طباعة هذه الصفحة

الفواعـل الخارجيــة تتحكّــم فـي المشهــد اللّيبــــي

حياة ــ ك

من المرجح أن يأخذ الملف الليبي منعرجا في اتجاه الحل السياسي، خاصة بعد التحرّكات الأخيرة من قبل الجزائر، والدور الألماني الذي كان توفيقيا ووسطيا بين الدورين الفرنسي والايطالي، حسب ما أبرزه سليمان أعراج عميد كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية في ردّه على الأسئلة المطروحة حول المقاربة الجزائرية في حل الأزمة الليبية.
نقاش كبير دار أمس في منتدى جريدة «الشعب»، الذي استضاف الدكتور سليمان أعراج، وانصب حول التهديدات وآفاق الأزمة الليبية على ضوء مؤتمر برلين، وقد أشار المتحدّث في هذا الصدد إلى أنّ الفواعل الخارجية هي التي تتحكّم في المشهد الليبي، هي التي تموّل وتملي باستعمال أدوات إعلامية.
يرى أعراج أنّه إذا كان الحل السلمي ممكنا، فإنّ الإرادة لابد أن تكون في الداخل الليبي، الذي أصبح مسؤولا أكثر من أي وقت مضى لوضع حدّ لهذا التقاطع والتضارب والاختلاف الحاصل بين دول أجنبية على المصالح الليبية، ويعتقد أنّ ذلك يمكن تحقيقه من خلال جهود الوساطة التي تقودها دول الجوار وبعض الدول الغربية للعودة إلى الحل السياسي.
وفي سؤال يتعلق بالمقاربة الجزائرية في حلحلة الأزمة الليبية، قال أعراج إنّ صوت الجزائر في المحافل الدولية ظل ثابتا، والدول التي تدخّلت في ليبيا فإنما كانت بغرض إفشال مساعي الجزائر في حل الأزمة منذ 2011، التي أكّدت منذ البداية على أهمية الحوار والحل السياسي، مشيرا إلى أن الأزمة الليبية تتميز بأنها مجتمعاتية وهوياتية بتعقيدات مختلفة وغياب مؤسسات الدولة، حيث سارعوا إلى التدخل العسكري، الذي أدخل البلد في دوامة الخراب والدمار.
وفيما يتعلق بالقضيّتين الفلسطينيّة والصّحراويّة، أكد المتحدّث أنّ الجزائر واكبتهما دائما لكن حسب الوتيرة، نفس الشيء بالنسبة لليبيا عندما أخذت الأزمة في هذا البلد الشقيق بعدا تصاعديا رجعت الدبلوماسية الجزائرية، وهذا راجع إلى عدة منطلقات منها مبدأ الجزائر الثابت، وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

الأستاذ برقوق: الجزائر تواجه تهديدات المقاتلين الإرهابيّين

من جهته، أثار الدكتور سالم برقوق، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في مداخلته أثناء النقاش ثلاث نقاط يراها أساسية، تتمثل في التهديدات، التحديات وآفاق الملف الليبي، وكذا مسألة إعادة الإعمار.
فيما يخص التّهديدات يتعلق الأمر بعودة المقاتلين الإرهابيين إلى أوطانهم، وهذا يمس بالدرجة الأولى الدولة الجزائرية، حيث أفاد أن في العراق وسوريا هناك حديث عن أكثر من 35 ألف مقاتل إرهابي موجود بين البلدين ينتمون لأكثر من 111 جنسية، وبالتالي فإن نهاية هذه الأزمات ـ يضيف ـ تكون بعودة المقاتلين إلى أوطانهم.
وأضاف في سياق متصل، أن أكثر من 6000 مقاتل إرهابي تونسي و1500 مقاتل إرهابي مغربي، وهي من بين التهديدات المركزية التي تواجه الجزائر، وتضع أسلاكها الأمنية على درجة عالية من اليقظة والتأهب، بالإضافة إلى موضوع تبييض الأموال والتجارة غير الشرعية.
بالنّسبة إلى مسألة إعادة إعمار ليبيا، قال برقوق إنّ ليبيا التي تتربّع على 1.8 مليون كيلومتر مربع و6 مليون نسمة، تمتلك ثاني احتياطي غاز طبيعي في العالم، وهذا ما يجعلها مفتوحة على مصراعيها.