طباعة هذه الصفحة

بعد إصابة 12 طفلا و10 مستخدمين بكورونا

فتح تحقيق وبائي بمستشفى الأورام السرطانية بوهران

وهران: براهمية مسعودة

أكّد عدد من أولياء الأطفال الذين يعالجون في مستشفى الأورام السرطانية «الأمير عبد القادر» بمنطقة الحاسي في وهران،  أنّ مخاوفهم تزداد قوة في ظل تفشي  فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» في هذا المركز الذي يحتاج إلى رعاية خاصة ضد الفيروسات والبكتيريا، وغيرها من المخاطر.
تساءل عدد منهم عن كيفية تسلل فيروس «الكورونا» إلى هذا المركز المتخصص في الأورام السرطانية ليتحول إلى مصدر خطر، لكون مرضى السرطان أكثر عرضة للخطر لضعف الجهاز المناعي عند الكثير منهم، ولاسيما الذين يخضعون للعلاجات الكيميائية أو المناعية أو الأدوية الفموية الموجهة أو العلاج الإشعاعي أو من يخضعون لزراعة نخاع العظم وغيرهم.
كما نوّه محدثينا إلى التصرفات السلبية الناجمة عن بعض الممرضين والأطباء،  وكذا المرتادين على هذه المؤسسة الإستشفائية، جراء عدم احترام شروط ارتداء القناع الواقي ومختلف إجراءات الوقاية المنصوص عليها، مثل غسل اليدين  والتعقيم المستمر، مشددين على ضرورة  إعطاء أهمية خاصة لهذه الفئة الهشة من المجتمع.
وكانت خلية الإعلام التابعة لمستشفى «الأمير عبد القادر» قد أعلنت خلال الأسبوع المنصرم عن تسجيل  12 إصابة بفيروس كورونا المستجد بين الأطفال المرضى بالسرطان ، وذلك من أصل 64 مريضا خضعوا للتحاليل على مستوى بعض الأجنحة التي تضمها مصلحة طب الأطفال، الأمر الذي أثار حالة استنفار قصوى في هذا المرفق الصحي، نظرا لضعف جهازهم المناعي، وهشاشة مقاومة أجسامهم أمام شبح الفيروس الجديد. 
وعلى صعيد آخر، أكدت ذات المصادر ارتفاع إجمالي الإصابات التي طالت مستخدمي هذه المؤسسة الاستشفائية إلى 10 إصابات مؤكدة، يخضعون في مجملهم للعلاج على مستوى مستشفى الدكتور بن زرجب، فيما تكمن الخطورة في أنّ  بعض الطواقم الطبية وشبه الطبية تخضع للحجر الإلزامي على مستوى بعض فنادق الولاية، وذلك في انتظار ظهور نتائج 500 عينة لنزلاء المستشفى من بينهم 130 طفل مريض.
وأمام هذه المستجدات، طمأن د. خويدمي محمد عابد، طبيب في  طب الكوارث والطوارئ ونائب مدير النشاطات الطبية والشبه الطبية بالمستشفى الجامعي»الحكيم بن زرجب بوهران» بخصوص قضية مستشفى الحاسي، بأنّ «الجهات المعنية فتحت تحقيق وبائي»، منوها إلى أنّ «مصدر العدوى ما زال مجهولا».
ودعا المختص، العاملين في القطاع الصحي إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر لمنع انتشار العدوي بين أفراد الطاقم الطبي ونقلها للمرضى المقيمين، مشددا على عدم التهاون في مسألة  تطبيق الإجراءات الوقائية، ولاسيما ما تعلق بالمعقمات والمطهرات الموصى باستخدامها في مرافق الرعاية الصحية، وكذا الالتزام التام بارتداء معدات الحماية الشخصية المناسبة، وتشمل القفازات المتينة والواقي الطبي، بما فيه الكمامة والنظارات وكذا الأحذية المغلقة.
وهنا عبّر نفس المتحدث عن استيائه من بعض السلوكيات السلبية  الناجمة عن جهات فاعلة في مجال التنمية الاجتماعية والثقافة الصحية الواجب تعزيزها وتقويتها  من أجل  مكافحة فيروس الكورونا في إشارة منه إلى المسؤولين والشخصيات التي تعتبر مثالا يقتدى به والذين يظهرون بالكمامات الواقية وأثناء إجراء لقاءات أو مقابلات صحفية بالأماكن العمومية  يضعونها بالعنق أو ينزعونها  دون  غسل الأيدي أو استخدام مادة معقمة.
وأوضح الدكتور «خويدمي» بأنّ « الهدف من  الكمامة  أن يتنفس الشخص من خلالها كوسيلة لوقاية أنفسنا والمحيط»، مؤكدا في الوقت نفسه على  ضرورة التقيّد بشروط استعمال «القناع الواقي»، ومنها عدم لمسه أو إنزاله على الرقبة، مع ضرورة أن تكون الكمامة محكمة من ناحية الأنف،  كما يجب تعقيم اليدين بالماء الصابون أو المعقم قبل نزعها، مع ضرورة خلعها من الوراء وتفادي لمس الجهة الوسطي المقابلة للأنف والفم،  كما يجب تغيير القناع الواقي الطبي من 3 إلى 4 ساعات أو بمجرد أن تصبح مبللة.