طباعة هذه الصفحة

قدوة في التميّز والإحترافية

ذكريات لا تنسى مع فقيد الإعلام الوطني

بقلم فؤاد بن طالب

وداعا أيها الصديق والأخ الراحل الذي احترق من أجل ازدهار الإعلام الجزائري... وداعا أيها المناضل الكبير في ترقية مهنة المتاعب، عزالدين بوكردوس رحمه الله الذي ذاع صيته في الستينيات والسبعينيات والثمانينات عبر الإذاعة الوطنية والتلفزة الوطنية، قبل تعيينه مديرا عاما لجريدة «الشعب» حيث جسد العديد من البرامج السياسية والاجتماعية باتقان واحترافية تشهد له.
برز المرحوم عزالدين وهو شاب في صفوف إعلام زمانه وكان واحدا من الذين لا يعرفون لا الملل ولا الكلل في التغطيات هنا وهناك، لا سيما تلك التي تتذكرها الأجيال إلى الأبد، حرب لبنان، حيث تمكن من إيصال صوته مشفوعا بصور حية من قلب الحدث عبر التلفزة والإذاعة واعتبر بطل التغطية التاريخية التي لا تسند إلا للكبار من وزن عزالدين الاسطورة المتميزة في نشاطه المعتاد سواء في الإذاعة أو التلفزة حتى أسندت له مهام المدير العام لجريدة «الشعب» ليكون قدوة في التميز والاحترافية.
عزالدين الرمز، نجم سطع في مجال الإعلام، كان يصول ويجول عبر الولايات لتغطية الأحداث الوطنية الهامة، مرافقا لكبار رجالات الدولة الجزائرية، حيث كانت تغطياته شاملة ومتقنة ومكتوبة بحروف من ذهب، أهله لتقلد منصب المدير العام لجريدة الشعب لعدة سنوات قدم فيها الكثير وأعطاها روحا جديدة في الإبداع الإعلامي من حيث الشكل والمضمون وهذا بفضل عزيمة وإرادة هذا الرجل وخبرته المهنية وطاقمه الذي عمل معه.
وقد سجلت توجيهاته الهادفة آنذاك جرعة أكسجين إضافية لهذا العنوان الذي يواصل المسيرة من حسن إلى أحسن بفضل زملائه الذين يحرصون على بذل مجهودات متميزة باحثين دوما عن تطوير العنوان الخالد رمز الإعلام المكتوب.
كما تميز المرحوم عز الدين بأخلاق عالية وثقافة واسعة وحبه للجزائر وكرس قلمه دفاعا عنها وتماشيا مع سياسة البلد الإستراتيجية، لأن عنوان جريدة الشعب خرج من رحم الثورة بعد الاستقلال مباشرة وسيبقى رمزا من رموز هذا الوطن العزيز علينا جميعا، أين مرت على الجريدة أسماء لها وزنها ومكانتها، اليوم جيل الاستقلال يؤدي مهمته على أكمل وجه ضمن خريطة طريق إعلامية غايتها الابقاء على ام الجرائد مدرسة الاعلام الوطني اليوم وغدا.
نم هنيئا عزالدين فقد رحلت عنا لكن أعمالك تبقى الشاهد الحي على مسيرة نضال لإعلاء صوت الاعلام الوطني المشبع بقيم الوطنية.