طباعة هذه الصفحة

القضاء على الشاليهات الهشّة ببومرداس:

قاطنون جــدد يطالبون بتسويـة وضعيتهم

بومرداس..ز/ كمال

لا تزال العائلات القاطنة في عدد من الأحياء السكنية الهشّة أو أحياء القصدير القديمة المنتشرة في بعض البلديات بولاية بومرداس تنتظر إعادة الإسكان وترحيلها إلى سكنات جديدة في إطار العملية الواسعة التي باشرتها السلطات الولائية لولاية بومرداس منذ نهاية سنة 2016، المعروفة «بمهمة القضاء على الشاليهات والبنايات الهشة»، لإعادة الوجه الجمالي للمدن والتجمعات العمرانية التي طالتها الفوضى..

 شكّل ملف القضاء على السكن الهش وتسوية الوضعية القانونية للقاطنين في الأحياء القديمة سواء القصديرية أو الأخرى المعروفة باسم «لاسيتي» التي يعود بعضها إلى الفترة القديمة وأخرى إلى بداية الاستقلال تحد ثاني للسلطات الولائية والمحلية بعد ملف الشاليهات المعقد بالنظر إلى الوضعية الكارثية لهذا التجمعات السكنية التي فقدت كل معاني الحياة إلى درجة وصفها من قبل قاطنيها بالمحتشدات بسبب افتقادها لشروط التهيئة الحضرية وتآكلها مع الزمن، لكنها ظلّت تجمع تحت سقفها عشرات العائلات المتوارثة بين الأجيال.
ومن أجل تسوية الملف ومعالجة هذه النقاط السكنية السوداء بصفة جذرية، جاء إحصاء سنة 2007، الذي شمل كل هذه الأحياء ببلديات بومرداس التي كانت تحصي العشرات منها من خلال القيام بإعداد بطاقة تقنية شاملة في إطار البطاقية الوطنية للسكن على مستوى الوزارة الوصية بعدد العائلات القاطنة بها بهدف تحديد الوضعية القانونية وأحقية الاستفادة من السكن الاجتماعي بالنسبة لغير المستفيدين، وهي العملية التي مكّنت من القضاء على عدة أحياء معروفة بالولاية، لكن مع ذلك تبقى أحياء سكنية مهمة تنتظر التسوية من أبرزها حي باسطوس ببرج منايل وبعض الجيوب الصغيرة التي تمّ إحصاؤها لكن لم يتم ترحيل قاطنيها بسبب الوضعية القانونية المعقدة ناجمة عن التوسعات الفوضوية لهذه الأحياء بظهور سكنات جديدة وبالتالي تتطلب مقاربة قانونية أخرى للتسوية ضمن القانون 08 / 15، المتعلق بالبنايات غير المكتملة.
بالإضافة إلى التأخر الذي عرفه مشروع إعادة إسكان قاطني هذه الأحياء السكنية بالموازاة مع قاطني الشاليهات الراجع إلى تأخر تسليم المشاريع السكنية التي استفادت منها ولاية بومرداس، يواجه الملف صعوبات أخرى بسبب ظهور قاطنين جدد في هذه الأحياء يطالبون بحق الاستفادة من السكن الاجتماعي رغم أنهم لم يشملهم الإحصاء السابق، وهي نفس الظاهرة تتخبط فيها قضية تسوية مواقع الشاليهات التي بقيت لسنوات تنتقل من شخص لآخر بذريعة الحصول على سكن.
مع الإشارة في الأخير، أن عملية إعادة إسكان قاطني الشاليهات عرفت قبل أيام قليلة ترحيل 44 عائلة كانت تقطن بالمحتشد الاستعماري ببلدية يسر المعروف بحي «الريف» بعد سنوات من المعاناة واحتجاجات متكرّرة على مستوى الدائرة والولاية.