طباعة هذه الصفحة

الحجر الذاتي طوق نجاة

الأسبوعان المقبلان حاسمان... النجاة أو الغرق

فريال بوشوية

قبل شهر وتحديدا بتاريخ 25 فيفري، تم الإعلان عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا «كوفيد-19» في الجزائر لرعية إيطالي، وبعد أربعة أسابيع ناهز عدد الإصابات 264، فيما يجمع الأخصائيون في الصحة، على أن الأسبوعين المقبلين يكونان موعدا حاسما، ومن ثمة الحل بيد المواطنين، بين الالتزام الطوعي بحجر صارم ونجاة، أو الاستهتار ومصير لا ينبغي التهاون معه.
تكتسي الأيام القادمة أهمية بالغة في مواجهة الوباء، على اعتبار أن فترة حضانة الفيروس، لاسيما للمئات الذين قدموا على متن رحلات جوية، (تبدأ الأعراض والإصابات في الظهور) وسيكون الحجر الصحي الذاتي أنجع سبيل للوقاية وتعزيز جبهة وقف انتقال العدوى.
من هذا المنطلق، فإن مصير الجزائريين بين أيديهم، فإما أن ينقذوا أنفسهم وذويهم، وإما أن يُلقوا بهم للتهلكة دون علمهم حتى، كيف ذلك؟، لأن، بحسب الخصائيين، 80٪ من المصابين يجتازون المرض تقريبا دون الشعور به، أو تكون الأعراض خفيفة لديهم، لكن بقدر ما يكون الفيروس ضعيفا أمامهم، بقدر ما تكون قدرتهم لنقله إلى الآخرين قوية، ما يستدعي الحذر والحجر الذاتي، كخطوة وقائية إحتياطية، تجنبا لانتشار العدوى بحصر مكان الانتشار.
اتخذت الدولة جملة قرارات، بفرض حجر تام على ولاية البليدة، مع حظر تجوال ليلي في الجزائر العاصمة المصنفة في المرتبة الثانية من حيث الإصابات. وكانت أولى الحالات بمدينة الورود، خلال وليمة وفّرت المناخ لاشتعال فتيل كورونا. ولمحاولة تقييد تحرك وتنقل المواطنين، ألحت السلطات العمومية على أعلى مستوى اعتماد الحجر المنزلي، باعتباره أنجع سبل الوقاية، لتكون الكرة في مرمى المواطن.
هذا الأخير، استجاب في غالبيته لنداء الأطباء والسلطات، وبات لا يخرج إلا لقضاء الحاجيات الضرورية، على أن يخرج فردا واحدا من العائلة فقط، لكن الأمرد غير كاف، قياسا إلى بعض السلوكيات السلبية. فعلى سبيل المثال، وتحت عنوان التضامن، يتم بيع البطاطا والسميد وغيره، فتتشكل تجمعات مصغرة، تعتبر خطيرة في هذا التوقيت بالضبط، على اعتبار العدوى تنتقل بسرعة كبيرة، في وقت مددت فيه دول، على غرار ألمانيا مثلا، مسافة الأمان من متر إلى مترين.
لذلك، فإن توخي الحذر والابتعاد بحوالي مترين بين الأشخاص، والأحسن تفادي الخروج إلا للضرورة القصوى، لاسيما وأن الدولة اتخذت إجراءات هامة، لاسيما للطبقة الشغيلة، سواء بتسريح 50٪ من العمال، أو باعتماد صيغة العمل عن بعد عندما تكون متاحة، في محاولة لتسهيل الحجر الذاتي، غير أن الإشكال بالنسبة لشريحة عمال لا يستهان بها، تحصل قوتها من عملها اليومي، ينبغي التكفل بها في إطار عمل تضامني.
ويكون الحجر الصحي الذاتي حاسما، بمثابة طوق نجاة، ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد.
وتعدّ إيطاليا مثالا حيا عن الكارثة التي تسبب فيها الفيروس، إذ وعلى مدار يومين متتاليين بلغ عدد ضحاياه 800 إيطالي في يوم واحد، وهو رقام مرعب، يكون له أثر بالتأكيد على تصرفات المواطن الجزائري الذي يتعين عليه أخذ العبرة من غيره.