دخلت الاحتجاجات المنددة بالعنصرية، في الولايات المتحدة الأمريكية، أسبوعها الثاني، وتصاعد غضب المتظاهرين بسبب ما يعتبرون «عنف مفرط من قبل الشرطة»، فيما تتزايد الانتقادات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب طريقة تعاطيه مع الأزمة معتمدا على أسلوب مهاجمة المظاهرات.
ويتظاهر الأمريكيون منذ 25 ماي الماضي، احتجاجا على وفاة جورج فلويد ذي البشرة السوداء، اختناقا تحت ركبة شرطي جثم فوقه لمدة 9 دقائق، خلال عملية توقيفه. وتفجر الغضب من يوم لآخر، ومن ولاية إلى أخرى، خاصة بعد تصريحات الرئيس ترامب ودعوته إلى استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين وتهديده بإنزال الجيش إلى الشارع.
وسجلت ، المظاهرات أمس السبت أرقاما ومرتفعة كونها تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع، وحفزت أكثر عقب انتشار تسجيل مصور يظهر المزيد من انتهاكات عناصر تطبيق القانون بحق المتظاهرين.
وأثار الرئيس دونالد ترامب مزيدا من الجدل مع حديثه الجمعة عن «يوم عظيم» لفلويد بعد نشر معدلات البطالة منخفضة.
ووصف جوبايدن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، تصريحات ترامب بأنها «بصراحة حقيرة» فيما نزل الآلاف إلى الشوارع في أنحاء أمريكا لليوم العاشر على التوالي من المظاهرات المناهضة للعنصرية.
وشهدت العاصمة واشنطن، مظاهرات حاشدة أمس، شارك فيها عشرات آلاف الأشخاص. وكتبت رئيسة بلدية المدينة عبارة «حياة السود مهمة» (بلاك لايفز ماترز) بأحرف عملاقة على الطريق المؤدي إلى البيت الأبيض.
ونظمت، أمس، مراسم تكريم لفلويد في ريفورد بكارولاينا الشمالية، الولاية التي ولد فيها، في أعقاب مراسم أولى أجريت في مينيابوليس الخميس.
عنف الشرطة
في بوفالوبنيويورك، تم توقيف شرطيين عن العمل بدون أجر بعد أن ظهرا في مقطع فيديو يدفعان محتجاً عمره 75 عاما سقط على إثرها وأصيب بجرح في رأسه. وقال رئيس بلدية المدينة بايرون براون الذي نشر العقوبة عبر تويتر، إنه ومفوض الشرطة «شعرا باستياء» شديد بعد مشاهدة الفيديو.
وقال بيان للشرطة في وقت سابق إن الرجل الذي فقد وعيه ونزف بشدة من الرأس «تعثر وسقط».
وفي أنديانابوليس فتحت الشرطة تحقيقا بعد نشر شريط فيديو يظهر أربعة شرطيين على الأقل يضربون امرأة بالهراوات ويرشونها بكرات الفلفل، مساء الأحد.
وأفادت عدة تقارير إعلامية أن شرطيي مدينة نيويورك انهالوا الخميس بالضرب على عشرات المتظاهرين المسالمين الذين خالفوا حظر التجول في برونكس بعد محاصرتهم، بحيث لم يتركوا لهم مكاناً يهربون إليه.
وأعلن مفوض الشرطة في نيويورك ديرموت شي، إيقاف شرطيين عن العمل في أعقاب «العديد من الحوادث المثيرة للاستياء»، أحدهما لدفعه امرأة وقعت أرضا والثاني لإزالة الكمامة الواقية لرجل ورشه برذاذ الفلفل. والحادثان موثقان في تسجيل مصور.
ورفعت منظمات الدفاع عن الحقوق المدنية الأمريكية دعوى قضائية ضد ترامب بعد أن أطلقت قوات الأمن كرات الفلفل وقنابل الدخان لتفريق المتظاهرين المسالمين في واشنطن قبل أن يتوجه الرئيس إلى كنيسة لالتقاط صورة والإنجيل بيده في وقت سابق من هذا الأسبوع.
ووضع موت فلويد دونالد ترامب في مواجهة أحد أكبر التحديات التي تواجه رئاسته المضطربة. فقد دان موت فلويد لكنه اتخذ موقفًا صارماً تجاه المتظاهرين واتُهم بتأجيج التوتر.
وشهدت المظاهرات بعد أيامها الأولى أعمال شغب ونهب لكنها باتت سلمية إلى حد كبير. وتم رفع حظر التجول في واشنطن ولوس أنجلوس ومدن أخرى، لكنها في نيويورك ستتواصل لليالي الثلاث المقبلة.
بايدن مرشح الحزب الديمقراطي
على صعيد آخر حصل جوبايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق على ما يكفي من أصوات مندوبي الحزب الديمقراطي ليفوز رسميا بترشيح الحزب لخوض سباق الرئاسة أمام الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات المقررة في نوفمبر القادم.
ويحتاج أي مرشح إلى اجمالي 1991 من أصوات مندوبي المجمعات الانتخابية على الأقل للحصول على ترشيح حزبه. وتخطى بايدن ذلك الرقم عندما ظهرت نتائج في وقت متأخر من مساء الجمعة بعد أن أجريت الانتخابات التمهيدية في سبع ولايات وفي العاصمة واشنطن.