طباعة هذه الصفحة

مشيدا بدور «الشعب» في تخليد الذّكرى

طيلب: يوم الشّهيد إرساء الرّوابط بين الأجيال

خالدة بن تركي

من الأعياد الوطنية الخالدة التي تروي مسيرة هذا الوطن على امتداد التاريخ، اليوم الوطني للشهيد، الذي يعتبر محطة تاريخية هامة تستوجب الوقوف عند التضحيات الجسام للشهيد الذي لبّى النداء وضحى بالنفس والنفيس دفاعا عن الوطن، الحرية والشرف...هو عيد ترسّخ في ذاكرة الأمّة لإرساء الروابط بين الأجيال وتذكير الشباب بتضحيات الأسلاف من أجل استخلاص العبر والاقتداء بخطاهم الشريفة.
خلال ندوة نقاش نظّمتها يومية «الشعب» بمناسبة اليوم الوطني للشهيد تحت شعار «الأشبال وتواصل الأجيال»، أكّد رئيس الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء، محفوظ طيلب، في تصريح على الهامش، أن الهدف الأول من إحياء الأعياد الوطنية وتخليدها التذكير بالأعياد التي صنعها الأبطال وآلوا على أنفسهم أن يخرجوا المستعمر من أرض الجزائر المباركة إلى غير رجعة، هذه الأرض التي ارتوت بدماء من ضحّوا بحياتهم في سبيل أن ننعم بالحرية والاستقلال.
واستحسن رئيس الفيدرالية المبادرة التي قامت بها «الشعب» لإحياء اليوم الوطني للشهيد الذي جاء تكريما وعرفانا لما قدّمه من تضحيات لتنعم الجزائر بالحرية والاستقلال، وبالتزامن مع خطاب رئيس الجمهورية في اجتماعه مع الولاة أول مرة، والذي تطرق من خلاله الى معاناة الشعب الجزائري الذي ضحّى لأجله المليون ونصف مليون شهيد ليعيش المواطن الجزائري عيشا كريما في الجزائر المستقلة.
وتزامن أيضا - يضيف المتحدث - مع الذكرى الأولى للحراك الوطني، الذي استرجعت من خلاله الذاكرة الوطنية والتاريخ الوطني والجزائر النوفمبرية وما جاء في بيان 1 نوفمبر، والذي يستوجب العودة بالذاكرة الى تاريخ تأسيسه في 18 فيفري سنة 1990، أي بعد المؤتمر التأسيسي لأبناء الشهداء وكذا تكريما ليوم الشهداء، وجعله يوما يقتدى به والتعريف بتضحيات الشهيد، وما قدمه من اجل تحرير الوطن.
وقبل الحديث عن برنامج الفيدرالية في الأعياد الوطنية، تطرّق رئيسها الى ما قبل التأسيس،حيث بعد تأسيس تنظيمات أبناء الشهداء والمعاناة التي عاشوها قبل سنة 1990 من إقصاء وتهميش وتسرب مدرسي نتيجة الظروف المأساوية، انبثق ما يسمى أبناء الشهداء في الثمانينات في النظام السري، وبعد 5 أكتوبر تم الإعلان عن التعددية السياسية والإصلاحات السياسية والاقتصادية، تأسّست منظمة أبناء الشهداء للدفاع عن قضايا هذه الفئة، وجعل التاريخ الجزائري والثورة والحركة الوطنية دروس تلقّن بالمدارس الوطنية.
وبخصوص برامج الفيدرالية في الأعياد الوطنية، قال أنه ثري بثراء هذا اليوم الذي يعتبر امتدادا للأجيال السابقة وتواصلا لرسالة شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بالنفس والنفيس لأجل تحرير الجزائر، وهذا من خلال تنظيم ندوات ومحاضرات بالجامعات ومراكز التكوين المهني لتذكير الأجيال بالأعياد الوطنية على غرار يوم الشهيد الذي تستوقفنا ذكراه بالتذكير بقوافل شهدائنا، الذين اتخذوا شعار «فداء الجزائر روحي ومالي وعرضي وأرضي»، فكان همهم الوحيد هو تحرير الوطن.
وفي رسالة وجّهها لشباب الجزائر بالمناسبة، شدد محفوظ طيلب على ضرورة الاقتداء بما قدمه الشهيد من تضحيات لتحرير الجزائر، وهو ما يستوجب تذكير أبناء الجزائر من جيل الاستقلال أن الحرية لم تكن حدثا عابرا ولا تغيرا عفويا بل هي ضريبة قيمتها مليون ونصف مليون شهيد لابد الحفاظ على ذكرى الشهداء، الذين لفظوا أنفسهم تحت التعذيب المشين وفي المعتقلات والسجون والمحتشدات وغيرها، وأولئك الذين سقطوا في ساحة المعارك، والذين ماتوا وهم يخترقون أسلاك شائكة وحقول الألغام وكثيرة هي مجالات الاستشهاد.