طباعة هذه الصفحة

قصيدة

عَباءةُ رابعة..!

وليد جاسم الزبيدي/ العراق. (الى الدكتورة -خالدة الذكر- عاتكة الخزرجي..)

عباءةٌ..
عباءةٌ تؤطرُ روحــاً،
تُعمّدهـا: «قلْ أعوذُ..»
خيوطُهـا: تغزلُ حياة،
سوادُها: بياضُ تصوّف،
صومعةُ رابعة،
محرابُ الحلاّج،
عطـرها: نسيمُ بغدادَ الذي يحضن الخليج،
تصافحُ صبابتهُ الشامَ،
فتعاكسُ رملَ الحجاز،
لتحضنها مآذنُ المحروسة،
صوفيّةُ الظنون، والشّك، والعشق،
تضيءُ لياليَ «باريز»
تقفزُ نافورةً في حدائق السوربون،
يلوّنُ «بلاشير» أظفارها،
يحملُ «ماسينيون» أقنعتها وإشاراتِها
تشاكسُ عُذريةَ إبن الأحنف
حنينُها: أنا الله، أنا بغداد، أنا العراق..
شطحاتُها توميءُ نحو أزقةِ الأعظمية
فيرجعُ الصدى: نينوى...
عباءةٌ..
تنشرُ أطرافَها ،تنادي:
(أ سربَ القطا هل من مُعيرٍ...
لعلّي إلى منْ قد.....)
عباءتُها تتقاسمُها:
«فوزُ» ..التي تغارُ على ابن الأحنف،
«رابعةُ».. التي أيقنت سطوعَ نجمها
«عُليّة المهدي».. بين امتداد الترف الملوكي وعشق البياض،
صوتُكِ الهامسُ، موسيقى ترقصُ مع لألاء القمر؛على شاطيء دجلة.
خلعتِ عباءاتٍ تكشفُ عُريَ الطبيعةِ
فكانَ سفورُكِ حجاباً جميلاً..!!