طباعة هذه الصفحة

تنتشر بصفة مقلقة في المناطق الساحلية لوهران

مديرية الفلاحة تعزز إجراءات مكافحة حفارة الطماطم

وهران: براهمية مسعودة

تعرف نسب الإصابة بآفة حفارة الطماطم في مزارع وهران ارتفاعا مقلقا. وتوقع مهندسون مختصون، أن تكون الخسائر أكبر في الفترة الحالية التي تشكل موسم نشاط للحشرات بكل أنواعها، خاصة بالمناطق الساحلية، حيث تكثر البيوت البلاستيكية.
ويساعد موسم الربيع ودرجة الحرارة المعتدلة حفارة الطماطم المسماة علميا «توتا ابسلوتا» على التكاثر، وتتغذى أيضا على البطاطا والباذنجان والفلفل والفاصوليا وبعض الأعشاب والنباتات ذات الصلة، بيد أن الطماطم تعد المحصول الأكثر تضررا.
وكانت حشرة حفارة الطماطم ذات اللون البني، قد وصلت وهران لأول مرة شهر ماي من سنة 2008، حيث خلفت أضرارا كبيرة بالمحاصيل، فكثر استعمال المبيدات والمواد الكيميائية الزراعية والحشرية، بشكل عشوائي، جعل منها خطرا حقيقا على الحياة البيئية وصحة الإنسان، خاصة إذا علمنا أن الطماطم من الفواكه التي يستهلكها الأطفال نيّئة، بما يعرّضهم لمخاطر هذه السموم بطريقة مباشرة، فضلا عن زيادة نسبة تلوث الهواء والتربة الزراعية والمياه، بحسب ما أكده المختصون في المجال. مع العلم أن الطماطم المطوّرة على مستوى البيوت البلاستيكية بلغت مساحتها بوهران 20 ألف هكتار من مساحة إجمالية تقدر بـ90 ألف هكتار.
إطلاق حشرات نافعة ومصائد فورمونية مجانية لفائدة الفلاح
عززت مديرية الفلاحة لوهران، إجراءاتها لمكافحة الآفة، مؤكدة أنها تعمل بالتعاون مع مصالحها على تطبيق برامج بيولوجية ضد حفّارة الطماطم، وتكمن فكرة البرنامج في الحفاظ على أدنى مستوى من الأضرار، من خلال تطبيق أساليب مستدامة بيئيا واقتصاديا، تعتمد على إطلاق أعداء طبيعية من الحشرات النافعة لأكل الضارة ونصب مصائد فرمونية تستدرج الذكور من الحشرات ثم قتلها للحد من تكاثرها. كما تعتمد خطة مكافحة والحد من الآفة بوهران إجراءات احترازية، انطلاقا من نزع الأعشاب الضارة داخل وخارج البيوت البلاستيكية، واستخدام الموانع المنخلية المانعة دخول الحشرات، وإزالة المحاصيل المصابة، مع مراعاة الحد من الاستخدام المفرط للمبيدات الكيميائية وانتقاء الطبيعي منها غير المضر بالحشرات النافعة.
وقالت الخبيرة نوال بكري، مديرة المحطة الجهوية لوقاية النباتات بمسرغين، إن «رغبة الدولة في الحد من استخدام المبيدات إنما يعود إلى سببين: الأول، أن الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية لا يساهم في الاستدامة البيئية. والثاني، ما نعرفه عن حفارة الطماطم من قدرتها على تطوير مقاومة ذاتية سريعة للمبيدات الحشرية، من خلال حفر أنفاق على مستوى البذرة تحميها من المبيدات، فتتكاثر من جديد». وأضافت، سعادة كلثوم، عن مفتشية الصحة النباتية لدى مديرية المصالح الفلاحية بوهران، في حديث عن المصائد الفورمونية، «أنها وسيلة اقتصادية وسهلة الاستخدام ومقبولة من قبل المزارعين». وذكرت سعادة أيضا، أن مفتشية الصحة النباتية، بالتعاون مع المحطة الجهوية لوقاية النباتات، وزعت حوالي 400 كبسولة عبر مختلف مناطق الولاية إلى غاية أمس السبت.
المعالجة الكيماوية العشوائية للمحاصيل مضرة
وسبق للغرفة الفلاحية بوهران أن قامت، بمشاركة المصالح الفلاحية، بإحصاء الفلاحين المتخصصين في الخضروات والبيوت البلاستيكية المتواجدين على مستوى الدوائر، كعامل مسبق للقافلة التحسيسية، التي تنظمها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية بالتنسيق مع المعهد الوطني لوقاية النباتات، اعتبارا من 27 أفريل، بحسب ما أكده رئيس الغرفة، براشمي مفتاح الحاج، والذي دعا كافة الفلاحين إلى المشاركة والتفاعل بإيجابية مع الحملة الوطنية لمكافحة حفارة الطماطم. غير أن الإشكال يكمن، بحسب المتحدثين، في أن عديد الفلاحين لا يتجاوبون مع الحملات التحسيسية، وهمّهم الوحيد أن يكون المحصول بخير، فيعتمدون المعالجة الكيماوية بصورة عشوائية، خاصة في الزراعة المنتشرة لدى معظم السكان، وهو ما حذرت منه المهندسة بالمحطة الجهوية لوقاية النباتات بوهران، وزاني كريمة، والتي أكدت أن الفورمونات متوفرة بالعدد الكافي وتمنح مجانيا عكس الدول الأخرى.