طباعة هذه الصفحة

الدكتورة أسماء بن عبد القادر :

الصوم مدرسة لتعليم الصبر والأخلاق الفاضلة

المدية: علي ملياني

 الحركة في رمضان بركة وأجر مضاعف

أكدت  الدكتورة أسماء بن عبد القادر، من جامعة قسنطينة،في محاضرة لها «القيم السامية للعمل خلال الشهر الفضيل» ، تم نشرها في موقع دار الثقافة حسن الحسني بالمدية ، بأنه  « من بين المظاهر السلبية التي تحز في الأنفس ما نشاهده من كسل وخمول في رمضان، فهناك من يقلب ليله نهارا بالسّهر واللّهو، ونهاره ليلا بالنوم والكسل، وهذا مناف لغايات الصوم ومراميه، لأن الصيام مدرسة لتعليم الصبر والأخلاق الفاضلة والتربية على الطاعة والعبادة والعمل المتقن، والحركة في رمضان فيها بركة وأجر مضاعف،

لكننا نلاحظ الركود والركون والكسل وضعف الإنتاجية».
  اعتبرت  الأكاديمية ،تخصص شريعة و اقتصاد  مع غمرة الفرحة بغزوة  بدر ، بأنه « كثيرا من الأعمال تتوقف بسبب الصيام وعدم رغبة كل العمال في العمل بل وإن بعض البيوت تجدها ساكنة طوال النهار وهذا مناقض لمقاصد الصوم ومقاصد رمضان الذي يلقب بشهر العبادة والعمل لأنه وكما جاء في تفسير روح البيان لإسماعيل حقي في تفسيره للكثير من الآيات « ، مضيفة بأنه  « فقد أوجد الله تعالى النهار للعمل والعبادة وليس للنوم والكسل، فالعمل له قيمة اجتماعية ودينية كبيرة، وينبغي على المسلم أن يفضل دائما العمل والإنجاز وألا يكون عنصرا سلبيا وعالة في المجتمع، ثم إن النوم خلال رمضان يبث على التقاعس والخمول والشعور السلبي، ويؤدي كذلك إلى الإحساس بالتعب النفسي والجسدي، لذلك لابد من التصدي لكل تلك المشاعر السلبية تجاه العمل، ونلتزم الصبر وتحمل المسؤولية «.
استشهدت هذه المتدخلة في محاضرتها بعدة محطات تاريخية  ايجابية على أنه  «لنا في التاريخ الإسلامي دلائل وبصمات تثبت أن ما قام به المسلمون من نصرة للدين والدفاع عنه وتبليغ للدعوة عن طريق الجهاد في سبيل الله كان في شهر رمضان، وإن النصر الإلهي يرتبط ارتباطا وثيقا بالنفوس الطاهرة الزكية، لذا فإن أشهر غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم وقعت في شهر رمضان، ومن هذه الغزوات غزوة بدر التي فرق الله فيها بين الحق والباطل وكانت في السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، وحصلت غزوة فتح مكة التي وقعت في العاشر من رمضان من السنة الثامنة للهجرة وغيرها من الغزوات».
ثمنت  صاحبة هذه المداخلة قيمة العمل في  قولها « مثلما للعمل فائدة مادية ومجتمعية، فإن له ثوابا عند الله سبحانه وتعالى، فهو السلوك الذي اقترن بالعبادة، لذلك على المرء المزاوجة بين العمل والعبادة وأداء الطاعات والعبادات، وما أشد حاجة الإنسان خلال شهر رمضان للعبادة والتقرب إلى الله تعالى، فبالعمل والعبادة يحصل على ذلك، فيكسب أمورا كثيرة معا، من أجر مادي ورضا نفسي والأهم إرضاء الله عز وجل وكسب الأجر الأخروي ، ولكن مع هذه الظروف الاستثنائية التي نعيشها في هذا رمضان من حجر صحي بسبب الوباء، فمن لم تتح له فرصة العمل فليحاول إيجاد عمل لنفسه، وإلا فليغتنمها بتزويد وقت العبادة من قيام وصلاة وذكر والتفرغ للعبادات والطاعات،كالحرص على أداء النوافل المصاحبة لكل فريضة، وتلاوة القرآن وتدبر معانيه ومقاصده فقد سئل الزهري -رحمه الله- عن العمل في رمضان، فقال: (إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام). والمقصود بالتلاوة هو التدبر وفهم المعاني «، سائلة المولى عزّ وجل أن يرفع عنا هذا الوباء والبلاء، ويرزقنا الصحة والعافية ويشفي جميع مرضى المسلمين.