم عن الذين تضرروا من العصابة بإرجاع حقوقهم، عن طريق القضاء بمراجعة ما يجب مراجعته قانونيا، والنهوض بالإقتصاد الوطني الذي تقهقر والتقليل من الإستيراد وسياسة تقويم تلقائي متعهدا بوضع آليات لإرجاع أموال الدولة المنهوبة في الداخل والخارج.
وفي سؤال حول تصريح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول علمه باختيار تبون كرئيس قال إنه لا يرد عليه هو يريد تسويق بضاعته وما يهمه هو الشعب الجزائري الذي انتخب عليه، مضيفا في سؤال حول مدى أن يكون حوار مع الطبقة السياسية والمترشحين الأربعة، أن الحوار مع كل من له نية لإطفاء نار الفتنة.
وعن إمكانية إبقاء تبون على بعض الوزراء، أوضح أن أصعب مهمة هو تعيين حكومة كونها تمر عبر مجهر الإعلام، متعهدا أنه سيمنح مناصب لشباب وشابات في سن 26 سنة، وهو لأول مرة يحدث في الجزائر. مشيرا أنه لا يفكر إطلاقا في إنشاء حزب أو تنظيم يدعمه معتمدا على إرادة الشعب الجزائري والمجتمع المدني.
وأكد الرئيس الجديد أنه سيزور ولايات الجنوب وأقصى الشرق والغرب دشرة بدشرة كما التزم به في حملته الانتخابية، مجددا تمسكه بالحوار مع ممثلي الحراك الرافضين للإنتخابات، من خلال ما يختارونه حتى تعود الثقة، مؤكدا أن الإنتخابات ليست استمرارية للعهدة الخامسة والتصرفات السابقة، وأنه لن يكون عفو رئاسي للفساد ما عدا الأمور ذات الطابع السياسي الإجتماعي.
وفي سؤال حول تكاليف نقل جثامين الجزائريين المتوفين بالمهجر، إلتزم تبون بإنشاء صندوق لنقل جثامينهم، وفي سؤال حول حرية الصحافة أكد أنه معها لأقصى حد وسيحارب بشراسة كل الأمراض التي تدخل في حرية التعبير، التجريح وتشويه العائلات المحترمة، مبرزا أهمية المجتمع المدني.
وفي سؤال حول استراتيجيته في السياسة الخارجية خاصة مع دول الجوار، قال إنه لا يسمح بالمساس بسيادة الجزائر وأن التعامل مع الدول سيكون بالمثل وأنه لا أحد يدعي أن له وصاية على الجزائر.