طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

قدوة للأجيال

حامد حمور
17 أفريل 2020

احتفلنا، بحر هذا الأسبوع، بمرور 62 سنة عن إنشاء فريق جبهة التحرير الوطني، الذي ساهم بشكل فعال في إسماع صوت الثورة التحريرية في مختلف أنحاء العالم، حيث أن المهمة النبيلة للفريق جعلته رمزا حقيقيا وقدوة لمختلف الأجيال.
 يبقى 13 أفريل 1958، راسخا في أذهان كل الجزائريين، لما قرّر لاعبون جزائريون محترفون في عديد الأندية الفرنسية، مغادرة أنديتهم لتشكيل فريق جبهة التحرير الوطني... فبالرغم من أنهم كانوا نجوما في فرقهم، إلا أنهم اختاروا النضال في قضية عادلة لتحقيق استقلال الجزائر.
وقد أحدث واقع مغادرة هؤلاء النجوم لأنديتهم صدى إعلاميا كبيرا في مختلف وسائل الإعلام الأوروبية آنذاك، وتصدر الحدث العناوين الأولى، بالنظر لمكانة اللاعبين الجزائريين في فرقهم.
أسماء لامعة في كرة القدم أنذاك، على غرار مخلوفي، سوكان، بخلوفي، زيتوني، عمارة، كرمالي، لعريبي، رواي... إلتحقوا بفريق جبهة التحرير الوطني وذلك بتونس، لتكون الانطلاقة لمسيرة ذهبية على الصعيدين النضالي والرياضي.
فالمحطات العديدة التي كانت لهذا الفريق الرمز، تبقى راسخة في ذاكرة الثورة التحريرية من خلال المقابلات التي خاضها في عديد العواصم الأوروبية، العربية والأسيوية... فكان النجاح باهرا في إسماع دوي الثورة التحريرية، لا سيما وأن المستوى الكبير للاعبينا جعلهم يجلبون انتباه وإعجاب كل المتابعين لمقابلاتهم.
فالمهمة الكبيرة للاعبي فريق جبهة التحرير الوطني تمت بصفة مميّزة، بفضل الروح النضالية في خدمة وطنهم... كما أنهم وبعد تحقيق استقلال الجزائر واصل أعضاء الفريق مهامهم في ترقية كرة القدم الجزائرية.
فقد قدم أعضاء الفريق الكثير للأندية الجزائرية التي التحقوا بها كلاعبين ومدربين بكفاءات احترافية، جعلت النتائج تظهر في عديد المحطات، على غرار تتويج المنتخب الوطني بالميدالية الذهبية في الألعاب المتوسطية 1975 والألعاب الإفريقية 1978 تحت إشراف المدرب رشيد مخلوفي... وحقق فريق مولودية الجزائر كأس إفريقيا للأندية البطلة عام 1976 بإشراف المدرب حميد زوبا، وتوج المنتخب الوطني بكأس افريقيا بقيادة المدرب المرحوم عبد الحميد كرمالي... الى جانب وصول هؤلاء المدربين إلى نتائج معتبرة في البطولة أو مع الفرق الوطنية المختلفة عبر إستراتيجية تكوين جد قيّمة.
وحياّ رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، فريق جبهة التحرير الوطني بمناسبة الذكرى 62 لإنشائه، قائلا: «كل التقدير والاحترام للاعبي فريق جبهة التحرير الوطني، هذا الفريق الذي ناضل من أجل تحرير الجزائر... نعتبرهم قدوة ونفتخر بهم... نحن محظوظون ضمن المكتب الفيدرالي بوجود محمد معوش معنا وهو عضو من هذا الفريق الرمز».