طباعة هذه الصفحة

بسبب ظروف الدراسة غير المريحة

تلاميذ يضربون عن الدراسة بالبليدة

البليدة: لينة ياسمين

أقدم نهاية الأسبوع و لليوم الثاني على التوالي، تلاميذ وأساتذة بثانوية ابن رشد العتيقة، بوسط مدينة البليدة، والواقعة على بعد أمتار من مقر مديرية التربية، على الاحتجاج ومقاطعة الدراسة، والتهديد بالتصعيد، مالم تستجب الوصاية لمطالبهم البسيطة والحيوية، ورفع نداء إلى وزير التربية، دعوه إلى التعجيل بإيفاد لجنة تحقيق مستعجلة، للوقوف على حجم ظروف التمدرس القاهرة، خصوصا وأن المؤسسة التربوية تم تهيئتها وإعادة ترميمها منذ 4 سنوات فقط، بمبلغ قدر بـ 19 مليار سنتيم. التلاميذ المحتجون، والذين رفضوا العودة إلى مقاعد الدراسة نهاية الأسبوع، كشفوا في تصريحات لـ « الشعب «، أن البرد الذي اجتاح عدة أقاليم ومنها البلدية في الأسابيع الماضية، كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، ليوضحوا بأن الأقسام التي تم إعادة تهيئها وإعادة فتح أبوابها في الموسم الدراسي 2014 ـ2015، باتت مثل الثلاجات أو غرف التبريد، والتي جعلت بعضا من التلاميذ يضطرون إلى استعمال البطانيات، لتدفئة أجسامهم الضعيفة، كما أنهم عانوا وأصبحوا عرضة لانهيارات في الأسقف في كل حين، والأمر أيضا خلال تساقط الأمطار، أين التسربات باتت تقع عند كل تساقط، وهو ما يحول أقسامهم إلى ما يشبه الحمامات المائية ولكن باردة. وانتقدوا في السياق، الظروف وسط قاعات نوافذها محطمة، وزجاجها مكسور، والأبواب سيئة، والطاولات باتت تتحطم، لأنها مصنوعة من مواد غير جيدة، جعلتهم يفقدون التركيز، ويصابون بالإحباط والكآبة والغضب، وباتوا يشمئزون وينفرون من الدراسة وسط ثانوية تاريخية، درس بها رموز وقادة الثورة التحريرية، أمثال الدبلوماسي أمحمد يزيد، ورئيس الجمهورية الجزائرية المؤقت يوسف بن خدة. ولم يتوقف التلاميذ عند هذه النقاط، حيث كشفوا بأن مؤسستهم تفتقد إلى النظافة، سواء بالمطعم أو بأروقتها وحماماتها، وأنه تقدم لهم وجبات سيئة، وفي كل مرة يحتجون يبرر المسؤولون بنقص الامكانيات والميزانية القليلة، أين قال أحد التلاميذ بأنهم في بعض الأيام، يجبرون على تناول « عجائن المقارون « لما يقارب الأسبوع كاملا، ناهيك عن ظروف تقديم تلك الوجبات السيئة، مشيرين إلى نقص وأحيانا انعدام المياه بدورات المياه، والأرضيات المفترض جديدة، باتت تشكل خطرا عليهم وبالأخص على بعض التلاميذ المصابين بإعاقات، لأنها زلجة كثيرا، وهم في خضم هذه الوضعية الصعبة، والتي لا تشجع على الدراسة والتركيز خلال تلقي الدروس، يطالبون وزير التربية الجديد، بأن يوفد لجنة تحقيق مستعجلة، للنظر وتقصي واقع إحدى أعرق الثانويات بالبليدة، بل وفي الجزائر ككل.