طباعة هذه الصفحة

العربي عبد اللاوي :

«الأسرة الرياضية تؤدي الواجب الوطني بكل ما تملك من إمكانيات

حاورته: نبيلة بوڤرين

وصف رئيس الاتحادية الجزائرية لرفع الأثقال، العربي عبد اللاوي، في حوار خاص لجريدة «الشعب» الهبّة التضامنية التي قامت بها الأسرة الرياضية بالعادية، لأنها واجب وطني لابدّ منه لمساعدة المتضررين، وفي نفس الوقت لتوعية المواطنين بحكم المكانة الكبيرة للرياضة وسط شبابنا، من أجل الالتزام بالحجر المنزلي لتفادي مخاطر الإصابة بفيروس كورونا لأنه سريع الانتشار، بهدف حماية أنفسهم والآخرين، كما أثنى على دور الإعلام بكل أنواعه في العمل الكبير الذي يقوم به لإيصال رسائل التوعية.

«الشعب»: ما هو تعليقك على الهبّة التضامنية التي قامت بها الأسرة الرياضية ضد وباء كورونا؟
«العربي عبد اللاوي»: كلنا نعلم مدى تعلّق الجزائريين بالرياضة والرياضيين، خاصة فئة الشباب، ما جعلنا نبادر في حملة التوعية على أوسع مجال، منذ البداية، لكي يتضح للجميع أن الوضع خطير بسبب الإنتشار السريع لوباء كورونا المستجد، الذي مسّ كل العالم لحماية أنفسهم والآخرين في نفس الوقت، ومن جهة أخرى، فإنّ الأسرة الرياضية التي طالما كانت حاضرة في كل المواعيد التي تمر بها الجزائر مهما كان نوعها أو شكلها، وهذه المرة نحن نعيش مأساة حقيقية تتعلق بالوضع الصحي الذي توجب علينا أن نكون يد واحدة لتقديم المساعدة والدعم، كل طرف حسب الإمكانيات التي يملكها، وهي مبادرة جدّ عادية لأننا أبناء وطن واحد وكلنا أمل في أن تعود الأمور لطبيعتها في أقرب الآجال بحول الله.
كيف ترى قرارات المسؤولين بتوقيف كل النشاطات والتجمعات الرياضية في وقت مبكر؟
 القرارات التي اتخذتها وزارة الشباب والرياضة بمعية ما نتج عن توصيات ومشاورات رفقة وزارة الصحة التي كانت تتابع كل المستجدات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا الخطير صائبة وفي محلها، خاصة أنها جاءت في وقت لمنع الاحتكاك بين الرياضيين، خاصة أنّ الرياضة تعرف توافدا كبيرا للجمهور، ما يعني أنها كانت في محلها بمنع انتشار كوفيد 19 القاتل، كما أنها ساعدتنا كثيرا في إقناع الرياضيين للتوقف عن التحضيرات، من خلال التعليمة القاضية بغلق القاعات وكل المنشآت الرياضية، حيث عملنا على تطبيق القرارات بحذافرها، من خلال التعليمات الصارمة التي قمنا بتوجيهها لكل المعنيين، على مستوى الرابطات الجهوية بما أن الأمر يتعلق بالصحة وهي أولى من ممارسة الرياضة.
: كيف تم ذلك ؟
  بداية، حملة التوعية إنطلقت من الوسط الرياضي، حيث قمنا بإقناع الرياضيين بضرورة الالتزام بالحجر المنزلي لتفادي مخاطر الإصابة بفيروس كورونا، الذي يهدّد العالم بأكمله، بالنظر لسرعة انتشاره بين الأفراد، ومن دون شك فإنهم كانوا متخوّفين في الأول، خاصة عناصر النخبة لأنهم مقبلين على مواعيد قارية ودولية هامة، في مقدمتها الألعاب الأولمبية بطوكيو، لكن بعدما تم إصدار قرار بغلق كل القاعات من دون شك لم يبقى الخيار سوى البقاء في البيوت والعمل وفق البرنامج الذي قام بتسطيره المدربين، من أجل ضمان الحفاظ على اللياقة البدنية للرياضيين واتباع النصائح والإرشادات التي تقدمها وزارة الصحة..
 ما هي رؤيتكم في قرار تأجيل الألعاب الأولمبية بطوكيو إلى غاية 2021؟
  تأجيل الألعاب الأولمبية بطوكيو لعام 2021، قرار صائب وفي محله بالنظر للوضع الصحي السائد في العالم والذي اضطر الرياضيين للتوقف عن التحضيرات، وفي نفس الوقت تم تغيير كل مواعيد المنافسات التي كانت مبرمجة، ما يعني جلّ المعنيين غير جاهزين سواء من الناحية البدنية أو النفسية، وبالتالي فإن الأمور ستعرف توازنا بما أن الرياضيين سيستفيدون من سنة إضافية للتحضير، وسينطلقون من نقطة البداية والجميع يعرف أن الرياضي يتأثر عندما يبتعد لأكثر من أسبوع عن الميدان، ويتطلب فترة من أجل استرجاع لياقته لكي تكون المنافسة في هذا الموعد الكبير في أعلى مستوى لها من الناحية الفنية، وكلنا أمل في أن تكون العناصر الوطنية على أتم الاستعداد لتشريف الجزائر بحول الله.
ماذا عن الاستراتيجية التي ستتبعونها بعد نهاية وباء كورونا؟
 حاليا نأمل أن تزول هذه الوضعية التي بسببها توقفت كل النشاطات من بينها الرياضية، لأن الأمر يتعلق بالصحة التي تبقى قبل كل الأولويات، وبعدما تعود الأمور لطبيعتها بحول الله سنجتمع مع كل الأطراف لتحديد البرنامج المستقبلي، من خلال التطرق لكل الأمور والنقاط التي تتعلق بالموسم الرياضي على الصعيدين الوطني والدولي، حيث تنتظرنا البطولة الجهوية والتي ستكون مؤهلة للبطولة الوطنية التي ستكون بعد شهر رمضان بمدينة مغنية، بينما تنتظرنا البطولة الأفريقية التي لم يحدد تاريخ إجرائها، بعدما كانت مبرمجة في الشهر الجاري بجزر موريس، وكذا بطولة العالم للأواسط برومانيا والتي كانت مقررة في مارس الماضي، إضافة للبرنامج التحضيري للعناصر الوطنية المقبلة على مواعيد دولية أخرى في صورة وليد بداني المتأهل للأولمبياد، حيث سنتطرق لكل هذه المواعيد والنقاط.
 ما هي الرسالة التي توجهها للجزائريين خلال الفترة الحالية؟
 الوضع خطير جدا والدليل في الإحصائيات الكبيرة للوفيات، الذين راحوا ضحية هذا الوباء القاتل، وعلينا أن نأخذ العبرة من إيطاليا، فرنسا واسبانيا بالرغم من الإمكانيات الكبيرة التي يملكونها إلا أنهم عجزوا عن السيطرة على الوضع، ومن هنا أقول لكل الجزائريين وأطلب منهم البقاء في البيوت وإتباع النصائح والإرشادات التي تقدمها وزارة الصحة، من خلال الالتزام بفترة الحجر المنزلي للقضاء على الفيروس والتقليل من عدد الإصابات، لأن الأمر خطير ويجب أن لا نتهاون للحفاظ على حياتنا وحياة الآخرين كما أضيف نقطة أخرى.
ما هي تفضل؟
أوجه تحيّة كبيرة للإعلاميين الذين يواصلون أداء مهامهم بكل احترافية وجدية بالرغم من الظرف الصعب، حيث تقوم الأسرة الإعلامية بدور كبير في توعية المجتمع بخطورة فيروس كوفيد 19، والنتائج الوخيمة التي ستنجم في حالة عدم اتباع نصائح المختصين وحسب اعتقادي الرسالة .. وأتمنى أن يتبع كل الجزائريين الإرشادات للخروج بأقل الأضرار..