طباعة هذه الصفحة

كللت اجتماعات على أعلى المستويات ولاقت ارتياحا

الحجر، الحظر والترخيص لاستعمال دواء... لا تقلل من الحذر

فريال بوشوية

في محاولة منها لعدم الوقوع في أخطاء سبقتنا إليها دول أخرى عن غير قصد، على الأرجح، تعلن الجزائر عن قرارات جديدة تقريبا بشكل يومي، في محاولة منها لاحتواء المرض، لعل آخرها فرض حظر تجوال في العاصمة وحجر على ولاية البليدة، تأتي في وقت دعت فيه المنظمة العالمية للصحة، إلى الانتقال إلى مرحلة الهجوم في مواجهة «كوفيد-19».
تكلل الاجتماعات التي تعقد على أعلى المستويات برئاسة رئيس الجمهورية، بإجراءات جديدة في كل مرة، تعكس التعامل الهادئ والفعال مع تنامي الوباء إلى حد الآن. ورغم انتقاد عدم التعجيل بإقرار الحجر العام، الذي سبقتنا إليه دول جارة، سجلت حالات إصابة ووفيات أقل عن المسجلة بالجزائر، إلا أن الأكيد أن العامل الأول الذي يتم مراعاته من قبلها أمن وسلامة الجزائريين.
لعل ما يؤكد هذا الطرح، أن الجزائر، وعلى عكس دول كثيرة، لم تتردد في الترخيص باستعمال دواء تأكدت من نجاعته عديد الدول التي اعتمدته في علاج المصابين بالفيروس، وهو ما أعلن عنه، أمس الأول، المسؤول الأول على قطاع الصحة الوزير عبد الرحمان بن بوزيد. وعلى الأرجح، فإن الموافقة السريعة على استعمال الدواء مهما حمل من مخاطر، لا تقل أهمية عن فرض حجر عام، الذي فضلت الدولة أن يمس في مرحلة أولى ولاية البليدة، على اعتبار أنها سجلت أكثر من نصف الحالات.
الاجتماعات المتتالية للمجلس الأعلى للأمن ومجلس الوزراء، كان لها الأثر الايجابي والذي بدا جليا، أمس، من خلال ردود فعل المواطنين، في أعقاب الإعلان عن الحجر والحظر واعتماد دواء محلي الصنع، الذين أبدوا ارتياحهم للإجراءات التي قد توسع إن اقتضت الضرورة وهو ما يرتبط بالتطورات.
غير أن الأسلوب الطمأنة الذي اعتمدته الجزائر، عكس دول أخرى فضلت الترهيب، وفي كلتا الحالتين الهدف واحد، وقف الزحف السريع للفيروس، لا ينبغي أن يستغله الجزائريون للقفز على تعليمات سلامتهم، على غرار توقيف الزيارات العائلية، والحجر الذاتي، والحفاظ على مسافة الأمان وهي متر واحد على الأقل. علما أن المحبذ بات قرابة مترين، والى ذلك الحفاظ على قواعد النظافة والتعقيم، وإلا سينتشر بشكل أكبر وتصعب السيطرة على الوضع والتحكم فيه، حتى وإن تم اعتماد الدواء المتاح. علما أنه ليس علاجا للفيروس، وإنما لأمراض أخرى ثبت نجاعته، لكن في حاجة إلى التأكد من آثاره الجانبية.