طباعة هذه الصفحة

مبادرات كشفت كفاءة الشباب ببومرداس

 نماذج طبية وقائية لمواجهة كورونا

بومرداس..ز/ كمال

كشفت جائحة كورونا وما خلقته من تحديات كبيرة، خاصة على قطاع الصحة ببلادنا وما واجهته الأطقم الطبية من صعوبات في بعض المؤسسات الاستشفائية، بسبب قلة الإمكانيات في مواجهة الداء، عن الكثير من المبادرات الإنسانية في مجال التضامن الاجتماعي مع الفئات الهشة، وأخرى أخذت بعدا تقنيا وتكنولوجيا ساهم فيها باحثون ومهندسون الذين قاموا بإنجاز تصاميم لأجهزة تنفس اصطناعي، أنفاق تعقيم بالمستشفيات ومخابر تكفلت بإنتاج محلول التطهير الهيدروكوحولي.
سارعت عدة هيئات ومؤسسات ومختبرات علمية بولاية بومرداس إلى المساهمة في مواجهة فيروس كورونا الزاحف، استجابة لحجم التحديات الكبيرة التي تركتها الجائحة وضغطها الكبير على قطاع الصحة، حيث ظهرت الكثير من المبادرات الشبانية البسيطة لكنها جد فعالة في التقليل من تأثير الوباء، وخطوة أولى نحو تطوير مثل هذه الأفكار المبدعة وإرجاع الثقة بالنفس وقدرة الكفاءات الوطنية على صنع التحدي، خلال الأزمات والاتكال على المجهود الوطني.
ومن الأمثلة عن المؤسسات التي ساهمت بشكل كبير في دعم المجهود المحلي في مواجهة الفيروس هي جامعة بومرداس بمخابرها العلمية والتكنولوجية، التي قدمت كميات كبيرة من منتوج هلام الهيدروكحولي الموجه لعملية التطهير وتنظيف الأيدي، خاصة مع بداية الجائحة التي عرفت اضطرابا كبيرا ونفاذ سريع للمواد الطبية وشبه الصيدلانية كالكمامات والمحلول المطهر، حيث ساهمت هذه الإعانات في الاستجابة النسبية لحجم الطلب على الأقل بالنسبة لمستخدمي قطاع الصحة والهيئات المجندة في الميدان.
وقد ساهمت هذه المبادرة الأولى التي لقيت استحسانا كبيرا وتشجيعا من قبل الدوائر المحلية، في تقديم مشاريع علمية أخرى شملت أجهزة للتنفس الاصطناعي ونموذج لمشروع نفق مطهر متحرك يشتغل بالطاقة الشمسية ومخصص للأماكن التي تفتقد للكهرباء، إضافة إلى مشروع تحويل المركب الكيمياوي من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة المستعمل في تعقيم الفضاءات العامة والمستشفيات كإجراء وقائي ضد فيروس كورونا، والذي سيودع لاحقا لدى المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
كما ظهرت عدة مبادرات محلية أخرى من قبل مهندسين متخصصين في الصيانة الصناعية اجتمعوا تحت مظلة الجمعية الوطنية»مهندسون بلا حدود»، حيث قاموا بعمليات صيانة وإصلاح لمختلف الأجهزة الطبية بالمستشفيات ومنها أجهزة التنفس الاصطناعي التي تحولت إلى أهم الوسائل الطبية لمواجهة الوباء ومساعدة المرضى في الحالات المستعصية بمصلحة الإنعاش على التنفس، وكلها محاولات أبانت على الطاقات الكامنة لدى الشباب الجزائري الخلاق القادر على صنع التحديات في حالة توفر المناخ الملائم والتشجيع والمرافقة المستمرة في الميدان.