طباعة هذه الصفحة

بعد تسجيل حالتي وفاة بفيروس كورونا بالجزائر

مواطنـون يتهافتون علـى الصيدليــات وآخـرون يتفـادون الأماكــــن العامـة

صونيا طبة

 

 

 

وزارة الصحة تدعو إلى تأجيل السفر إلى بلدان الوباء

 يعيش الشارع الجزائري حالة من الهلع بعد تفشي فيروس كورونا في الجزائر، وازدادت مخاوفهم أكثر بمجرد إعلان وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عن تسجيل حالتي وفاة وارتفاع عدد الإصابات من 20 إلى 26 حالة مؤكدة في أقل من 24 ساعة، وهو ما جعل المواطنين يسارعون إلى البحث عن أنجع السبل الوقائية التي تساهم في الحد من انتقال عدوى الفيروس.
في ظل انتشار المخاوف حول إمكانية تفشي الفيروس أكثر، تهافت الجزائريون على الصيدليات لاقتناء المطهر ضد الجراثيم والمعقم الكحولي والأقنعة الطبية اعتقادا منهم بأن استعمالها يقي من الإصابة بالداء فأصيبوا بالصدمة لارتفاع أسعارها، فيما فضل آخرون تفادي التواجد في الأماكن العامة والتجمعات للتقليل من خطر التقاط العدوى، بالإضافة إلى تأجيل أغلبية الجزائريين مواعيد سفرهم إلى مختلف بلدان العالم،خاصة التي تشهد انتشارا مخيفا للفيروس، في مقدمتها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
وبما أن فيروس كورونا تحول إلى وباء عالمي بعد تفشيه في مختلف الدول، مقابل عدم تمكن كبار العلماء من التغلب عليه بإيجاد لقاح يقي من الإصابة به ودواء يساهم في شفاء المرضى، فإن الجزائر مطالبة الآن باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمنع احتمالات نقل العدوى من الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بالداء إلى آخرين، زيادة على ضرورة تعزيز إجراءات المراقبة على مستوى المطارات والموانئ والحدود البرية خاصة الرحلات القادمة من أوروبا لتفادي «استيراد» الفيروس.
حالة ترقب يعيشها الجميع يوميا بسبب هذا الفيروس الخطير، حيث أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملات توعوية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا من خلال نشر بعض التعليمات البسيطة التي تساهم في تعزيز مناعة المواطنين والوقاية من انتشار الفيروس خاصة ما تعلق بالتحسيس بأهمية غسل الأيدي الذي يعد خط الدفاع الأول للوقاية من الفيروس، بالإضافة إلى الدعوة لحملة وطنية لتعقيم وتطهير الأماكن العمومية بما فيها الجامعات والمدارس والمؤسسات والهياكل العمومية.
عمال الموانئ يعيشون أيضا حالة من الرعب نتيجة غياب الإجراءات الوقائية واستمرار دخول الباخرات من مختلف الدول التي ينتشر فيها الفيروس إلى الجزائر، حيث طالبوا بتعزيز الإجراءات الوقائية ومنع دخول الباخرات خاصة منها القادمة من المناطق الموبوءة ما يشكل خطرا على صحة الموظفين وبالتالي زيادة احتمال نقل العدوى إلى آخرين.
في ذات السياق، كشفت وزارة الصحة عن آخر الإحصائيات المتعلقة بالوضعية الوبائية، حيث تم تسجيل 26 إصابة مؤكدة إلى حــــــد الآن وحالة وفاة بسبب كورونا كوفيد -19 منها حالة وفاة شخص يبلغ من العمر 55 وأخرى تتعلق بامرأة عادت من فرنسا وهي متواجدة حاليا بمستشفى سكيكدة في حالة صحية مستقرة، مشيرة إلى مغادرة 10 من المرضى المتواجدين بالحجر الصحي بمستشفى بوفاريك ومعسكر بعد التأكد من شفائهم.
وما يزال التحقيق الوبائي مستمرا لمعرفة وتحديد هوية كل الأشخاص الذين كانوا باتصال مع المصابين، وكذا نظام اليقظة والتأهب الذي أقرته وزارة الصحة الذي يبقى ساري المفعول، بالإضافة إلى الفرق الطبية المجندة في أقصى مستويات التأهب.
وللحد من خطر استيراد وتفشي هذا الوباء العالمي دعت وزارة الصحة المواطنين الجزائريين المضطرين للذهاب إلى بلدان نشاط هذا الوباء أن يؤجلوا رحلاتهم، والرعايا المتواجدين في هذه الدول إلى تأجيل مواعيد زياراتهم العائلية للجزائر إلا للضرورة القصوى.