طباعة هذه الصفحة

وفرة غير مسبوقة وأسعار في أدنى مستوى بتيبازة

منتجو الحمضيات متذمّرون ويطالبون بتفعيل آليات التّصدير

تيبازة: علي ملزي

تعاونية متخصّصة وبدائل للتّخزين والتّحويل مطلب ملح

أعرب رئيس الغرفة الفلاحية لتيبازة على هامش الطبعة 17 لعيد الحمضيات بمركب القرن الذهبي، عن تذمّره من الوضع الذي تعيشه الشعبة بفعل تفاقم أزمة التسويق وتدني أسعار المنتوج إلى حدودها الدنيا، ممّا يحدّ من عزيمة المنتجين في مواصلة الاستثمار في القطاع الفلاحي لرفع تحدي الأمن الغذائي والتصدير.
قال رئيس الغرفة الفلاحية، عثمان طلبة، بالمناسبة لـ «الشعب»، إنّ الطلب على منتوج البرتقال بكل أنواعه تراجع إلى حدّ كبير في الأسواق بفعل الزيادة الملحوظة في الإنتاج، بحيث أضحت النوعيات الجيّدة من الحمضيات تسوق بالطرقات بأسعار زهيدة على غير العادة مقارنة بالسنوات الفارطة، في حين أنّ الأسعار تبلغ ذروتها وحدودا لا تطاق على مستوى أسواق التجزئة، الأمر الذي يكشف للعيان بأنّ المستفيد الأكبر من العملية هم التجار بالدرجة الأولى، فيما يبقى الفلاح المنتج الذي استثمر في القطاع بعيدا كلّ البعد عن تحقيق طموحاته المشروعة، كما أشار ممثل المنتجين أيضا الى أنّ لغة الخشب لا تزال تسيطر على ميكانيزمات التصدير التي عجز الجميع عن تقعيلها بجدية والتأقلم معها.
كما أكّد رئيس الغرفة نيابة عن مجمل المنتجين على ضعف ميكانيزمات التخزين والتحويل محليا وجهويا، كاشفا عن تسجيل عدّة حالات من طلبات الترخيص بإنشاء غرف للتبريد والتخزين على مستوى المستثمرات الفلاحية منذ فترة طويلة تصل حدود العامين أحيانا، إلا أنّها لا تزال حبيسة أدراج مكاتب الوزارة الوصية و لم يتم الفصل فيها وفقا لإجراءات اقتطاع الأراضي الفلاحية المعمول به حاليا، في وقت تبقى المنطقة كلّها تعيش أزمة خانقة في مشاريع تحويل أو تخزين مختلف أنواع الحمضيات بشكل أثّر سلبا على عزيمة المنتجين.
هذا الإشكال طرحه رئيس المجلس الولائي متعدّد المهن لشعبة الحمضيات، محمد طاهير، على رئيس ديوان وزير الفلاحة محمد كسيرة من حيث عدم تمكّن المتعاملين في الشعبة من ايجاد صيغة مثلى لامتصاص المنتوج الفائض على غرار إنشاء تعاونية متخصصة في المجال، متحجّجا بصعوبة إنشاء تعاونية على هذه الشاكلة بالنظر إلى الصعوبات التي رافقت مشروع تعاونية فلاحية أخرى بالولاية التي لا تزال تنتظر التفعيل منذ ما يقارب العامين بفعل مواقف مصالح أملاك الدولة.
إلا أنّ رئيس ديوان الوزير طمأن المعني بأنّ المنهجية تغيّرت، ولابد من المرور إلى تفعيل الإجراء بالسرعة القصوى لامتصاص منتوج هذا الموسم، بحيث يتطلب الأمر التعامل المباشر مع الفاعلين في الميدان بالتنسيق مع الإدارة الوصية لتذليل العقبات لغرض بلوغ الهدف المنشود بأقلّ تكلفة و بأسرع وقت ممكن.
من جهتها، مديرة المصالح الفلاحية بالولاية، عذرة تيرة، قالت حصريا لـ «الشعب»، أنّ إنتاج الحمضيات حقّق خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية بفعل اعتماد تقنيات التكثيف التي تتيح غرس ما يتراوح بين 700 و1000 شجرة بالهكتار الواحد بدلا من 300 شجرة بالطريقة التقليدية، بحيث تمّ غرس 600 هكتار بهذه المنهجية خلال الموسمين الماضيين منها 454 هكتار خلال الموسم الفارط لوحده. بهذه الطريقة انتقل الانتاج الولائي من الشعبة من 1188000 قنطار خلال الموسم 2017 ـ 2018 الى 1249000 خلال الموسم الموالي بمردود متوسط قدره 305 ق/ه، في حين يرتقب انتاج أكثر من 1300000 قنطار هذا الموسم بمردود متوسط قدره 316 ق/هـ، وهو الانتاج الذي عادل 8,3 بالمائة من الإنتاج الوطني للحمضيات، ويقدّر بـ 12 مليار دج حسب الأسعار المتوسطة للسوق، وهو ما يعادل 14 بالمائة من قيمة الإنتاج الفلاحي بالولاية.
كما أشارت مديرة المصالح الفلاحية أيضا إلى سعي مصالحها من أجل مرافقة المنتجين لتسويق منتجاتهم من خلال إنشاء تعاونية متخصّصة، وإيجاد بدائل مرتبطة بالتخزين والتحويل تماشيا ومتطلّبات تطور الشعبة.