طباعة هذه الصفحة

قرايـدي محافظ مهرجان وهـران الوطني للفيلم الجامعي:

الجامعــة بحاجـــة إلى نشاطـــات ثقافيــــة راقية

هدى بوعطيح

 نذير قرايدي واحد من الشباب الجزائريين الطموحين، حبه للفن وتنشيط الحركة الثقافية والفنية في الجزائر جعله يفكر في بعث تظاهرة ثقافية يهدف من ورائها إلى دعم الشباب السينمائيين على وجه الخصوص، واكتشاف المواهب الصاعدة، ليقدم مهرجان وهران الوطني للفيلم الجامعي، والذي احتضنته جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بحضور عدد كبير من الطلبة.

بالرغم من أن المهرجان فتي، ولا يزال في بداية مشواره، حيث نظمت الطبعة الثانية منذ أيام، إلا أنه تمكن بفضل جهود المحافظ الشاب ندير قرايدي من أن يصنع له اسما في الساحة الثقافية الجزائرية، ويجلب له جمهورا ذواقا ومشاركين من مختلف جهات الوطن، إلى جانب مشاركة فنانين ذائع صيتهم كانوا له بمثابة العون لتحقيق طموحاته من جهة، ومساعدة الفنانين الشباب للظهور على الساحة الثقافية.
نذير قرايدي اختار أن يكون الصرح الجامعي أفضل مكان للإعلان عن ميلاد مواهب شابة، اختار إحياء الثقافة والفنون داخل الجامعة، ويكون للطلبة الدور الكبير في هذا المهرجان من من خلال مشاركتهم الفعالة وحضورهم القوي، الذي أبان عن تعطشهم الكبير لمثل هذه التظاهرات للترفيه قليلا عن أنفسهم بعيدا عن أجواء الدراسة.
يقول نذير قرايدي في حديثه مع «الشعب» إن فكرة تأسيسه لهذا المهرجان تعود لعدة سنوات، غير أن الفرصة جاءته السنة الماضية حيث نظم الطبعة الأولى، قائلا إنه باعتباره فنانا سينمائيا ومسرحيا كان يشارك في المهرجان الدولي للسينما العربية بوهران، أين أخد فكرة عن كيفية تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية، فقرر تأسيس مهرجان سينمائي آخر، على اعتبار أن مدينة وهران تنقصها نوعا ما نشاطات سينمائية، لذلك ـ يضيف المتحدث ـ عمد إلى تنشيط الحقل السينمائي من جهة وبعث الثقافة بهذه المدينة من جهة أخرى.
وأشار قرايدي أن مهرجان الفيلم الجامعي يهدف بالدرجة الأولى إلى دعم الشباب من مختلف ربوع الوطن، وإبراز مواهبهم في مجال الفن السابع، إلى جانب تحفيزهم على خوض التجربة السينمائية، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الشباب لهم مواهب وطاقات لم يجدوا فقط من يأخذ بأيديهم لإبرازها في الوسط الفني.
توعية الطلبة
وأضاف قرايدي بأن المهرجان يعمل على إعادة إحياء الفن السابع واستعادة قيمة الفنان الجزائري عن طريق تكريمه، مشيرا إلى أن الطبعة الثانية عمدت إلى تكريم العديد من الوجوه السينمائية، على غرار فرقة بلا حدود، فضيلة هشماوي..
وقال إن المهرجان ومن خلال الأفلام المعروضة هدفه التوعية، لا سيما وسط الطلبة باعتبار أنه ينظم داخل الجامعة، مضيفا بأنهم واجهتهم صعوبات كبيرة في تنظيم هذه التظاهرة خاصة من الناحية المادية، «لكننا تمكنا من تجاوز هذه المرحلة ولو بالشيء القليل، وقدمنا تظاهرة محترمة».
وقال «تمكنا من إبراز قدراتنا وإمكانياتنا، وسنعمل على استمرارية المهرجان مع تدارك النقائص إن وجدت وتقديم الأفضل خلال الطبعات الأخرى»، مشيرا إلى أن المهرجان في طبعته الثانية باتت له مكانته وسط بقية التظاهرات، حيث تحقق ذلك عن طريق العزيمة والإرادة.
وفي سؤالنا حول ما يقدم من أنشطة ثقافية على مستوى الجامعات، وإن كان ذلك كاف لدعم المشهد الثقافي في الجزائر، أكد قرايدي بأن المهم لا يكمن في تنظيم نشاطات ثقافية وفقط، وإنما يجب أن تكون نشاطات ذات مستوى عال وتنظم بطريقة احترافية، مشيرا إلى أن الجامعة بحاجة إلى تكثيف النشاطات بها لتنشيط الساحة الثقافية، ويأمل محدثنا أن يستمر مهرجان الفيلم الجامعي بوهران، على أساس أنه ينظم وسط الحرم الجامعي وهو موجه للشباب وللطلبة المبدعين أيضا، مؤكدا بأنهم سيعملون على مدار السنة لتنظيم الطبعة الثالثة وتقديمها في مستوى أفضل.
وأضاف أن المشهد الثقافي في الجزائر سيزدهر بفضل الشباب المبدع، وبفضل الطاقات الكبيرة والتي ترغب في إبراز قدراتها الفنية، مبرزا في ختام حديثه أن لديه عديد المشاريع المستقبلية في المجال السينمائي والمسرحي.