طباعة هذه الصفحة

مختصون في الصحة يؤكدون:

أجهزة التكييف لا تنقل فيروس كورونا

خالدة بن تركي

استبعد مختصون في الصحة العمومية، أن تسبب أجهزة التكييف المنزلية والسيارات عدوى فيروس كورونا، نافين بذلك كل التحذيرات بعدم استعمالها، رغم درجات الحرارة المرتفعة، مستندين في ذلك إلى طرق انتقال الفيروس التي لا تتناسب والأطروحة وكذا الأبحاث الأخيرة في كل من ألمانيا بريطانيا والصين التي لم تثبت الفكرة، مشددين على ضرورة الابتعاد عن التهويل وتنظيف المكيفات باستعمال الوسائل الوقاية.
أجمع المختصون أن الأمر ضعيف الطرح من الناحية العلمية، على حد قول الدكتور عبد الحميد بوعلاق، منسق الأمراض المزمنة في تصريح لـ «الشعب»، رغم ما تدلي به بعض الجهات، غير أنها لم تثبت علميا. لأن الفيروس، مهما طالت حضانته، لا يمكن أن يبقى في المكيف الذي يخرج الهواء إلى الشارع، مشيرا أن فترة الحضانة زالت والفيروس في فترة تراجع ولا يمكن استقراره في هذه التجهيزات التي تحتاج - بحسبه - إلى التنظيف المستمر فقط.
وأضاف، أن الاحتمال يمكن زواله بوضع المكيف في درجة حرارة عالية لا يتحملها الفيروس وتحويله بعدها إلى درجة منخفضة وهذا شيء غير مؤكد علميا. غير أن الجانب الطبي أثبت أن الوباء في فترة التراجع، ما يلغي هذا الاحتمال، حتى المختصون في الأجهزة الكهرومنزلية لا يستطيعون جزم شيء لم يثبت، خاصة وأن الفيروس جديد من حيث النوع والتركيبة.
من جهته أكد الأستاذ لخضر عشوي، مختص في الصحة العمومية لـ «الشعب»، أن طرق انتقال الفيروس معروفة وتتنافى مع فرضية نقل المكيفات الهوائية الوباء عن طريق الهواء وتمر عبر قنوات المكيف الذي يبقى الاستعمال المفرط له في موجة الحر خطرا يستدعي تفادي التعرض لتياراته الباردة، مشيرا زن التضارب جاء من منطلق أن الفيروس جديد وتركيبته جديدة والبحوث بشأنه مستمرة، غير أن طرق انتقاله متفق عليها.
وأشار المتحدث بخصوص مدى صحة الخبر، أن غياب المعلومات الكافية حول الوباء خوّل للبعض التحذير من أبسط الأسباب التي تؤدي الى الإصابة بالفيروس، بالرغم أن الدراسات حول تأثيراته أثبتت أنه لا ينتقل عن طريق الهواء، إنما عن طريق الرذاذ وفي الأماكن المغلقة فقط، أي أن المكيف يصبح مضرا في حال استخدامه في الأماكن العامة التي تحوي عددا كبيرا من الأشخاص، فتزيد احتمالية العدوى، لكن الاستعمال الفردي والمنزلي ووفق أساليب النظافة اللازمة يستبعد الاحتمالية التي تؤدي إلى التوتر والتهويل، ما يفرض عدم تصديق كل ما يروج خاصة مع الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد.
وأوضح عشوي، أن هواء المكيف يخرج للشارع ويقع في مكان عال من الغرفة لا يمكن نقل هوائه إلى الأشخاص، ما يلغي فرضية إمكانية الإصابة به، ما عدا في الأماكن العمومية، على غرار المحلات والمقاهي التي لا يجب أن تستخدم أجهزة التكييف، مؤكدا أنها مجرد فكرة منعزلة لا تستند لدليل علمي.
وفي رده على أن الحرارة الشديدة للمكيف تقتل الفيروس، قال إن جميع البحوث أثبتت أنه يموت في درجة حرارة تفوق 56، ما يعني أن حرارته لا تقتل الكورونا وبذلك فإن النظافة والتزام وسائل الوقاية الحل في الوقت الراهن،داعيا إلى الابتعاد عن كل أشكال التهويل التي من شأنها زرع القلق والتوتر في أوساط المواطنين.