طباعة هذه الصفحة

نسبة المشاركة بلغت 20.01%

شبـاب يخرجـون ليلا احتفالا بفوز بوتفليقة

تيزي وزو: ضاوية تولايت

بلغت نسبة المشاركة بولاية تيزي وزو، 20.01%، أي 136.915 صوت من أصل 684.351 مسجل، حيث تبين أنه رغم احتلال ولاية تيزي وزو ذيل الترتيب من حيث نسبة المشاركة على المستوى الوطني، إلاّ أن هذه النسبة تعتبر إيجابية بأعين المتابعين للشأن السياسي والتي جرت أمام أعين المراقبين الدوليين، وقياسية وخيبت آمال الكثيرين الذين انتظروا هذه الفرصة لضرب استقرار المنطقة، إلا أن السكان ردّوا على دعاة المقاطعة وتوجهوا للتصويت.

حقق عبد العزيز بوتفليقة المرتبة الأولى بولاية تيزي وزو، حيث فاز بأغلبية الأصوات بعد عملية الفرز وتحصل على نسبة 59.76%، هذه النسبة كانت ردّا على دعاة المقاطعة ومنع المواطنين من التصويت بمنطقة القبائل، حيث بلغت نسبة المشاركة الإجمالية في استحقاق 17 أفريل بولاية تيزي وزو 20.01%.
ورغم أن هذه النسبة سجلت تراجعا كبيرا مقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة، إلا أن ذلك لم يمنع بعض المواطنين من أداء واجبهم الوطني.
 وفي ترتيب نسب المترشحين نجد علي بن فليس تحصل على المرتبة الثانية بـ27.25%، تلته المترشحة لويزة حنون بـ6.28%، وفي المرتبة الرابعة تحصل عبد العزيز بلعيد على 3.70%، بينما نجد في ذيل الترتيب كلاّ من علي فوزي رباعين بـ2.23%، وموسى تواتي بنسبة 0.69%.
سهرة شباب
جرت، أمس الأول، عملية فرز أصوات المواطنين بولاية تيزي وزو بمكاتب الاقتراع، البالغ عددها 1194 مكتب، في شفافية تامة بحضور المراقبين والملاحظين الدوليين، عقب انتهاء عملية التصويت في حدود الساعة السابعة مساء، على غرار كافة ولايات الوطن، حيث تم الإعلان عن نسبة المشاركة والتي بلغت 21.01%، ليشرع بعدها رؤساء المكاتب والأعوان في عملية الفرز.
مباشرة بعد الانتهاء من هذه العملية في حدود الساعة الثانية عشرة ليلا، تم الإعلان عن عدد المشاركين بالولاية وكذا الإعلان عن المترشح الأول الذي حاز على أغلب الأصوات، خرج عشرات الشباب بالولاية إلى الشوارع وتحت منبهات وأضواء السيارات والموسيقى العالية للاحتفال بهذا الفوز، الذي حققه المترشح عبد العزيز بوتفليقة والذي حاز أغلبية الأصوات.
أثناء تغطيتنا الحدث، كانت مدينة تيزي وزو تعمها الفرحة التي عبر عنها الشباب المستقلين سياراتهم وتعالت هتافاتهم «فيفا لالجيري» و»بوتفليقة رئيس»، هذا ما كان جل يردده الشباب في شوارع الولاية، رغم أن الساعة كانت متأخرة جدا، إلا أن هذا لم يمنعهم من التجمع بوسط المدينة مستبشيرين بهذه النتائج غير المتوقعة، وكذا سريان الانتخابات في هدوء وأمن وسلام.
محمد، شاب في العقد الثالث من عمره، وهو يقود سيارته رفقة جمع من الشباب، حاملين العلم الجزائري وصورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قال: «نحن مع بوتفليقة فقد منحنا الشغل وبفضله ودعنا مشكل البطالة وبفضله أصبحت الجزائر مستقرة وآمنة واسترجعت مكانتها عبر الدول»، ليصرخ الشباب الذين كانوا برفقته بصوت واحد: «تحيا بوتفليقة تحيا العهدة الرابعة».
هذه الأجواء الليلية تواصلت من هؤلاء الشباب ولم يتوقفوا عن التعبير عن فرحتهم إلا في حدود الساعة الثانية صباحا.
ونحن نتجول، نقلنا جملة من التصريحات حيث سألنا شابا كان مبتهجا ويحمل علما جزائريا فوق كتفيه عن سبب هذه السعادة، حيث أشار أن المترشح عبد العزيز بوتفليقة هو الوحيد الذي يمكنه المحافظة على استقرار البلاد، وسعادتنا بهذا الفوز هي سعادة بالأمن والسلام، خاصة منطقة قبائل، التي لطالما عانت الكثير من ويلات الإرهاب. وبسبب الرئيس عاد الأمن ونحن متفائلون بحكمة هذا الرجل، وأملنا كبير فيه في الخمس سنوات المقبلة لتنفيذ كافة الإصلاحات ومواصلة جل الإنجازات التي قام بها خلال سنة.
نفس الرأي ذهب إليه شيخ، الذي رغم كبر سنّه إلا أنه شارك الشباب في هذه الساعة المتأخرة من الليل وخرج بسيارته رفقة أفراد عائلته، حيث قال إن الجزائر تحتفل باستقلال آخر، ليصرخ «تحيا بلاد الشهداء وتحيا دم الشهداء».
عاشت الولاية إذاً يوما استثنائيا طبعه الترقب في ساعات المساء، لكن في مقابل هذا الترقب قسم السكان إلى قسمين؛ فمنهم من فضلوا التوجه إلى صناديق الاقتراع من أجل استقرار الجزائر، فيما فضل آخرون العزوف لأن الانتخابات «لا تقدم أيّ جديد».
ورغم ما ورد في تقرير أصدرته اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات الرئاسية، عن بعض التجاوزات، صبيحة يوم الاقتراع، بمنطقة مزرانة، حيث أشارت إلى محاولة بعض المواطنين غلق مكتب الاقتراع بالمنطقة ومنع فتحه في وجه المواطنين، إلا أن ذلك لم يؤثر في العملية الانتخابية بالولاية، بدليل أن هذا الأخير تم فتحه في الفترة المسائية، في الوقت الذي كان تواجد قوات الأمن مشهودا في الميدان، حيث اتخذت كافة الإجراءات الأمنية منذ الساعات الأولى للصباح تحسّبا لأي طارئ، حيث وضع رجال الأمن تقريبا في كل منافذ الولاية وكانت شوارع عاصمة جرجرة خاوية على عروشها ومحلات المنطقة مغلقة، عكس سالف الأيام العادية التي تعرف اكتظاظا وازدحاما ولا يخيل للذي تابع الأخبار المتعلقة بالمسيرات الحاشدة التي نظمت بمنطقة القبائل ولا للذي تابع الحراك السياسي المقاطع للانتخابات، أن يوم أمس الأول كان موعدا للانتخابات الرئاسية.