طباعة هذه الصفحة

في قلب الجائحة

صحافيون برهنوا عن وفائهم للمهنة

البليدة: لينة ياسمين


لم تمنع الجائحة العالمية بعض الأوفياء لمهنة الإعلام من مواصلة العمل، حالهم حال أصحاب المآزر البيضاء.
ظهر ذلك في المتابعة اليومية لأخبار المرضى والوباء، ونقل كل صغيرة عن أحوال الناس، وهي المهمة التي تكفل بها أصحاب الأقلام والميكروفونات في البليدة، مثل بقية ولايات الوطن ولم يرعبهم الفيروس أو يثني عزيمتهم عن التوغل إلى قلب المصالح الموبوءة.
«الشعب»، نقلت صورا لبعض جنود القلم والأثير، في خضم الحدث والحوادث.
غنية... الإعلامية التي كسرت الخوف
لم تتخلف عن نقل المعلومات للندوات الصحفية المنظمة بمقر الولاية، أو المشافي. ولم تغب عن تغطية الرسميين من وزراء وإطارات. زارت البليدة في عز انتشار الجائحة، وفي خضم الحجر الصحي شاملا كان أو جزئيا، وهي تعترف في عفوية وحديث عابر أنها تركت أطفالها وعائلتها، وحملت مسجلتها وقلمها ومدونتها، وخرجت لتغطي الأحداث وتنقل الأخبار.
أحيانا تقول إنها تكون خائفة من أن تصاب بعدوى أعراض المرض القاتل، وعملها في الولاية التي تم فرض حجر صحي كامل استثنائي، على عكس ولايات الوطن. فالتوتر هنا يكون مضاعفا، لكنها تحملت الواقع وتحاملت على نفسيتها، حتى تنير القراء والجمهور الواسع بالمعلومة والخبر اليقين. وفي المساء تعود إلى صغارها، ملتزمة بالتدابير الصحية، لسلامتها وسلامة أطفالها وهم يهللون فرحا، مسارعين لاستقبالها بابتسامة البراءة.
عادل... من الكوليرا إلى كورونا  
اعتاد الشاب «عادل»، أن يكون سباقا في نقل الأخبار أولا بأول، لم تردعه لا «الكوليرا» في صائفة 2018، ولا «كورونا» في العام الجاري، وتسلل إلى داخل المشافي والمراكز الاستشفائية كاسرا خوفا عميقا، لدرجة أنه فضل إخفاء الأمر عن أسرته.
يقول، أن تجربته وتعاطيه مع انتشار «الكوليرا» منذ عامين، وأحداث صحية أخرى، زادته صقلا في العمل وخبرة. وفي عز الوباء عمل وأقحم معه صديقه «إلياس»، وقابل مرضى مصابين بفيروس الوباء القاتل، بمصلحة الأمراض المعدية في الوحدة الاستشفائية ببوفاريك، وحاورهم ونقل عنهم النصيحة والواقع المؤلم الذي عاشوه، كما نقل أخبار حالات نادرة من مسنين وعجزة تماثلوا للشفاء.
أمين... من البحث الأكاديمي إلى أحضان الوباء
في زاوية متقاربة، كان للشاب المتخرج منذ فترة قصيرة من قسم علوم الإعلام والصحافة بجامعة البليدة-2 في العفرون، تجربة ميدانية، رمت به مباشرة إلى قلب الإعصار وأحضان الوباء، وعبر في أكثر من مرة، أن العمل الميداني ليس له مقابل، ولا يمكن أن يحضر حتى في ذهنه وهو طالب بالجامعة، وهو من المحظوظين الذين وجدوا أنفسهم في عز الحدث، وليس نادما أنه شارك وحضر بعض التغطيات ونقل أخبار الوباء.