طباعة هذه الصفحة

تحذيرمن تكرار التجربة السورية ودعوات للحوار

موســى فكي: لا أحـد بـريء من الفشل في حل الأزمـة الليبية

أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، عن تأثره برؤية الأحداث الجارية في ليبيا، وهي أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، والمبادر الرئيسي في إنشاء الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أنه لا أحد بريء من الفشل في استمرار المأساة المثيرة للقلق التي تجري في هذا البلد.
وحمّل فكي في بيان للمفوضية نشره عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، بمناسبة الذكرى 57 لتأسيس الاتحاد الأفريقي، المجتمع الدولي مسؤولية استمرار الصراع في ليبيا وتفاقمه.
وأوضح، أن المأساة التي تعيشها ليبيا «تؤثر علينا بشكل بالغ، حيث لا أحد بريء من الفشل، بما في ذلك المجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية هائلة في استمرار هذا الصراع أو حتى تفاقمه».
وقال فكي في كلمة وجهها للأفارقة، إنه «من المؤثر أن نشهد هذه الذكرى وليبيا تعيش مأساة بالغة»، مناشدا القادة الأفارقة أن يكفوا عن انتظار الخلاص من الآخرين.
تأتي تحذيرات موسى فكي، بينما تمّ إعلان انسحاب معظم المرتزقة الذين كانوا يقاتلون مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر نحو وسط ليبيا عبر مدينة بني وليد، وبينما تواصل قوات حكومة الوفاق تقدمها جنوب طرابلس وتزايد التحذيرات من تكرار السيناريو السوري بسبب التدخلات الخارجية في تأجيج الصراع الليبي.
تقدم ميداني
في الأثناء أكدت قوات حكومة الوفاق سيطرتها على مواقع جديدة في محاور القتال جنوبي طرابلس، مما يشكل ضغطا إضافيا على قوات حفتر التي باتت في وضع صعب عقب انسحاب المرتزقة الذين يدعمونها.
وقالت إنها باتت تسيطر على 95% تقريبا من ضاحية عين زارة، كما أحرزت تقدما في محور الكاريزما الذي يشرف على المطار القديم وعلى منطقة قصر بن غشير الواقعة على الطريق نحو ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق العاصمة).
وأكدت قوات الوفاق، أنها أسرت في مواجهات، أمس الأول، 15 من مقاتلي حفتر، وقال ناشطون إن أحد الأسرى يحمل جنسية أجنبية لدولة أفريقية.
وقال مراسلون، إن قوات الحكومة المعترف بها دوليا تعمل حاليا على نزع أعداد كبيرة من الألغام زرعتها قوات حفتر بمناطق انسحبت منها جنوب طرابلس، وقتل حتى الآن مدنيان وعنصران من قوات الوفاق جراء انفجار ألغام مزروعة بالمنازل.
دعوات لاستئناف الحوار
وقد حذرت الولايات المتحدة من تكرار تجربة سوريا في ليبيا، وذلك بعد أن كشفت القيادة العسكرية الأميركية بأفريقيا (أفريكوم) عن نشر طائرات حربية أجنبية في ليبيا دعما لحفتر.
وقالت الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة ستعمل مع حكومة الوفاق الوطني وجميع الأطراف الجاهزة لإلقاء السلاح والتفاوض على حل سياسي.
في المقابل، نفى فلاديمير دزاباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي، أن تكون بلاده أرسلت عسكريين إلى ليبيا، أو أن يكون مجلس الاتحاد تلقى طلبا بالموافقة على إرسال قوات إلى هناك.
وفي موسكو أيضا، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال اتصال مع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب المنعقد شرقي ليبيا، ضرورة إطلاق حوار ليبي بمشاركة جميع القوى السياسية الفاعلة لوقف التصعيد العسكري.
تونس والجزائر مع الحل السلمي
هذا وقد دعت الجزائر على لسان رئيسها السيد عبد المجيد تبون، إلى احترام الشرعية الشعبية في ليبيا. فيما شدد نظيره التونسي قيس سعيد على ضرورة إيجاد حل للأزمة الليبية في إطار الشرعية الدولية دون تدخل خارجي. واتفق الرئيسان على «تكثيف الجهود من أجل فرض وقف إطلاق النار، كمقدمة لابد منها لتسهيل الحل السياسي بين الليبيين على أساس احترام الشرعية الشعبية الضامنة لسيادة ليبيا ووحدتها الترابية».
وأكدت تونس مجددا، موقفها من الأزمة في ليبيا، الداعي إلى ضرورة أن «أن يكون الحل ليبيا خالصا، يعبر عن إرادة الشعب الليبي صاحب السيادة والحق المشروع في تحديد مصيره بنفسه، دون تدخل أي كان».