طباعة هذه الصفحة

في الذّكرى 63 لإضراب 8 أيام التّاريخي

زيتوني: درس قوي للمحافظة على اللّحمة الوطنية

فتيحة كلواز

 رزيق: جزائر 2020 ستبقى وفيّة لعهد الشهداء

شكل إضراب الثمانية أيام (28 جانفي إلى 04 فيفري 1957) محور ندوة تاريخية أشرف على افتتاحها، أمس، كل من وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني ووزير التجارة كمال رزيق، بالمتحف الوطني للمجاهد، حيث اتّفق الجميع على ضرورة استخلاص الدروس التاريخية من هذا المنعرج المفصلي في الثورة التحريرية، أثبت الشعب الجزائري أنّه وجيش التحرير الوطني لحمة واحدة.
أبرز زيتوني أنّ الذكرى 63 لإضراب التجار الجزائريين لمدة ثمانية أيام مناسبة تاريخية وخالدة في روحها، غايتها ومبادؤها تفجّرت خلالها الروح الوطنية، مجدّدا في ذات السياق تمسك الشعب الجزائري بالعهد مع من ضحّوا من أجل استقلال الجزائر من خلال مواصلة الدرب والسير والالتزام بالدفاع عن تلك القيم التي استشهد لتحقيقها مليون ونصف المليون شهيد.
واعتبر زيتوني إضراب 8 أيام درسا قويا ليحافظ كل جزائري على وطنيته وبناء واقعه يرتقي فيه بالبلاد إلى المستوى الحضاري المرجو بلوغه بوحدة الصف والالتفاف حول قيادته الوطنية، بعزم صادق وإخلاص في أداء الواجب بالتآزر والتضامن وتكثيف الجهود.
من جهته، قال رزيق في كلمته أنّ إضراب الثمانية أيام محطة مهمة في مسيرة نضال الجزائر الأبي وكفاحه ضد الاستعمار، خاصة وأن أول يوم منه ــ 28 جانفي 1957 ــ تزامن مع انعقاد الدورة الثانية عشر للأمم المتحدة والتي ناقشت القضية الجزائرية بطلب من المجموعة الأسيوية والعربية، ليكون الإضراب وسيلة فعّالة لإيصال صوت الجزائر إلى العالم، بإعطاء الصورة الحقيقية لما يعانيه الشعب الجزائري تحت نير الاستعمار الفرنسي، مؤكدا في السياق ذاته أن جزائر 2020 ما تزال وستبقى دائما وفية لعهد الشهداء الأبرار.
في نفس الصدد، أبرز المجاهد قبلي السعيد إطار بالاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أن إضراب الثمانية أيام، صورة واقعية لتلبية الشعب الجزائري نداء الثورة دون خوف أو تردد، فرغم ممارسات سلطة الاحتلال من نهب للسلع، اعتقالات، تعذيب وتكسير للمحلات استجاب التجار الجزائريين في مختلف الولايات الموجود بها حتى في فرنسا، بقوا صامدين حتى تحقيق الهدف المرجو من الإضراب الشامل والكامل بنقل الحقيقية للعالم أجمع عن شعب يريد الانعتاق من قيود الاستعمار.
أكد قبلي أن الشعب الجزائري حينها كان يؤمن يقينا أن الحرية آتية لا محالة، لذلك على شباب اليوم أن يبني بلده بوفاء والتزام لعهد الشهداء الأبرار كرجل واحد.
الإضراب  فكـرة الشّهيد بن مهيدي
 وفي عرضها، أوضحت الأستاذة نبيلة بارباس أن الإضراب كان فكرة الشهيد العربي بن مهيدي والذي حدد مدته بشهر كامل، لكن بعد تشاور اتفق الجميع على ثمانية أيام التي كانت بمثابة نضال من نوع خاص جدا لأنه رغم عدم إطلاقه لرصاصة واحدة، ولم تفجّر فيه قنبلة واحدة استطاع بلوغ نسبة تتراوح ما بين 80 و90 بالمائة، رغم محاولات المستعمر التي بدأت بإحضار مجموعة المظليين تحت قيادة السفاح «ماسو» قبل عشرين يوم من تاريخ 28 حانفي 1957، لكن كل محاولات الاستعمار لثني عزيمة الجزائريين عن الإضراب فشلت بل مس أيضا الجالية الجزائرية في تونس، المغرب، مصر وفرنسا.