طباعة هذه الصفحة

بعد خسارته أمام الرّجاء البيضاوي

«العميد» يحتاج إلى معجزة لتحقيق التّأهل في الكأس العربية

محمد فوزي بقاص

رهن فريق مولودية الجزائر حظوظه في التأهل إلى المربع الذهبي في منافسة كأس «محمد السادس» للأندية العربية الأبطال، بعدما قلب الضيف الرجاء البيضاوي المغربي الطاولة على العميد في المباراة التي احتضنها ملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة بمساعدة تقنية «الفار» التي استنجد بها الحكم الإماراتي «عادل النقبي» في مناسبتين في لقطة ضربة الجزاء التي جاء منها هدف التعادل، وفي لقطة طرد متوسط الميدان «شمس الدين حراق»، الذي قام بتصرف متهور تسبب في هزيمة المولودية.

بداية المباراة كانت لصالح رفقاء القائد «سفيان بن دبكة»، الذين سيطروا على الكرة في أغلبية فترات اللقاء، إلى أن جاء هدف السبق بعد ضغط العميد، من ركنية نفّذها «حراق» قصيرة باتجاه «نبيل لعمارة» الذي قام بتوزيعة ميليمترية داخل منطقة العمليات ارتقى لها القناص «سامي فريوي» برأسية عكسية فتح بها باب التهديف، وهو التقدم الذي حافظ عليه أشبال المدرب «محمد ميخازني» إلى نهاية المرحلة الأولى من المباراة.
بداية الشوط الثاني واصل فيها رفقاء الحارس «شعال» الاستحواذ على الكرة، وحاولوا إضافة أهداف أخرى، لكن التسرع وقلة التركيز حالا دون ذلك، إلى أن جاءت اللقطة التي لمست الكرة مرفق «لعمارة» داخل منطقة العمليات، وبعد ضغط كبير من لاعبي الرجاء عاين الحكم اللقطة عن طريق تقنية «الفار»، وفي الوقت الذي أعلن القاضي الأول فوق المستطيل الأخضر عن ركلة جزاء، تصرّف «شمس الدين حراق» بتهوّر كعادته، هذه المرة اتجاه لاعب الرجاء الذي اعتدى عليه بعدما ظن أنه قصد ضربه حين عبّر عن سعادته بإعلان ركلة الجزاء، وهو ما كلف متوسط ميدان المولودية البطاقة الصفراء الثانية في المباراة والطرد الذي كان منعرج اللقاء، خصوصا أنه بعدما ترك زملاءه مباشرة تمكّن قائد الفريق الرائع «محسن متولي» من تعديل النتيجة.  
هزيمة المولودية كانت قاسية على العموم، فلولا التصرفات الصبيانية التي قام بها صانع الألعاب «شمس الدين حراق» لكان الفريق يسير بخطى ثابتة من أجل تحقيق الفوز، كما أنه كان قادرا على إضافة أهداف أخرى في أطوار اللقاء وتجنّب تلقي هدف ثانٍ، كون كل خطوط المولودية قبل طرد لاعب الوسط كانت منسجمة وتقوم بعملها على أكمل وجه.
المولودية التي حقّقت ثلاث انتصارات متتالية بقيادة «ميخازني» في الكأس العربية ضد نادي القوة الجوية العراقي وبعدها في البطولة ضد شباب قسنطينة، وفي كأس الجمهورية ضد نادي مقرن، كانت قادرة على الأقل من تحقيق فوز ضئيل في النتيجة ضد الرجاء يجعلها تتنقل إلى مدينة الدار البيضاء المغربية لمواجهة أصحاب اللونين الأخضر والأبيض في ظروف أفضل، خصوصا أن مباراة العودة سيكون فيها الضغط كبيرا على أشبال المدرب «جمال السلامي» من قبل الجمهور الرجاوي، وهو ما قد يكون في صالح «ربيعي» ورفاقه من أجل مواصلة المغامرة العربية وعدم فقدان أول أهداف الموسم الكروي (2019 – 2020) مبكّرا، خصوصا أن العميد يعاني في الآونة الأخيرة من تذبذب النتائج وهو بحاجة إلى البقاء في المنافسة العربية، وسيكون أمام حتمية تحقيق الفوز بملعب «عمر حمادي» ببولوغين ضد وفاق سطيف الخميس المقبل لخطف صدارة المحترف الأول وإنهاء مرحلة الذهاب باللقب الرمزي كأبطال مرحلة الذهاب، وهي النتيجة التي ستحدّد تنصيب المدرب «ميخازني» نهائيا على رأس العارضة الفنية للعميد من عدمها.