طباعة هذه الصفحة

شعبة الفواكه بالمدية في تحسن مستمر

الكرز الأكثر طلبا يشمل16 نوعا محليا

المدية :علي ملياني

اعتبر توفيق عليان مستثمر فلاحي بدائرة العمارية بولاية المدية ، بأن تركيز الفلاحين على غراسة  الأشجار المثمرة من شأنه أن يبعث شعبة هذا القطاع من الفواكه دون اللجوء إلى الاستيراد، كاشفا بأن بساتين شمال الولاية تشتهر بإنتاج الكرز، التفاح ، البرقوق، والاجاص بكميات مقبولة جدا لسد حاجيات جزء من الطلب الوطني ،و أن عملية التخزين تتفاوت حسب  الموسم و من سنة لأخرى.
وأشار  عليان إلى أن فاكهة  الكرز « حب الملوك « الأكثر طلبا بالولاية تحصي قرابة  16 نوعا محليا ، وهناك أصناف مبكرة « البريكوس  «، وأصناف متأخرة ، منها ڨوار، البرلان ، البقالون « الأسود والأبيض « ، بما في ذلك باقي الفواكه ، حسب نوعية كل صنف ، ناعتا هذه الفواكه بأنها الأقرب إلى المنتجات الطبيعية بنسبة  100بالمائة ، كما أن الكميات المنتجة تتضاعف من سنة لأخرى  بفضل توفر بعض العوامل منها الإعتماد على النفس ،  الوعي الكبير بأهمية الفلاحة كبديل اقتصادي ، فضلا على  خصوبة الأراضي بهذه المنطقة  وظهور ما يسمى  بالفلاحة الحديثة ابتداءا من سنة 2000 .
 أوضح بأن نجاح فلاحي الولاية في  تطوير صنف الكرز ، راجع إلى  عدة أسباب  تقنية من بينها تحكمهم في عملية  التلقيم  نوعيات السنكلوسي ، الميريزي ، وتقصارين بشكل طفيف ، معددا المساحة  المستغلة في غراسة الأشجار المثمرة بدائرة العمارية  في حدود 3000 هكتار بالتقريب ، معتبرا بأن عملية انتاج فاكهة الكرز وانتشارها تتطلب معالجة خاصة  بدءا بالتلقيم ، حيث تتوفر الولاية على أكفأ المختصين ، علاوة على  أن الشجرة في حالة إهتمام الفلاح بها  فإنها تعطي الثمار في عامها الثاني ، غير أنه بالنظر  إلى قلة أعداد أشجار هذا الصنف صعب من عملية تصدريها إلى الخارج .
وأبرز أهمية اخضاع الجانب الفلاحي بشمال الولاية إلى التقنيات الحديثة في تطوير شعبة  الأشجار  المثمرة ، ووفرة منتجاتها  ، وهو ما سيمكن البلاد من الإستغناء عن استيراد بعض الفواكه من الخارج ، شريطة توفر السياسة الرشيدة  نحو هذا القطاع الإستراتيجي ، متسائلا إلى متى يبقى بعض المتدخلين في هذا المجال تحت رحمة  عدم تجديد رخص اقتناء الأدوية  الفلاحية الجيدة من الخارج؟ ، لكون ذلك ينقص من فعالية المعالجة الكيميائية للأشجار والغلال  ، والتي تنحصر، وفقه ،في المعالجة الشتوية ، المعالجة أثناء عملية  التزهير ، و المعالجة خلال  فترة الصيف  .
واقترن مسألة الحرص على الصحة في التقليل من فاتورة شراء الأدوية من الخارج بمدى  قدرتنا لمنح  الأولوية للإنتاج  الوطني في  مختلف الميادين الغذائية بدءا من الفاكهة ، مضيفا بأن هذا الإهتمام يجب أن يقابله توفير المزيد من الأحواض المائية أو السدود الصغيرة للسقي الفلاحي  ، مطالبا في هذا الصدد نيابة عن ممتهني  هذه الشعبة بضرورة سعي السلطات المحلية بهذه الولاية و العليا لتسريع عملية الإفراج عن مشروعي  السدين الذين تعهدت وزارة الموارد المائية والري  تجسيدهما في  أرض الواقع ، باعتبار أن قدم شبكات النقل الخاصة بسد العذرات باقليم دائرة العمارية وضواحيها باتت غير مؤهلة للتكفل بتوفير ماء السقي بسبب انكسارها في عدة  محاور، في وقت  هناك  العديد من المستثمرين من يرغبون في العودة إلى أراضيهم للمساهمة في  المجهود الجماعي المنشود باستغلال 70 بالمائة من الأراضي البور بهذه الجهة من الولاية ، دون تجاهل وجود بعض المشاكل منها  افتقار الفلاحين  للمسالك  الفلاحية بكل من بساتين مناطق البدارنة ، أولاد  التركي ، سيدي سالم ، الفرنة  ، و أولاد علي .
 اقترح عليان في هذه السانحة وجوب التفكير  في انجاز سوق للجملة للخضر والفواكه  بهذه الجهة سواء بإقليم  العمارية أو سيدي  نعمان لتمكين الفلاحين من تصريف منتجاتهم باريحية سواء من الجملة إلى التجزئة أو العكس ، مستغربا كيف أن تجار الخضر والفواكه بهذه الدائرة لا يزالون يتنقلون في عز أيام تفشي وباء كورونا إلى الأسواق المجاورة بولايتي البيلدة والعاصمة  لشراء منتجات بساتين دائرتهم،  مختتما  حديثه بالقول بأن الإستمرار في غرس شجرة الكرز سيخلص الكثير  من الجزائريين من بعض أمراض  العصر كالكلى ، المسالك  البولية ، و القلب والشرايين .