طباعة هذه الصفحة

رئيس الجمهورية في ذكرى استشهاد عميروش وسي الحواس

بطلان عظيمان سطرا بالمنازلات الكبرى ضد طغاة جيش الاحتلال الفرنسي مآثر لاتبلى

وصف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الشهيدين عميروش وسي الحواس بالبطلين العظيمين اللذين سطرا بالمنازلات الكبرى ضد طغاة جيش الإحتلال مآثر لا تبلى، مشيدا بحسن قيادتهما لكتائب جيش التحرير التي سفهت كل مخططات المستعمر.

وقال الرئيس بوتفليقة في رسالة بمناسبة استشهاد البطلين عميروش وسي الحواس قرأها نيابة عنه ببسكرة، وزير المجاهدين، محمد شريف عباس : «يعد شهر مارس في تاريخ ثورة 1954 المجيدة سجلا خالدا للشهداء ففي 4 منه استشهد بن مهيدي وفي 22 مصطفى بن بولعيد وفي 27 العقيد لطفي، وفي هذا اليوم 29 عميروش وسي الحواس هذان البطلان العظيمان اللذان قادا على التوالي الولاية التاريخية الثالثة والسادسة بحكمة وشجاعة وإقدام».
وأكد رئيس الجمهورية أن هاذين الشهيدين «سطرا بالمنازلات الكبرى ضد طغاة جيش الإحتلال مآثر لا تبلى، مما جعل دهاقنة الحرب الإستعمارية وقادتها يلجأون إلى عمليات إبادة جماعية واتباع سياسة الأرض المحروقة والمؤامرات الخسيسة وشن عمليات تشويه ومغالطة في حقهما للنيل منهما ومن عزمهما ولكن يكيدون ويكيد الله والله خير الكائدين».
وأشار الرئيس بوتفليقة : «لقد سفه صمودهما وحسن قيادتهما لكتائب جيش التحرير كل تلك المخططات والمؤامرات والجريمة المنظمة ضد الشعب وثورته» مضيفا: «ولئن كتب المولى للرجلين أن يحضيا بالشهادة معا في مثل هذا اليوم بجبل ثامر بالمسيلة، في  معركة غير متكافئة مع العدو. فقد كتب لهما الخلود في ذاكرة الجزائريين يحيون يومها هذا عاما بعد عام وجيلا بعد جيل».
وعن نضال الشهيدين قال رئيس الجمهورية: «ولقد واجه هذان البطلان الملهمان عميروش وسي الحواس مخططات الاستراتيجية العسكرية الفرنسية و تكنولوجياتها الحربية المتطورة لم يكن كلاهما خريج الأكاديمية العسكرية بل حرمهما الاستعمار من التعلم على غرار غالبية أبناء الجزائر».
وأضاف في نفس السياق أن الاستعمار «ضيق عليهما في الرزق والمتاع  لكن نعمة الله المسداة لهما فتقت فيهما مواهب منذ نعومتهما وشربا من معين المشايخ فشبا متحليان بقيم الدين الحنيف ومكارم وفضائل أهل المنطقة في الشجاعة وحب الوطن وإيثار الحرية ونبذ الظلم والحيف  فكانا من السباقين في الانتماء إلى صفوف الحركة الوطنية والمنظمة الخاصة وكابدا في سبيل ذلك الملاحقة والاعتقال  وبقيا على عهدهما بعد أن دفعتهما الضرورة للهجرة إلى خارج الوطن».
وذكر أنه «ما إن أزفت ساعة الحق وركب لها الرجال الخطوب فأشعلوها ثورة حتى كان عميروش وسي الحواس في مقدمة الصفوف ينشدان النصر أو الشهادة  وبفضل مواهبهما الريادية وحسن قيادتهما للرجال  وإيمانهما العميق بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة».
وعن عميروش أشار رئيس الجمهورية أنه «حظي بثقة الإدارة العليا للثورة التي ولته قيادة إحدى أهم الولايات التاريخية  هذه الولاية التي عرفت في عهده أشرس المعارك وأعظم التكالب الاستعماري  ولكن البطل الشهيد تمكن من رفع التحدي ونسق مع باقي ولايات الوطن لما كان يتسم به من غيرة على وحدة الجزائر وتكامل العمل الثوري في كل ربوعها  بل وفي خارجها أيضا  فغدى بذلك صورة وضاءة ليس فقط لشيم منطقة القبائل وإنما للجزائر قاطبة».
وعن سي الحواس أكد رئيس الدولة أنه «كان من المناضلين الكبار للحركة الوطنية  ورفيق مصطفى بن بولعيد الذي كلفه قبل استشهاده بفتح جبهة الصحراء التي يعود فيها الفضل إليه ولرفيقه عمر إدريس وكل المجاهدات والمجاهدين ممن استبسلوا في الجبال وفي الصحاري التي قهروا فيها العطش والعراء ونار العدو بالصبر والإيمان».  
وخلص الرئيس بوتفليقة بالقول: «ليس من السهل أن نواجه الإعجاز الذي خطه الرجال على تلك المحجة الخالدة بالقول والكلم، فليس الوصف كالفعل، إنما يشفع لنا اليوم قول الحق خالصا في هؤلاء الذين أدوا الأمانة كاملة ورسموا لنا الحدود الواضحة بين الحقيقة والزيف،  وكتبوا على لوح التضحية آيات الإيثار لتتلقفها الأجيال وتهتدي بها قدوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».