طباعة هذه الصفحة

رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك «الأمان»

التقنين والمراقبة... الحلقة الضائعة

حبيبة غريب

يجد المتتبع للومضات الإشهارية التي تقدمها القنوات التلفزيونية خلال هذا الشهر الفضيل، نفسه بين «ماركات» القهوة والطماطم والتونة والعصير وكذا المكملات الغذائية التي تساعد حسب مضمون المادة الإشهارية على الحل النهائي لمشاكل الكولون.
ما هو وقع هذا الإشهار التلفزيوني على المستهلك وهل يقدم بمعايير تحترم خصوصيات العائلية الجزائرية واحتياجاتها وماذا عن احترام فترات البث ومواقيتها؟ هي أسئلة طرحتها «الشعب» على حسان منور رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك «الأمان».

كشف حسان منور في رده على الأسئلة المطروحة أعلاه، أن الجمعية الوطنية لحماية المستهلك «الأمان»، قد طالبت، منذ سنوات، بتقنين الإشهار الذي يبث على القنوات التلفزيونية والخاص بالمواد الاستهلاكية والغذائية خاصة، هذا بعد ما لاحظنا أن الكثير من الومضات الاشهارية التي تبث كاذبة ومضللة للمستهلك.
وأشار منور، انه يعي كل الوعي «أن الكثير من القنوات التلفزيونية والوسائل الإعلامية بصفة عامة تعيش على الإشهار، وقد أصبح الكثير منها يقبل بكل مادة تقترح عليه من باب الربح والاستمرارية، إلى حد أصبح فيه المشاهد في الشهر الفضيل ضحية «لضجة إعلامية ممنهجة»، تعتمد بث فقرات إشهارية وقت الإفطار تدوم قرابة 20 دقيقة، تتكرر فيها نفس الومضات لنفس المادة»، في حين هو الوقت الذي تجتمع فيه كل العائلات الجزائرية على مائدة الإفطار وأمام التلفاز وهي تتطلع إلى مادة ثقافية ترفيهية أكثر من الإشهار.
للأسف الشديد، يضيف منور قائلا: إن هذا هو الوقت الذي تختاره القنوات التليفزيونية لتفرض على المشاهد أو المستهلك، استهلاك الذي يفرض عليها مشاهدة واستهلاك الإشهار لمكملات غذائية وعمليات استشفائية تجميلية. وهنا ندعو المستهلك أن لا يستسلم في الكثير من الأحيان لهذه الضجة الإعلامية، ولا يتبع كثيرا الإشهار الكاذب والمغالط الذي يدفع به إلى الاستهلاك «بالعين» والتسوق بدون احتياج وبالتالي الوقوع في التبذير.
ويتأسف منور لغياب ثقافة استهلاكية عند الجزائريين، الأمر الذي دفع بالمتعاملين الاقتصاديين إلى استغلال غفلة المستهلك واستعمال الوسائل السمعية البصرية للتسويق لمنتجاتهم وحتى اللجوء إلى استعمال مفاهيم بعيدة عن اللغة المتداولة وأسلوب منحط».
ويرجع محدثنا إلى أهمية تقنين الإشهار السمعي البصري، وخاصة في ما يتعلق بكل مادة غذائية خاصة بالأطفال، على أن لا تبث من 17:00سا إلى 21:00 سا، كما هو متداول في الدول الغربية، إضافة إلى ضرورة أن تكون للمكملات الغذائية المشهر بها رخصة حتى نتأكد من صحتها وسلامتها على حياة المواطن».
ويرى رئيس الجمعية ضرورة التحسين والرفع من المستوى الفكري للمشاهد من خلال الإشهار، وانه لابد للمتعامل الاقتصادي أن يساهم في التوعية ونشر الثقافة الاستهلاكية الصحيحة، فيما ينبغي لوزارة الاتصال أن تقنّـن وتراقب هذه المواد الاشهارية وتدقق في الكثير من ما يبث ويّذاع على القنوات، حماية للمستهلك بالدرجة الأولى وللمجتمع بالدرجة الثانية؟
وعلى سبيل المثال، يضيف منور، لابد أن تكون هناك تعليمات تحسيسية لحماية صحة المواطن مثل الحث على التقليل من السكر والملح ومعرفة مخاطر الإكثار من تناول القهوة والشوكولا والحلويات، وأهمية تناول الأغذية الصحة، مقترحا بالمناسبة أن يسمح للمجتمع المدني وجمعيات حماية المستهلك بالقيام هي الأخرى بومضات إشهارية تحسيسية في هذا الشأن.
«نحن نريد توعية شاملة وآمنة للحفاظ على صحة المستهلك، خاصة في رمضان أين يكثر، للأسف، الاستهلاك بصفة عشوائية غير ذكية ولا صحية». وندعو، يقول، إلى مرافقة سياسية للتفكير في منظومة استهلاكية جديدة، ودراسات لما يتطلبه المشاهد وما ينبغي أن يقدم له من إشهار يتركز على اللغة السليمة والأسلوب والحس الفني والإبداعي، واستعمال الممثلين المحترفين وعدم الاستعانة بالأطفال واستعمال الألفاظ الركيكة».
«القنوات التلفزيونية مطالبة اليوم وأكثر من ذي قبل بالسعي لتطوير الثقافة الاستهلاكية للحد من انتهازية المتعاملين الاقتصاديين وسعيهم لتسويق منتجاتهم والربح على ظهر المواطن»، فلابد ـ يقول منور ـ من حماية المشاهد والأسرة الجزائرية من سلبيات الإشهار الذي يدفع إلى الاستهلاك غير العقلاني وللتبذير..».